تتجه أنظار عالم المال والاقتصاد نحو انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، حيث تشير التوقعات إلى أن فوز الرئيس السابق دونالد ترامب قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في سعر البيتكوين. وفقًا لبيانات من محللي شركة بيرنشتاين، من المتوقع أن يرتفع سعر البيتكوين بنسبة تصل إلى 59% ليصل إلى 90,000 دولار بحلول نهاية العام إذا ما تمكن ترامب من استعادة منصبه في البيت الأبيض. منذ عدة سنوات، بدأ ترامب في إظهار دعم متزايد للعملات الرقمية، مما يؤدي إلى تكهنات بشأن كيفية تأثير هذا الدعم على تنظيم السوق إذا تم انتخابه مرة أخرى. فقد أشار المحللون إلى أن ترامب قد يوفر بيئة تنظيمية أكثر صداقة للعملات المشفرة مقارنة بإدارة نائب الرئيس الحالي كامالا هاريس. وفي هذا السياق، يرى المحللون أن نتائج الانتخابات تملك القدرة على تحديد مصير صناعة العملات الرقمية بشكل كبير. انتعشت الروح الإيجابية لدى المستثمرين بعد أن قام ترامب بإلقاء خطاب في مؤتمر البيتكوين في يوليو الماضي، حيث استراتيجية تجعله يبدو وكأنه يدعو لجعل الولايات المتحدة عاصمة العملات الرقمية في العالم. وقد أطلق أيضًا مجموعة من الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) في السنوات الأخيرة، مما يعكس اهتمامه المتزايد في هذا المجال. عبر العديد من المنصات المالية والعقارية، يحذر المحللون من أن البيئة التنظيمية الحالية لا تلبي احتياجات المؤسسات المالية والمستثمرين. واعتبر تقرير بيرنشتاين أن أي تخفيف في التشريعات المتعلقة بالبيتكوين والعملات الرقمية الأخرى قد يؤدي إلى إقبال أكبر من قبل المؤسسات المالية الكبيرة. حيث يعتقد المستثمرون أن إمكانية المشاركة من قبل البنوك والمؤسسات المالية ستؤدي إلى زيادة تدفق الأموال إلى سوق العملات الرقمية، مما يمنح البيتكوين مكانته المستحقة كمنافس تقليدي للأصول المالية الأخرى. مع تداول البيتكوين حاليًا حول مستوى 56,539 دولار، يشير المحللون إلى أنه في حال تحقق الفوز لترامب، فإن نطاق السعر المستهدف للبيتكوين في الأشهر المقبلة قد يتراوح بين 80,000 إلى 90,000 دولار. هذا الأمر يعتبر نبأ سارًا للكثير من المستثمرين الذين يراقبون السوق عن كثب في الوقت الحالي، حيث يشهد البيتكوين زيادة سنوية بنسبة 34%. ورغم أن الانتخابات المقبلة لا تزال بعيدة ومن الصعب التنبؤ بنتائجها، إلا أن العديد من المستثمرين في العملات الرقمية يتخذون من فكرة "تجارة ترامب" حافزًا لاستثمار أموالهم. إذ أن السوق لا يزال يشعر بالقلق إزاء البنية التحتية التنظيمية الحالية، مما يعيق نمو العديد من مشاريع العملات الرقمية. ويرى المحللون أن تخفيف هذه القيود يمكن أن يؤدي إلى ابتكارات جديدة في هذا القطاع وإعادة جذب المستخدمين إلى النظام البيئي للعملات الرقمية. على الجانب الآخر، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن السوق المالي دائمًا ما يتسم بالتقلب. وبالتالي، فإن زيادة 59% في سعر البيتكوين ليست مضمونة، ولكنها تعكس آراء بعض المحللين الذين يعتقدون أن الوصول إلى أسعار مرتفعة قد يصبح واقعاً إذا ما شهدنا تغييرًا في القوانين والتشريعات. فعلى سبيل المثال، الافتقار إلى تنظيم واضح للعملات الرقمية في الإدارة الحالية قد ساهم في تقليل الانفتاح المؤسسي على العملة. من المثير للاهتمام أن العديد من الخبراء يؤكدون أن أنماط الاستثمار تختلف بشكل كبير بناءً على الوضع السياسي والنفسي للمستثمرين. إذ تعتبر الانتخابات الأمريكية من أكثر الأحداث تأثيرًا على الأسواق المالية حول العالم، إذ تؤثر على السياسات الاقتصادية التي تتبناها الإدارة الجديدة؛ مما يؤدي إلى تأثيرات مباشرة على الاستثمار في العملات، والأسهم، والسلع. لا يمكن الاستهانة بتأثير ترامب على سوق العملات الرقمية، حيث إن تصريحاته اعتبارًا من الآن تدعم بدورها فكرة أن لديه رؤية واضحة لدور الولايات المتحدة في مستقبل العملات المشفرة. كما أنه يسعى لبناء علاقة أقوى مع مجتمع العملات الرقمية، مما يعزز الآمال بأن تصبح البيئات التنظيمية الأمريكية أكثر توافقًا مع هذا القطاع. علاوة على ذلك، يدعم البيتكوين شرعيته بزيادة إقبال المستخدمين، حيث تعتقد شريحة واسعة من مستثمري الأفراد أن البيتكوين هو عملة الغد، مع استمرار تحويل الأموال من الصفحات التقليدية إلى العملات الرقمية. وقد تم إنشاء مجموعة من مشاريع التكنولوجيا المالية التي تهدف إلى تسهيل الوصول إلى العملات الرقمية، مما يعكس الطلب المتزايد على هذه الأصول. في نهاية المطاف، تظل توقعات الأسعار قابلة للتغيير، ولكن من المؤكد أن التأثيرات السياسية تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل مستقبل العملات الرقمية، وخاصة البيتكوين. لذا يتعين على المستثمرين البقاء على اطلاع بكل التطورات المتعلقة بالانتخابات الأمريكية وتأثيرها المحتمل على السوق الرقمية. في حال تحقق توقعات المحللين وشهدنا فوز ترامب، سيكون من المثير متابعة مدى تأثير ذلك على سعر البيتكوين وعلى صناعة العملات المشفرة بشكل عام.。
الخطوة التالية