شهدت أسواق العملات الرقمية، بما في ذلك بتكوين والعملات البديلة، انخفاضا حادا في القيم بعد فرض الحكومة الأمريكية رسوما جمركية جديدة على الواردات من كندا والمكسيك والصين. في 1 فبراير 2025، قامت الولايات المتحدة بزيادة الرسوم الجمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك و10% على الواردات الصينية، مما أثار القلق في السوق وزاد من التوترات التجارية العالمية. انخفض سعر بتكوين بنسبة تزيد عن 5% بعد الإعلان عن هذه الرسوم الجديدة، حيث وصل إلى حوالي 91,200 دولار قبل أن يستقر عند 94,000 دولار بعد انتعاش طفيف. ومن المثير للاهتمام أن سعر بتكوين لا يزال 87% أقل من ذروته التاريخية التي بلغت 109,000 دولار. وقد أدت الزيادة في حجم التداول، والتي بلغت أكثر من 200%، إلى تأجيج الضغوط البيعية في السوق. ليس بتكوين وحده من تأثر بهذا الانخفاض، بل شهدت كافة العملات البديلة عمليات انخفاض حادة أيضا. سجلت القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية انخفاضا ملحوظا بنسبة 12% خلال 24 ساعة، حيث بلغت حوالي 3.15 تريليون دولار في 3 فبراير. تعرضت الإيثيريوم لانخفاض بنسبة 20%، بينما انخفضت ريبل (XRP) بنسبة 22%، وفقد سولانا (SOL) 8% من قيمته، بينما تأثرت بينانس كوين (BNB) أيضا بخسارة جاوزت 15%. يلاحظ المحللون أن زيادة حجم التداول وسط انخفاض الأسعار تشير إلى حالة من الذعر في السوق، حيث يسارع البائعون للدخول إلى السوق في محاولة لتقليل خسائرهم. بيانات سعر البتكوين تشير إلى أن المستثمرين على المدى الطويل بدأوا في بيع أصولهم، مما يعكس عادة دخول السوق في فترة من الانخفاضات. المخاوف الاقتصادية تتزايد بعد فرض هذه الرسوم الجمركية الجديدة. حيث أشار الخبراء الماليون إلى احتمال حدوث أزمة مالية جديدة نتيجة لتصاعد التوترات التجارية وزيادة تقلبات سوق الأسهم. على سبيل المثال، ذكر آرثر هايز، الرئيس التنفيذي لشركة BitMEX، أنه "إذا كانت 60% من الأمريكيين لا يملكون 1000 دولار كصندوق طوارئ، فإن الاحتياطي الفيدرالي قلق بشأن التضخم. كيف يمكن لترامب أن يرفع أسعار الطاقة عبر الرسوم الجمركية؟" الظروف الاقتصادية الصعبة تجعل بعض المستثمرين يبحثون عن فرص الشراء وسط الانخفاضات الحالية في الأسعار، فيما يختار الآخرون اتخاذ موقف حذر في ظل عدم اليقين المتوقع في السوق. ستحسم الأسابيع القليلة المقبلة ما إذا كانت العملات المشفرة ستجد الاستقرار مرة أخرى أم أن الاتجاه النزولي سيسيطر على السوق. تتفاعل الأسواق المالية مع الأحداث الجيوسياسية، وبالتالي، فإن أي تطورات سياسية أو اقتصادية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على أسعار العملات المشفرة. يرتبط السوق بشكل وثيق بالتحولات الجيوسياسية والتغيرات في سياسة الحكومات. إن الاستجابة السريعة للأسواق المالية للرسوم الجمركية الجديدة تعكس المخاطر والفرص المتاحة أمام المستثمرين. الاستثمار في العملات الرقمية، بالرغم من التقلبات الحادة، لا يزال يثير اهتمام عدد كبير من المستثمرين الذين يسعون للاستفادة من الفرص المتاحة في السوق. في ظل هذه الأوقات غير المستقرة، يُنصح المستثمرون بالبقاء على اطلاع دائم على الأخبار والتحليلات الاقتصادية لاتخاذ قرارات مستنيرة. تحليل البيئات الاقتصادية، ومراقبة حجم التداولات، والبحث في اتجاهات السوق يمكن أن تساعد المستثمرين في التعرف على الوقت المناسب للشراء أو البيع. في النهاية، يتطلب الاستثمار في العملات الرقمية دقة وتركيزًا. يجب على المستثمرين الوعي بالمخاطر المحتملة المرتبطة بتقلب الأسعار وأهمية التوقيت في اتخاذ قراراتهم. قد يكون من الحكمة استشارة مستشار مالي قبل اتخاذ أي خطوة كبرى في هذا السوق المتقلب.。
الخطوة التالية