في السنوات الأخيرة، أصبحت العملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثيريوم محط اهتمام واسع من قبل المستثمرين وصناع القرار على مستوى العالم. ومع ذلك، فإن السياسة التي تتعلق بهذه العملات تتنوع بشكل ملحوظ من شخص لآخر. في الولايات المتحدة، يتعلق الأمر بشكل خاص بمواقف السياسيين الرئيسيين مثل الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس. في هذه المقالة، سنستعرض آراء ترامب وهاريس حول العملات الرقمية، وتأثير هذه الآراء على مستقبل السوق. دونالد ترامب، الذي شغل منصب الرئيس من 2017 إلى 2021، كان له رأي واضح وسلبي نسبيًا حول العملات الرقمية. في أكثر من مناسبة، انتقد ترامب البيتكوين، مشيرًا إلى أنه يعتبرها "احتيالًا" يهدف إلى تقويض الدولار الأمريكي. لقد أعرب ترامب عن قلقه من أن العملات الرقمية قد تستخدم في أنشطة غير قانونية، وذلك بسبب طبيعتها اللامركزية وعدم وجود رقابة حكومية قوية عليها. كما أنه في تغريداته على موقع تويتر خلال فترة رئاسته، شدد على أهمية الدولار، مشيرًا إلى أنه لا يعتقد أن هناك حاجة للعملات الرقمية حيث أن الدولار الأمريكي قوي ومستقر. من ناحية أخرى، فإن كامالا هاريس، التي تولت منصب نائبة الرئيس في يناير 2021، تتبنى نهجًا مختلفًا. هاريس لديها فهم عميق للعملات الرقمية والتكنولوجيا المالية بشكل عام. حيث قالت إن العملات الرقمية تمثل "فرصة هائلة" للابتكار، ولكنها أيضًا تحمل مخاطر تتطلب تنظيمًا دقيقًا. صارحت هاريس أنها تؤمن بالحاجة إلى تطوير إطار تنظيمي يدعم الابتكار ويحمي المستهلكين في نفس الوقت. تؤمن هاريس بأهمية توفير المعلومات والشفافية في سوق العملات الرقمية، حيث إن الأمان وتمويل الابتكار هما عنصران أساسيان في عالم العملات الرقمية. لقد أكدت على ضرورة حماية المستثمرين، خصوصًا الأفراد الذين قد يتعرضون للخداع أو الاستغلال في هذه السوق المتقلبة. تعتبر هاريس أن أي تنظيم يجب أن يكون متوازنًا ولا يعيق الابتكار، بل يشجع عليه. من الواضح أن هناك فرقًا شاسعًا بين موقفيهما تجاه العملات الرقمية. بينما ينظر ترامب إلى العملات الرقمية بشيء من skepticism مثل سلعة مشبوهة، تعكس هاريس نهجًا أكثر إيجابية وتفاؤلًا، معتبرة أن تلك التكنولوجيا قد تعود بالنفع على الاقتصاد الأمريكي. كل موقف من مواقفهم قد يؤثر في شكل مختلف على المستثمرين والأسواق. فمجرد اعتقاد ترامب بأن العملات الرقمية هي "احتيال" قد تؤدي إلى تراجع الثقة في هذه العملات وتقلبات كبيرة في قيمتها، خصوصًا إذا ما استمر في التأثير على الجمهور من خلال وسائل الإعلام ومواقعه الشخصية. على الجانب الآخر، إذا تمكنت هاريس وفريقها من صياغة وتنفيذ سياسة تنظيمية تدعم العملات الرقمية، فقد يشهد السوق دفعة قوية. فوجود تنظيم مناسب قد يجذب مستثمرين جدد، ويوفر بيئة أكثر أمانًا وموثوقية للمستثمرين الحاليين. من المهم أيضًا ملاحظة أن المواقف تجاه العملات الرقمية تتطور باستمرار، والتغيرات التكنولوجية والسياسية قد تؤثر في سياقات جديدة. مثلاً، في الوقت الذي يعبر فيه ترامب عن معارضته للعملات الرقمية، تزايدت الحوارات في العديد من اللقاءات العامة حول كيفية استخدام الحكومة لتكنولوجيا البلوكتشين، مما يشير إلى إمكانية ظهور أفكار جديدة قد تعتمد عليها الإدارة في المستقبل. تواجه الولايات المتحدة تحديًا مستمرًا فيما يتعلق بكيفية تنظيم سوق العملات الرقمية، حيث يتوجب عليها الموازنة بين الابتكار والحماية. إذا تمكنت هاريس وفريقها من الإبقاء على الحوارات مفتوحة واستمرار تطوير إطار عمل مناسب، سوف تساعد في إنشاء بيئة عمل مثمرة لجميع الأطراف: المستهلكين والمستثمرين والشركات. في الختام، يعد موقف كل من ترامب وهاريس من العملات الرقمية عنصرًا مهمًا لفهم مستقبل هذه السوق في الولايات المتحدة. بينما يُظهر ترامب عدم ارتياح واضح، ترغب هاريس في تنظيم يواكب التطورات السريعة في عالم التكنولوجيا. سيحدد الوقت كيف سيتطور هذا الفضاء وما إذا كانت الولايات المتحدة ستستمر في القيادة في هذا المجال أو ستتخلف عن الدول الأخرى التي تستثمر بقوة في هذا النوع من الابتكار.。
الخطوة التالية