في تحول غير متوقع، أصبح دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق والمرشح المحتمل للانتخابات القادمة، من المشككين في العملات الرقمية إلى داعية للبيتكوين. هذا التحول لم يحدث بمحض الصدفة، بل كان جزءاً من خطة استراتيجيات تم تنظيمها بدقة من قبل مجموعة صغيرة من مؤيدي البيتكوين في بورتو ريكو، الذين خططوا لإقناع ترامب بقيمة هذه التكنولوجيا الجديدة. وبدأت القصة في مطعم راقٍ في ضواحي سان خوان، حيث اجتمع ثلاثة أصدقاء لتداول الأفكار حول تعزيز البيتكوين في حملة ترامب الانتخابية. وتشير مصادر قريبة من الحملة إلى أن أماندا فابيان، وهي رائدة في مجال تعدين البيتكوين، وتريسي هويوس-لوبيز، المدعية العامة السابقة، وديفيد بيلي، الرئيس التنفيذي لمجموعة إعلامية متخصصة في العملات الرقمية، كانوا هم المحركين الرئيسيين في هذه العملية. كانت لديهم رؤية واضحة، وهي جذب ترامب إلى عالم البيتكوين وتغيير موقفه من الشك إلى الإثارة حول الفرص التي توفرها هذه التكنولوجيا. في اجتماع مطول في مطعم يدعى "بوتلز"، بدأ الثلاثة في صياغة خطة تجمع بين التوعية والفوائد الاقتصادية المحتملة للمستثمرين في البيتكوين. فابيان أكدت أن البيتكوين يمكن أن يلعب دوراً محورياً في الاقتصاد الأمريكي، خاصة في ظل الطلب المتزايد على الطاقة الذي يتزايد نتيجة لتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي. من الواضح أن لديهم رؤية طموحة لتغيير الصورة التي يحملها ترامب عن العملات الرقمية. تدريجياً، بدأت لقاءاتهم مع ترامب وآخرين من دائرته الضيقة. سافر بيلي إلى نيويورك للقاء ترامب في برج ترامب، حيث قدم له تفاصيل حول كيفية زيادة الجمعيات التمويلية من خلال البيتكوين. لقد استطاعوا أن يوضحوا لترامب كيف يمكن لهذه التكنولوجيا أن تسهم في تمويل حملته الانتخابية بشكل كبير، مع وعود بجمع أكثر من 100 مليون دولار من المساهمات. في منتصف يونيو، استضاف ترامب مجموعة من التنفيذيين في قطاع البيتكوين ولتعدين العملات الرقمية في ناديه الفاخر "مار-آ-Lا-غو" في فلوريدا. كان الاجتماع مغلقاً، مما أتاح فرصة للجمع بين أعضاء القطاع النوعي لشرح كيف يمكن أن تكون البيتكوين مفيدة للاقتصاد الأمريكي بشكل عام، وتعزيز مكانة الولايات المتحدة في سوق الطاقة العالمي. الصعود السريع لترامب من منتقد للعملات الرقمية إلى مدافع عنها يمكن أن يُعزى إلى زيادة الدعم المالي الذي تلقاه من مجتمع البيتكوين. بيلي، الذي استثمر الكثير من الوقت لبناء علاقاته مع الحملة، كان يدرك أن الرئيس السابق سيتمكن من دفع المزيد من الأموال لحملته إذا اقتنع بقيمة البيتكوين. في مؤتمر البيتكوين الذي أقيم في ناشفيل، تواجد ترامب كمتحدث رئيسي، حيث أثار إعجاب الجمهور بحديثه عن فوائد البيتكوين وأهمية دعم الاقتصاد المحلي من خلال تعدين البيتكوين. في خطابه، عرض ترامب تطلعاته لكي يتم تعدين البيتكوين في الولايات المتحدة فقط، وأكد على أنه في حال تم انتخابه مرة أخرى، فإنه سيعمل على دعم هذه الصناعة بشكل كبير، بما في ذلك تقديم الدعم للمعدنين. التحول في موقف ترامب لم يكن مجرد صدفة، ولكنه كان نتيجة جهد جماعي من قِبَل هؤلاء الثلاثة. كانت لديهم القدرة على تقديم البيتكوين كفرصة كبيرة في عالم الاقتصاد، وهذا هو ما أثر في ترامب ورأيه حول العملات الرقمية. يُعتبر هذا التحول بمثابة خطوة كبيرة للأمام في عالم العملات الرقمية، خاصةً في ظل تزايد اهتمام وسائل الإعلام والجمهور بفوائد البيتكوين. مع ذلك، لا يزال هناك تحديات كبيرة تنتظر البيتكوين في المستقبل. ففي الوقت الذي كان فيه ترامب يتحدث بشكل إيجابي عن البيتكوين، كانت هناك آنذاك نقاشات متزايدة حول التنظيمات الحكومية وتحذيرات من التحديات البيئية المرتبطة بتعدين البيتكوين. هذه المقاومة من قِبَل الديمقراطيين ورجال الأعمال التقليديين تمثل عقبة حقيقة أمام دخول البيتكوين في النظام الاقتصادي الأكثر تقليدية. يعتقد الكثيرون أن ترامب يمكن أن يكون وسيلة فعالة للدفع نحو تنظيمات أكثر ملاءمة لصناعة البيتكوين، إذا ما تم انتخابه مرة أخرى. ومع ذلك، تحتاج هذه الصناعة إلى أن تكون قادرة على توظيف بيانات حيث يمكن أن يضمن المنظمون حمايتها دون قتل الابتكار. في الختام، تقدم القصة عن كيف تم "تلقين ترامب" معرفة عن البيتكوين عبر جهود مجموعة صغيرة من المبتكرين، مثالا على كيف يمكن للأفراد في مركز القوى أن يغيروا آراء القادة. وفي حالة البيتكوين، فإن السعي للتمويل والدعم من قِبَل مرشح رئاسي يمكن أن يقود إلى تحول كبير في عالم العملات الرقمية، ولكن الأمر يتطلب أيضاً جهداً مستمراً لإثبات قيمة هذه التكنولوجيا وأثرها المحتمل في الاقتصاد الأمريكي مستقبلاً.。
الخطوة التالية