في حدثٍ مثير للاهتمام في واشنطن، أطلق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة، مشروع عائلته للعملات الرقمية المعروف باسم "World Liberty Financial". الحدث جاء عبر مقابلة على منصة X، وسرعان ما أصبح محور نقاش واهتمام الرأي العام والإعلام. لم يشارك ترامب تفاصيل دقيقة حول كيفية عمل مشروعه الجديد. بدلاً من ذلك، قام بتحويل المناقشة نحو مواضيع أخرى مثل الذكاء الاصطناعي، مما أثار تساؤلات حول التركيز الحقيقي للفكرة ووجود خطط استراتيجية وراء هذا المشروع. في وقت لاحق من الحدث، تناول ترامب أيضًا محاولات الاعتداء عليه وهو يلعب الغولف، حيث ذكر أنه سمع طلقات نارية أثناء وجوده في الملعب. بدا ترامب وكأنه يتجنب مناقشة الأمور المالية المعنية بوضوح، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن نواياه الحقيقية. على الرغم من التحويل نحو مواضيع أخرى، فإن توقيت إطلاق مشروع cryptocurrency وسط الحملة الانتخابية تسبب في إثارة الشكوك حول تضارب المصالح. كان من المتوقع أن يكون "World Liberty Financial" منصة للإقراض والتداول بالعملات الرقمية، مما يسمح للمستخدمين بتبادل هذه الأصول الرقمية دون الاعتماد على النظام المصرفي التقليدي. لكن ترامب لم يعط أي تفاصيل عن كيفية عمل هذا النظام أو ما هي الميزات التي يمكن أن يقدمها لمستخدميه. أثناء كلمته، انتقل الحديث بعيدًا عن العملة الرقمية إلى تجربته الشخصية مع الحادث الذي تعرض له، حيث أثنى على عملاء الخدمة السرية والشرطة بعد أن ساهموا في القبض على المشتبه به. لكن الكثيرين كانوا أكثر اهتمامًا بمعرفة المزيد عن عملاته الرقمية الجديدة بدلًا من تفاصيل الحادث الغريب. لم يكن ترامب هو الوحيد الذي تحدث عن العملات الرقمية في هذا الحدث. فقد ألقى ابنه الأكبر، دون ترامب الابن، كلمةً تناول فيها أهمية العملات الرقمية كبديل للنظام المصرفي الموجود حاليًا، وهو ما يعتبره غير عادل تجاه المحافظين. هذا التوجه نحو العملات الرقمية يسجل تحولًا كبيرًا عن تصريحات ترامب السابقة خلال فترة حكمه حينما كان يعبر عن عدم رضاه تجاه هذه العملات، حيث وصفها بأنها "أصول غير منظمة يمكن أن تسهل السلوك غير القانوني". في الأشهر الأخيرة، بدأ ترامب في تغيير موقفه ونظرته تجاه العملات الرقمية ليصبح أكثر إيجابية، حيث أكد في حملته الانتخابية قبول التبرعات بالعملات الرقمية. كما قام بزيارة مؤتمر للبيتكوين في ناشفيل، حيث وعد بتحويل الولايات المتحدة إلى "عاصمة العملات الرقمية في العالم". بالفعل، هذه التغييرات في الموقف تأتي في وقت حسّاس للانتخابات الرئاسية، حيث يسعى ترامب لاستقطاب الناخبين الذين يهتمون بعالم العملات الرقمية. وفي هذا السياق، يشعر البعض بقلق حيال التوجه الجديد لترامب ويدلون بتعليقات تتعلق بالأخلاقيات. يقول جوردان ليبوويتز، المتحدث باسم مجموعة "Citizens for Responsibility and Ethics in Washington"، إن إطلاق مشروع تجاري وهو يُخوض الانتخابات قد يثير تساؤلات حول النزاهة. على الرغم من هذه المخاوف، تواصل بعض الأوساط الإيجابية والمهتمة بالعملات الرقمية ترى في تحركات ترامب فرصة لنمو الاستثمار في هذا القطاع، إذا ما استعاد ترامب منصبه في البيت الأبيض. في المقابل، فإن الحملة الانتخابية لنائبة الرئيس كامالا هاريس لم تقدم أي مقترحات للسياسات المتعلقة بتنظيم الأصول الرقمية، مما يجعل السوق مفتوحة أمام تأثير ترامب. هذا التحول المفاجئ الذي حدث في آراء ترامب حول العملات الرقمية لا يزال يثير الجدل بين الأكاديميين والخبراء. فالباحثة القانونية هيلاري ألين، التي أجرت دراسات حول العملات الرقمية، تشير إلى أن هذا التغيير قد يكون مدفوعًا بشكل جزئي بمصالح مالية خاصة. تعطي تصاريح ترامب القديمة التي تشكك في العملات الرقمية انطباعًا عن تغيير متسرع في موقفه الآن بعد أن لاحظ إمكانياتهم الاقتصادية. مع ذلك، تبقى الأسئلة مطروحة حول ما إذا كانت هذه المبادرة تعكس اهتمامات حقيقية لدونالد ترامب وفريقه حول مستقبل العملات الرقمية، أم أنها مجرد خطوة دعائية لجذب الناخبين. ومهما يكن الأمر، فإن هذه الخطوة تثير اهتمامًا كبيرًا وتحظى بمتابعة واسعة في أوساط المستثمرين والناخبين على حد سواء. إجمالاً، يبدو أن ترامب يسعى إلى توسيع قاعدته الانتخابية من خلال الانخراط في قضية العملات الرقمية، حتى لو لم يقدم بعد تفاصيل دقيقة حول مشروعه الجديد. هذا الدفع نحو العالم الرقمي يعكس تحولاً مثيرًا في النقاشات الاقتصادية والسياسية، ويشير إلى ضرورة متابعة الأحداث القادمة خاصة فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية وما تلوح به من تحديات وتغييرات في السياسات المالية.。
الخطوة التالية