أطلق إريك ترامب، نجل المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب، مشروعه الجديد في عالم التمويل اللامركزي (DeFi) المعروف باسم "World Liberty Financial". ويأتي هذا الإعلان في وقت باتت فيه العملات المشفرة وعمليات التمويل اللامركزية تتصدر العناوين الرئيسية في الولايات المتحدة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2024. ولكن، وعلى الرغم من الضجة التي أثارها هذا الإعلان، فإن تفاصيل المشروع لا تزال غامضة تمامًا. المشروع، الذي كان يعرف سابقًا باسم "The Defiant Ones"، لا يتوفر له موقع إلكتروني رسمي حتى الآن، على الرغم من أن قنواته على منصتي "X" و"تيليجرام" تحظى بأكثر من 16,000 و45,000 مستخدم على التوالي. يتعلق الأمر بكون هذه المنصات هي الوحيدتان المتاحتان حاليًا لتواصل إريك ترامب مع المجتمع بشأن المشروع، ولكن الكثير من المستخدمين يتساءلون عن مدى موثوقية هذا المشروع ونجاحه المرتقب. في مقابلة مع صحيفة "نيويورك بوست"، أكد إريك ترامب أن المشروع مرتبط بما أطلق عليه "العقار الرقمي". وذكر أن هذا العقار سيكون متاحًا للجميع، وسيضمن إمكانية الوصول العادل والفوري إلى الأصول. وأشار إلى أن هذا المشروع سيكون بمثابة تحول كبير في عالم المصارف والتمويل، حيث يسعى إلى تقويض النظم التقليدية التي يعتبرها قديمة ومجحفة بحق الأمريكيين العاديين. وتعكس كلمات إريك ترامب قلقًا كبيرًا من النظام المالي القائم، حيث انتقد ما يعتبره احتيالًا من البنوك الكبرى. وعبر عن أمله في أن يساعد مشروعه في إعادة السلطة إلى أيدي الناس، معترفًا بتجارب عائلته الشخصية مع التعقيدات التي تفرضها المؤسسات المالية. التفاعل مع هذا الإعلان كان متفاوتًا في المجتمع. فقد أثار تغريدة لإريك ترامب على منصة "X" ردود فعل مختلطة، حيث تساءل بعض المستخدمين عن مصداقية المشروع وأعربوا عن مخاوفهم من أن يكون "عملية احتيال" كبيرة. أحد المستخدمين علق ساخرًا: "لماذا يبدو هذا وكأنه فخ كبير؟"، في إشارة إلى المخاوف العامة من عمليات الاحتيال المتزايدة في عالم العملات المشفرة. في الوقت الذي انتقد فيه البعض إريك ترامب، كانت هناك أصوات مؤيدة له في المجتمع. فقد لم يتوانَ والد إريك، دونالد ترامب، عن تقديم الدعم لمشروعه من خلال منصته الاجتماعية "Truth Social"، حيث قال: "لقد حان الوقت لنقف معًا ضد البنوك الكبرى والنخبة المالية". هذا التحول في موقف ترامب تجاه العملات المشفرة يثير التساؤلات حول دوافعه، خاصة بعد أن كان قد انتقد العملات المشفرة في السابق واعتبرها "عملية احتيال". قد يكون السبب وراء تغيير موقف ترامب هو حاجته لكسب دعم الناخبين في صفوف حاملي العملات المشفرة، والذين باتوا يشكلون شريحة مهمة في الانتخابات. فقد أظهرت مسوحات حديثة أن حاملي العملات المشفرة الشباب في الولايات المتأرجحة منقسمون تقريبًا بين الديمقراطيين والجمهوريين، مما يجعل هؤلاء الناخبين قادة تأثير في الانتخابات القادمة. ومع هذا الإعلان، فإن تأثير عائلة ترامب على سوق العملات المشفرة بدأ يظهر بوضوح. فقد لاحظ الكثيرون أن عملات مثل "MAGA" و"TRUMP" قد شهدت ارتفاعًا في قيمتها فور إعلان إريك عن مشروعه. كما أن مشروع "MAGA" أصبح واحدًا من أكبر العملات في قطاع العملات السياسية، حيث ارتفعت قيمته السوقية بشكل كبير منذ بداية العام. ومع ذلك، يبقى مستقبل مشروع "World Liberty Financial" مغلفًا بالضبابية. فالأسئلة كثيرة حول كيفية تحقيقه لأهدافه المعلنة وما إذا كان سيستطيع بالفعل التأثير على النظام البنكي التقليدي. إن غياب التفاصيل الدقيقة حول المشروع، بالإضافة إلى التحليلات المختلطة حول نجاحه، يضعه في مصاف المشاريع المجهولة. يبدو أن إريك ترامب وفريقه يدركون تمامًا أن الوقت ليس في صالحهم، فمع تزايد الانتقادات وفقدان الثقة من بعض الأوساط، سيكون عليهم تقديم المزيد من المعلومات والشفافية لجذب انتباه المستثمرين والداعمين الجدد. بالإضافة إلى ذلك، سيكون عليهم أن يكونوا مستعدين لمواجهة أي انتقادات أو تحديات قانونية قد تواجههم في المستقبل، خاصة مع تزايد التدقيق من قبل الهيئات التنظيمية مثل لجنة الأوراق المالية والبورصات، التي قد ترى في هذا المشروع جزءًا من مظاهر عدم الشفافية في سوق العملات المشفرة. ومع اقتراب الانتخابات والتنافس القوي بين المرشحين، سيظل جميع الأنظار موجهة نحو كل خطوة تخطوها عائلة ترامب في عالم المال والتمويل. فهل سيتمكن إريك من إعادة صياغة العلاقة بين الأمريكيين والبنوك فرض سيطرته على عالم التمويل اللامركزي؟ أم ستظل هذه الأحلام مجرد شعارات سياسية لن تتمكن من التحقيق على أرض الواقع؟ على الزمن أن يجيب عن هذه الأسئلة ويبين كيف سيكون رد فعل السوق والمجتمع على هذا الإعلان الغامض والمثير للجدل.。
الخطوة التالية