تتجه الأنظار إلى محطة ديفيو التابعة لشبكة أمتراك في ولاية نيويورك، حيث تمثل المنصة المتدهورة فيها قضية تؤرق المسافرين والمجتمع المحلي على حد سواء. فقد عانت المنصة من تدهور ملحوظ على مر السنوات، بشكله الذي يبرز تشققات كبيرة وحفر قد تكون خطرًا على سلامة الركاب. في ظل تلك الظروف، بدأت أمتراك أخيرًا في اتخاذ خطوات فعالة للتحسين وإعادة الإعمار. أصبحت محطة ديفيو في الوقت الراهن واحدة من المحطات الأكثر استخدمًا في غرب نيويورك، حيث استقبلت أكثر من 102,000 راكب في عام 2023، مما يبرز الأهمية الحيوية لهذه المحطة في خدمة الركاب. ومع ذلك، أصبح مظهر المنصة الحالية يعكس وضعًا مؤسفًا، حيث يعاني السطح من تآكل واضح كالأخاديد والمطبات التي تُغلق مواقعها بحواجز السلامة، مضطرةً الركاب لاستخدام مسارات بديلة للابتعاد عن المناطق الأكثر تضررًا. إن الوضع الحالي للمنصة يثير استياء كثير من المسافرين، مثل غريغوري راب، الذي عبر عن قلقه إزاء الوضع الذي تعيشه المحطة، قائلًا: "عندما أزور محطات القطارات الأخرى في البلاد، أرى كيف يتم الاعتناء بها وتجديدها، ثم أعود إلى منزلي لأواجه هذا المنظر المزر، وكأنه إبرة في عيني." وهذا يعكس شعورًا عامًا بعدم الرضا عن الحالة التي آلت إليها المحطة. بحسب المعلومات المتاحة، تسعى أمتراك حاليًا لتلبية احتياجات المسافرين من خلال وضع خطة شاملة لتحسين المنصة. بينما يتم القيام بإصلاحات مؤقتة عبر إضافة طبقة من الأسفلت لتغطية السطح المتصدع، أشار المتحدث الرسمي باسم أمتراك، جيسون أبراهمز، إلى أن أعمال التصليحات المؤقتة ستنتهي قبل نهاية أكتوبر 2024. إلا أن الوعود بالإصلاحات الدائمة لا تقتصر على ذلك، بل تشمل أيضًا بناء منصة جديدة تتوافق مع متطلبات قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة (ADA). من المقرر أن يبدأ تصميم المنصة الجديدة في منتصف عام 2025، ويُتوقع أن تبدأ أعمال البناء في نهاية العام نفسه. ترى أمتراك أن هذا يعد خطوة ضرورية لتعزيز سلامة الركاب وتحسين تجربتهم بشكل عام. لم يعد مقبولاً أن تكون المنصة، وهي نقطة الدخول الأساسية إلى مدينة بوفالو، بحالة سيئة، خصوصًا مع أهمية أن تبدو المدينة في أبهى حللها لدى الزوار. إن تقنيات النقل الحديثة تتطلب منا تحسين وجهاتنا، وخصوصًا عندما يتعلق الأمر بالمطارات ومحطات القطارات التي تمثل الواجهة الأولى للمدينة. يبدو أن التواصل بين الحكومة المحلية وأمتراك لن يقتصر على مسألة إصلاح المنصة فحسب، بل يجب أن يتجاوز ذلك نحو إنشاء مساحات تجعل من السفر تجربة مريحة، تعكس جمال المدينة وكرم ضيافتها. عندما ننظر إلى المشهد العام للتنمية الحضرية، نجد أن المدن الكبرى مثل بوفالو استخدمت استثمارات بملايين الدولارات لإعادة تأهيل محطات القطارات والمطارات. فقد شهدت محطة القطارات الجديدة في وسط مدينة بوفالو تلقي ردود فعل إيجابية غير مسبوقة، حيث تم تجديدها بتكلفة بلغت 28 مليون دولار، مما يجعلها عنصراً جاذباً للزوار والمقيمين على حد سواء. وفي تصريحاته، دعا غريغوري راب إلى أهمية التصورات الاستباقية في تحسين المنصة، مؤكدًا على ضرورة تعزيز تجربة المسافرين عبر توفير واجهات جميلة وعصرية. "يجب أن نحاول تعزيز انطباع القادمين إلى المدينة. هذا أمر بالغ الأهمية، ويحث على تحسين مظهرنا". من المؤسف أن تكون لدينا محطة تمثل مدخل المدينة تظهر بشكل غير مقبول. الخطط الموضوعة لإعادة بناء محطة ديفيو تأتي في وقت حرج، حيث تشير الإحصائيات إلى أن عدد الركاب في المحطة زاد بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية. بينما استقبلت محطة ديفيو أكثر من 102,000 راكب، شهدت محطة إكستشانج ستريت في بوفالو حوالى 48,914 راكب فقط، مما يُظهر أن ديفيو تمثل الخيار الأفضل لكثير من المسافرين بفضل مواقف السيارات المجانية وتوافد القطارات المتكرر. إن إهمال المنصة المتدهورة أمر يتطلب معالجة سريعة، فالمسافرون يستحقون تجربة سفر مريحة وآمنة. إن تجربة ركوب القطارات يجب أن تشمل جودة المكان من حيث التصميم والتصليح. إن اتخاذ الخطوات السريعة من قبل أمتراك يعد على الأقل إشارة إيجابية للركاب، حتى لو كانت هناك بعض التحفظات بشأن الحلول المؤقتة. خلاصة القول، إن مشروع إعادة بناء منصة ديفيو ليس مجرد مشروع تحسيني، بل هو خطوة هامة نحو تقديم خدمة أفضل وتعزيز تقدير المدينة كمقصد حضري يعكس الجمال والفخر. فعندما تكون محطات القطارات في أفضل حالاتها تعكس روح المدينة، ستبقى في ذاكرة الركاب الذين يمرون عبرها، مما يحفزهم للعودة لاحقًا. إن المستقبل ينتظرنا بإصلاحات جذريّة، وآمال معقودة على تحسين سمعة محطة ديفيو، والتي ينبغي أن تكون واجهة تسلط الضوء على مدينة بوفالو بكامل روعتها.。
الخطوة التالية