في كل مكان عمل، يمكن أن نتعرض لمواقف غير مريحة بسبب بعض الزملاء الذين يتسمون بالجرأة. هؤلاء الزملاء، الذين يمكن وصفهم بـ "مكتب الشماروتزر"، قد يتسببون في انزعاج كبير لنا. سواء كانوا يهجمون على وجباتنا، أو يشعرون بالأمان في سرقة أفكارنا، أو ينشرون الأحاديث دون توقف، فإن التعامل معهم يحتاج إلى ذكاء ومرونة. تعتبر ظاهرة "موظفي الشماروتزر" شائعة في العديد من البيئات العملية. ومع ذلك، يمكن إدارة هذه التفاعلات بطريقة تجعل بيئة العمل أكثر راحة. لنأخذ جولة في طرق التعامل مع هؤلاء الزملاء الجريئين وكيفية حماية أنفسنا منهم. أولاً، تعرف على الأنواع المختلفة من الموظفين الجريئين. أحد أبرز الأنواع هو "المستغل". هؤلاء هم الزملاء الذين يسرقون أفكارك في الاجتماعات ويقدمونها وكأنها من اختراعهم. إذا قضيت وقتًا طويلًا في تطوير مشروع معين، فإن هذا الشخص قد يظهر فجأة ليطرح نفس الأفكار التي قدمتها، دون أدنى اعتبار لجهودك. للتعامل مع هذه الظاهرة، يُنصح بالتحدث عن إنجازاتك قبل أن يتمكنوا من ذلك، وإعداد نفسك للحديث عن مشاريعك بشكل مباشر وواضح. ثم لدينا "المتطفل"، والذي يظهر بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالطعام. إذا كنت تحضر وجبة غداء لذيذة من المنزل ووجدت زميلك يلتف حولك بعيون واسعة، يسأل عما إذا كان يمكنه "تجربة" الطعام، فمن المحتمل أنك تتعامل مع متطفل محترف. يُفضل هنا الرد بطريقة مرحة، مثل القول: "كانت هذه الوجبة مخصصة لي، لكن يبدو أنك بحاجة لجلب طعامك أيضًا!" هذا من شأنه أن يضع حدودًا لطيفة. أما النوع الثالث فهو "المتحدث الدائم". هؤلاء الزملاء يشاركون في كل محادثة، حتى عندما تكون مشغولاً بمهمة مهمة. عليك أن تتعلم كيفية السيطرة على هذه المواقف بإظهار الحزم. يمكن أن يكون مجرد نظرة سريعة إلى الساعة وعبارة بسيطة مثل: "عذرًا، يجب أن أركز على عملي الآن" كافيين لوضع حد للمحادثة. تُعتبر إقامة الحدود مع هؤلاء الزملاء أمرًا أساسيًا للحفاظ على بيئة عمل صحية. تذكر أن تكون صريحًا، ولكن بلطف؛ عندما يبدأ زميلك في التصرف بطريقة تتجاوز الحدود، من المهم أن تتحدث معه في الحال. إن ترك الأمور للتفاقم قد يؤدي إلى مواقف أكثر تعقيدًا. تحويل التفاعل السلبي إلى شيء إيجابي من خلال الفكاهة يمكن أن يساعد كثيرًا. عبارة بسيطة مثل: "هل يمكنك عدم أخذ آخر قطعة من الحلويات، كان ذلك مخصصًا لي!" قد تكون كفيلة بخلق جو أفضل. لكن ماذا عن الحالات التي تصبح فيها السلوكيات غير مقبولة بالفعل، مثل القيام بالتنمر أو التمييز في العمل؟ هذه الحالات تتطلب التصعيد، ويجب عليك عدم التردد في إبلاغ قسم الموارد البشرية أو حتى مديرك. من المهم أن تكون لديك المعرفة القانونية حول حقوقك كموظف. هناك أوقات يتجاوز فيها الأمر مجرد إزعاج إلى سلوكيات غير قانونية. من ناحية أخرى، يجب أن نتذكر أنه قد يكون لدينا أيضًا دور في خلق البيئة المكتبية. حين نتساءل: "هل أنا السبب في جعل زملائي يشعرون بهذه الطريقة؟" علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا. إذا كنت تستجدي المساعدة من الآخرين في المهام التي يمكنك إنجازها بنفسك، أو إذا كنت تحب الحديث عن نفسك في الاجتماعات، فقد يجدر بك التفكير في تعديل سلوكك الخاص. في ختام الأمر، هناك خطوات بسيطة يمكن اتخاذها لجعل بيئة العمل أكثر إيجابية. أولاً، تذكر أن تحافظ على روح الدعابة في التعامل مع المواقف. عندما تبتسم وتستخدم الفكاهة، قد تنجح في تهدئة الأجواء وتوجيه الآخرين نحو ما هو مقبول. كما يجب على كل شخص العمل على تطوير مهاراته في التواصل الجيد. سواء كان ذلك من خلال التدريب أو بناء علاقات أقوى مع الزملاء، فإن التواصل الجيد يمكن أن يحل العديد من المشكلات. بالمجمل، الأعضاء في بيئة العمل يجب أن يفهموا أن عليهم احترام بعضهم البعض. ليس من الصعب تحديد الحدود، ولكن الحاجة إلى الانفتاح والتواصل الفعال هي المفتاح لتقليل الاحتكاك بين الزملاء. من خلال التعاطي بذكاء وحساسية، يمكننا جميعًا جعل مكان العمل أكثر راحة وإنتاجية. الجماعة التي تعمل معًا بشكل متناغم هي تلك التي تفرز أفكارًا مبدعة وتحظى بنجاح حقيقي. لذا، اتخذ هذه النصائح، وابدأ في تعزيز بيئة عمل أكثر سعادة وصحة!。
الخطوة التالية