في خبر حديث يثير حماس المستثمرين والمهتمين بعالم التكنولوجيا، توقع المحلل المعروف دان آيفز من شركة ويدبوش أن تصل قيمة شركة آبل (NASDAQ: AAPL) إلى 4 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2025، وذلك بفضل الابتكارات الجديدة التي ستقدمها الشركة، وخاصة هاتف آيفون الجديد. في سبتمبر الحالي، ظهرت تكتلات جديدة حول مستقبل آبل، والتي تعد واحدة من أبرز الشركات التكنولوجية في العالم، ومع الكشف عن آيفون 16، أثار التساؤل بين المتابعين حول القدرة الحقيقية لهذه النسخة الجديدة على تحقيق عوائد مرتفعة للمستثمرين. ورغم التقارير التي قد تكون قد أثرت على حماس المستثمرين، إلا أن آيفز ظل متفائلاً، مشيرًا إلى أن مزيج التقنيات الجديدة، بما في ذلك دمج الذكاء الاصطناعي (AI) في منتجات آبل، سيؤدي إلى إطلاق مرحلة جديدة من التقدم التكنولوجي. تشير تقديرات آيفز إلى أن شركة آبل ستشهد زيادة كبيرة في قيمتها السوقية تصل إلى حوالي 600 مليار دولار خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، مما يرفع قيمتها إلى ما لا يقل عن 5 تريليون دولار. يشار إلى أن شركة آبل قد استعادت مؤخرًا لقب أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، مما يجعل هذه التوقعات أكثر قابلية للتحقيق. في نهاية عام 2023، كانت قيمة آبل السوقية 2.994 تريليون دولار، ولكن بحلول اليوم، ارتفعت إلى 3.443 تريليون دولار، مما يدل على أداء قوي رغم بعض التقلبات التي شهدها السوق في 2024. مع ذلك، لا تخلو التوقعات من الشكوك، حيث أظهرت البيانات الأولية لطلبات ما قبل البيع لهاتف آيفون 16 بعض الضعف، مما أثر سلبًا على أسهم آبل. فقد شهدت الأسهم تراجعًا بنسبة 2.5% في 16 سبتمبر، ورغم التعافي الذي شهدته مؤخرًا، إلا أن أداءها خلال الثلاثين يومًا الماضية لم يكن متفوقًا، حيث حققت زيادة قدرها 0.31%. بينما أشار آيفز إلى أن هواتف آيفون 16 تسجل تقدمًا في الطلب مقارنة بسابقتها، إلا أن بعض الشركات الأخرى قد عدلت من توقعاتها لأداء آبل بعد التقارير الأولية عن المبيعات. على سبيل المثال، توقعت شركة مورغان ستانلي أن تنخفض قيمة السهم إلى 200 دولار، وهو ما يمثل تراجعًا بنسبة 12.25% عن السعر الحالي البالغ 227.92 دولار. يتساءل الكثيرون - هل سيكون هاتفا آيفون 16 ودمج الذكاء الاصطناعي بالمستوى الذي يعزز قيمة الشركة إلى 4 تريليون دولار؟ آيفز يؤكد على أن آيفون 16 قد شق طريقه بالفعل إلى قلوب المستهلكين، حيث يتفوق الطلب عليه عن آيفون 15، وخاصة في الأسواق الآسيوية. لكن هل ستثبت شركة آبل بالفعل قدرتها على تحفيز الشراء من قاعدة عملائها الحالية؟ هناك حوالي 300 مليون مستخدم لم يقوموا بتحديث هواتفهم المحمولة منذ أربع سنوات، مما يشير إلى أن هناك فرصة كبيرة لأبل لتعزيز مبيعاتها. سوف تبيع آبل أجهزة جديدة لنحو 1 من كل 3 عملاء على مدى الأشهر المقبلة، وذلك بفضل المنتجات الجديدة والمميزة التي ستدخل السوق. ومع اقتراب موسم العطلات، من المتوقع أن تستمر آبل في طرح ميزات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما قد يسهم في زيادة المبيعات. ومع ذلك، يبقى الأمر معقدًا، حيث تشير بعض الاستطلاعات إلى أن الكثير من الناس ليس لديهم ثقة كافية في تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما قد يحد من جاذبية هذه الابتكارات. التحديات لا تنتهي هنا. في ظل التقارير الاقتصادية الأخيرة، أصبح من الواضح أن هناك مخاوف بشأن قدرة المستهلكين على الانفاق، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة. تشير الأرقام إلى أن معدل البطالة في الولايات المتحدة قد ارتفع، مما قد يؤثر على قرارات الشراء. وذلك يشكل تحديًا كبيرًا لشركة آبل، حيث تحتاج إلى إقناع المستهلكين بأن منتجاتها الجديدة تستحق الثمن المدفوع. في الوقت الذي يستمر فيه سوق التكنولوجيا في المنافسة، تبقى آبل في المقدمة بفضل سجلها القوي من الابتكار والمبيعات. تظل الشركة معروفة بجودة منتجاتها وتجارب المستخدم الممتازة، لكن يجب على الإدارة أن تظل يقظة للحفاظ على هذا التفوق خاصة في الأوقات الاقتصادية الصعبة. خلاصة القول، يبدو أن توقعات آيفز بخصوص ارتفاع قيمة شركة آبل إلى 4 تريليون دولار في 2025 تعتمد بشكل كبير على نجاح هاتف آيفون 16 وتقنيات الذكاء الاصطناعي القادمة. إن النجاح في تحقيق هذه القفزة الكبيرة يعتمد أيضًا على ردود فعل السوق والمستهلكين، في ضوء التحديات الاقتصادية والإجتماعية المستمرة. سيتمكن المستثمرون والمحللون، خلال الأشهر القادمة، من تقييم مدى دقة هذه التوقعات، وما إذا كانت آبل ستعود بالفعل إلى مستوياتها السابقة من النمو. آبل ليست مجرد شركة تكنولوجيا، إنها علامة تجارية عالمية قادرة على تشكيل مستقبل صناعة التكنولوجيا، ويمثل كل ابتكار جديد خطوة نحو تعزيز هذا التأثير. مع كل هذا، باتت الأنظار مشدودة إلى آبل لترى كيف ستسير الأمور، خاصة مع دخول فصل الشتاء وعطلات نهاية العام، التي غالبًا ما تكون محورية في مبيعات التكنولوجيا.。
الخطوة التالية