سارَت سارة ريسنيك، الكاتبة والمحررة في مجلة n+1، على دربٍ من الثقة والجرأة في مقالها الجديد "امشِ بعيدًا كأحد الرؤساء". تستعرض فيه أهمية معرفة متى وكيف يتعين علينا الابتعاد عن المواقف السلبية أو العلاقات الضارة، مؤكدةً على أن الهدوء والانسحاب في الوقت المناسب يمكن أن يكون أكثر قوةً من التقدم أو المواجهة بشكل غير مدروس. تبدأ ريسنيك مقالها بإلقاء الضوء على فكرة أن ليس كل المعارك تستحق القتال، وأنه في بعض الأحيان، يكون أفضل قرار هو الابتعاد. إذ يعبّر هذا الفعل ببساطة عن القوة والاستقلالية. فالقدرة على مواجهة القرارات الصعبة تتطلب شجاعة أكثر من البقاء في مواقف غير مُرضية. تسلط الكاتبة الضوء أيضًا على كيف أن تماسكنا في بيئات سلبية لا يفيد في كثير من الأحيان، بل يُمكن أن يؤدي إلى تدهور صحتنا النفسية. تُقدّم سارة مجموعة من الأمثلة من الحياة اليومية حيث قد يشعر الأفراد بأنهم مجبرون على البقاء في علاقات أو وظائف غير مُرضية. تعتبر أن الفشل في ترك ما يجعلنا غير مرتاحين يمكن أن يؤدي إلى تداعيات طويلة الأمد على رفاهيتنا العامة. ولهذا، تشجعنا على اتخاذ خطوة جريئة للخروج من هذه المواقف التي لا تتحقق فيها أبعادنا الحقيقية. تستعرض ريسنيك أيضًا مفهوم القدرة على اتخاذ قرارات عقلانية بعيدًا عن العواطف، حيث يفترض على الأفراد أن يُقيّموا صحة القرارات التي يتخذونها بناءً على نتائجها النفسية والعملية. ترغب الكاتبة في تقديم فكرة بأن الابتعاد عن المواقف السلبية ليس علامة على الضعف، بل هو مؤشر على النضج والرؤية الواضحة لما هو أفضل لنا. يمرر المقال رسالة بأن هناك قيمة كبيرة في القدرة على الانسحاب. يستعرض كيف أن مغادرة مواقف غير مُرضية يمكن أن تكون بمثابة انطلاقة جديدة نحو فرص أفضل. إذ يتمكن الشخص الذي يستطيع أن "يمشي بعيدًا كأحد الرؤساء" من إعادة صياغة حياته وبناء بيئة صحية تعكس قيمه وطموحاته. تعرض ريسنيك تجارب من حياتها الشخصية وتجارب الآخرين، مشيرة إلى اللحظات التي تطلبت فيها اتخاذ قرارات صعبة تتعلق بمغادرة علاقات أو وظائف لم تشعر فيها بالراحة. تخبرنا كيف أن الكلمات قد تصبح مؤلمة عندما تُستخدم في سياقات مُعينة، وأن الإنسان يجب أن يعرف قيمة نفسه ويحرص على أن يُحيط نفسه بالأشخاص الذين يرفعون من روحه المعنوية. يتحدث المقال أيضًا عن كيفية بناء الثقة بالنفس من خلال القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة، والتي قد تتضمن الابتعاد عن الناس أو المواقف التي تؤثر سلبًا على حياتنا. تُشجع ريسنيك القراء على إعادة تقييم دوائرهم الاجتماعية والمهنية، والتأكد من أن الأشخاص الذين نقوم بالتفاعل معهم يُساهمون في رفع مستوياتنا بدلاً من خفضها. تُشير ريسنيك إلى أن الابتعاد ليس مجرد خيار فردي، ولكنه خطوة جريئة يمكن أن تُلهم الآخرين من حولنا. تُظهر الأبحاث كيف يؤدي ترك المواقف السلبية إلى شعور متزايد بالقوة والسيطرة على الحياة. يمنح الانسحاب الشعور بالحرية ويُعبّر عن القدرة على تحديد مصيرنا الخاص. في النهاية، تُعيد تأكيد أن الحياة قصيرة جدًا علينا أن نتبع مسارات لا تُناسبنا. في سياق متصل، تُسلط ريسنيك الضوء على الثقافة المعاصرة وأهمية إعطاء الأولوية للرفاهية النفسية. في عالم يمتلئ بالضغوطات والتحديات، يُصبح من الضروري أن نكون واعين لاختياراتنا وكيف تؤثر على جودة حياتنا. تدعو الكاتبة جميع القراء لإعادة النظر في اختياراتهم والتركيز على تلك الأمور التي تجلب لهم السعادة والراحة. تقوم ريسنيك بنهاية مقالها بدعوة مفتوحة للجميع لتبني هذه الفلسفة في حياتهم. تقول بتفاؤل إن "المشي بعيدًا كأحد الرؤساء" هو الأمر الذي يمكننا جميعًا تحقيقه إذا ما زرعنا الثقة في أنفسنا وعلمنا متى يجب أن نترك ما لا يُخدم أهدافنا. تُشجع على البحث عن الحُب والدعم في الأماكن التي تضمن لنا السلام الداخلي، والابتعاد عن الأجواء العكرة التي تعكر صفو حياتنا. بهذا، تنجح سارة ريسنيك في تقديم نظرة جديدة تتجاوز التحديات التي نواجهها بشكل يومي، وتُشجعنا على أن نكون أكثر وعيًا بأنفسنا وأن نَحيا بطريقة تخدم مسعانا الشخصي نحو المزيد من الرفاهية والقوة الحقيقية. إن القصة التي تسردها ستكون بمثابة نداء للعديد من الأفراد للقيام بخطوات حاسمة نحو مساحات أكثر إيجابية وإنتاجية في حياتهم.。
الخطوة التالية