تحت سماء القدس، تجمّع الآلاف من الناس في جنازة هيرش غولدبرغ-بولين، الشاب الأمريكي الإسرائيلي الذي أُسِر من قبل حماس قبل أشهر، في لحظة مؤثرة رافقها الحزن والأسى. كانت لحظة وداع، ولذلك توافد المئات من الأهل والأصدقاء والمواطنين لدعم والديه، جون بولين وراشيل غولدبرغ-بولين، الذين ألقوا كلمات تعكس الألم الكبير الذي يخيم على قلوبهم. عندما اعتلى والدا هيرش المنصة، تعالت صيحات الحضور، وعبر الآباء عن مشاعرهم الجياشة تجاه ابنهم الذي فقدوه بوحشية. انهمرت دموع راشيل غولدبرغ-بولين، وهي تتحدث إلى المئات أمامها، قائلة: "أنت لم تعد في خطر، لكن مخاوفنا انتقلت إلينا. كيف يمكننا العيش بدونك؟ أ prayed pray أن يكون موتك نقطة تحول في هذه الوضعية الفظيعة التي نعيشها جميعًا." تبعت هذه الكلمات، والتي اختلط فيها الأسى بالأمل، كلمات والده جون، الذي لم يستطع كبح مشاعره الجارفة. قال: "هيرش، نحن فشلنا في حمايتك. لقد خذلناك، ولكنك لم تكن لتفشل في السعي للعدالة." كان يتحدث بحرقة، وكأن كلمات الإدانة تعبر عن مشاعر مكثفة من الذنب والافتقاد، موجهًا حديثه نحو ابنهم الشاب الذي كان يحلم بمستقبل آمن ومليء بالأمل. هيرش غولدبرغ-بولين، الابن البالغ من العمر 23 عامًا، أُسِر خلال مهرجان نوفا في 7 أكتوبر من العام الماضي. وقد عاش تجربة مأساوية، حيث فقد جزءًا من ذراعه اليسرى جراء قنبلة، وتحوّل إلى رمز للمعاناة. جو لا مبالاة الأسر وجرائم القتل المروعة التي ارتكبها خاطفوه ألقت بظلالها على هذا الوداع، حيث عبر المتحدثون عن ضرورة عدم تجاهل الأوجاع البشرية في سياق الحروب والصراعات. وفي لحظة مؤثرة، أشار جون إلى أن هيرش لم يكن فقط ضحية، بل كان يحلم بأن يصبح صوتًا للتغيير. وأضاف: "كان سيعمل بلا كلل للتواصل مع الآخرين ولتجاوز الصراعات. كان يدفع الجميع للتفكير بشكل مختلف، وكان سيسعى لجعل موتك وموت الجنود والمدنيين الأبرياء ليست بلا جدوى." لقد حاول هو وراشيل استخدام مأساة فقدان ابنهما كنداء للسلام، مؤكدين على ضرورة إنهاء دوامة العنف المستمرة. تخللت الكلمات التي ألقاها والدا هيرش لحظات من الحزن، حيث أبدت راشيل امتنانها للوقت الذي قضته مع ابنها، رغم قسوة الظروف. وقالت: "لم يكن هيرش مثاليًا، لكنه كان الابن المثالي بالنسبة لي." واستمرت في الحديث عن كيف أنها كانت تشعر بالامتنان لأن الله قد منحها فرصة أن تكون أمه، حتى وإن كانت لفترة قصيرة. تحت الأمطار الغزيرة، والتي كانت كأنها تعكس الحزن الجماعي للجموع المحتشدة، تم تشييع هيرش بحضور ضخم. توافد المعزون حاملين الأعلام الإسرائيلية، معبرين عن تعازيهم وتضامنهم مع عائلة غولدبرغ-بولين. لم يكن الحضور مجرد مجموعة من الأشخاص، بل كانوا عائلات ورفاقًا يتواجدون ليشاركوا في إحياء ذكرى شخص أثر في الكثيرين، حتى لو لم يعرفوه شخصيًا. خلال أحداث الجنازة، أدرج عدة متحدثين تعليقاتهم داعيًا إلى إحياء السلام وتحقيق العدالة. ورفعت الأمل في قلوب الحاضرين، حيث تمنى الكثيرون أن تكون مأساة هيرش دافعًا لتغيير الأوضاع الراهنة. وقد تبلور ذلك في الدردشة بين المعزين، الذين اتفقوا على أهمية الحوار وبناء الجسور بدلاً من تعزيز الانقسامات. في ضوء هذه الأحداث المأساوية، جاءت تصريحات العديد من المسؤولين السياسيين في الولايات المتحدة، حيث أعرب الرئيس جو بايدن عن حزنه الشديد من مقتل هيرش. أكّد على أن الولايات المتحدة ستعمل بجد لتأمين الإفراج عن باقي الرهائن. كما تحدث عن أهمية الحوار والضغط لبناء مستقبل أفضل للجميع. وبتنويه خاص من والديه، تجول الشارع الذي تواجد فيه الجميع بكلمات ملؤها الحب والاحترام عن هيرش. لقد أصابهم جميعًا شعور حاد بالمسؤولية تجاه الأجيال القادمة، حسرة دائمة على الذين فقدوا في صراعات لم تكن بحاجة إليه. كيف يمكنهم المضي قدمًا، وهم يحملون أحلام هيرش، العازم على تحقيق السعادة والمساواة في العالم؟ في ختام الجنازة، تعلقت كلمات الوداع دوماً في الأذهان، متواصلة بعزيمة الأمل. وقف الحضور وصوتهم يردد: "لن ننسى هيرش غولدبرغ-بولين، الواسع العيون، صاحب القلب الطيب." لقد كانت جنازة هيرش غولدبرغ-بولين أكثر من مجرد وداع، بل كانت علامة على الندم على مآسي الحرب، ودعوة لمستقبل مشرق يحرص فيه الجميع على تجنب تكرار مثل هذه الحوادث الأليمة. في تلك اللحظة، تضافرت القلوب لتحقيق رسالة السلام، وضرورة أن لا يضيع دم الشهداء هباءً.。
الخطوة التالية