تتجه أنظار مستثمري ومحللي العملات الرقمية إلى إيثريوم (ETH)، العملة الرقمية الثانية من حيث القيمة السوقية، التي تمر بفترة عصيبة مع موجة من التقلبات الحادة في أسعارها. في الأسابيع الأخيرة، انخفض سعر إيثريوم بحوالي 11% ليصل إلى حوالي 2300 دولار، مما أثار تساؤلات كبيرة حول ما إذا كانت العملة ستواجه انخفاضًا بنسبة 20% إضافية أو ستكون في انتظار انتعاش مفاجئ. في هذا المقال، نستعرض آراء أبرز المحللين والسيناريوهات المحتملة لهذا السوق المتقلب. توجهات سلبية: هل سيشهد إيثريوم انهيارًا بنسبة 20%؟ أبدى بعض المحللين مخاوف جدية من أن إيثريوم قد يتجه إلى انهيار كبير في حالة عدم نجاحه في الحفاظ على الدعم الفني الحيوي. من بين هؤلاء، المحلل علي مارتينيز، الذي أشار إلى منطقة سعرية مهمة بين 2290 و2360 دولار، حيث تتواجد شريحة كبيرة من المستثمرين. وفقًا لمارتينيز، فإنه يوجد حوالي 1.9 مليون عنوان يحملون ما قيمته 52.3 مليون دولار من إيثريوم في هذه المنطقة. وفي حال كسر إيثريوم لهذه المستويات، فقد يشهد أولاً موجة بيع كبيرة تدفع السعر إلى مستوى 1800 دولار، أي بتراجع يقدر بنحو 20%. من المثير للاهتمام أن مؤشر "In the Money" الذي يتبع نسبة المستثمرين الذين يحققون أرباحًا من استثماراتهم في إيثريوم قد أظهر أن حوالي 54% من حاملي العملة في وضعية مكسب، بينما 39% في وضعية خسارة. ومع تراجع هذه النسبة بشكل يومي، يبدأ المحللون بالتخوف من احتمال تحول السوق لصالح الدببة، مما يزيد من فرص حدوث تصحيح سعري. لذلك، على حاملي إيثريوم أن يكونوا مستعدين لمزيد من الانخفاضات المحتملة. توجهات إيجابية: هل سيشهد إيثريوم انتعاشًا قويًا؟ على الرغم من التوقعات السلبية، يشير بعض المحللين إلى أن إيثريوم قد يكون أمامه فرصة لانتعاش كبير بدلاً من الانهيار. يشير المتداول المعروف فونيكس إلى أن التحركات الأخيرة في سعر إيثريوم قد تشكل "فخ دب"، حيث يخطئ المستثمرون في تقييم اتجاه السوق ويستعدون للانخفاض، إلا أن السعر قد يتعافى فجأة. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد المحلل جافون ماركس أن نمط حركة إيثريوم الحالية يشبه نمطًا سابقًا شهده السوق في عام 2023، والذي أدى إلى زيادة قدرها 165%. ويعبر ماركس عن ثقته في أن هذا النموذج قد يتكرر مرة أخرى، حيث يتوقع أن يصل السعر إلى 4723.5 دولار في الأشهر القادمة. إذا نجح إيثريوم في اختراق هذا المستوى، فإن الهدف التالي قد يصل إلى 8100 دولار، مما يعني تضاعف قيمته الحالية. من العوامل الفنية المهمة التي تدعم وجهة النظر الإيجابية، يأتي مؤشر القوة النسبية (RSI) لإيثريوم، الذي يقيس ما إذا كانت العملة مشبعة بالشراء أو بالبيع. حاليًا، سجل مؤشر RSI انخفاضًا قرب 30، وهذا يعد مؤشرًا على أن العملة قد تكون في حالة تشبع بالبيع، مما قد يهيئها للانتعاش. إذا كانت الأسعار تحت مستوى 30، فهذا يعد عادة إشارة إلى إمكانية حدوث انقلاب سعري، وهو خبر سار للثيران. ما هو القادم لإيثريوم؟ تتجه الأنظار نحو مستقبل إيثريوم القريب، الذي يبدو غير مؤكد تمامًا بين احتمالية الانهيار والانتعاش. من جهة، يحذر محللو الأسواق من احتمال حدوث تراجع يصل إلى 20% إذا فشل إيثريوم في الحفاظ على مستويات الدعم الرئيسية. ومن جهة أخرى، يشير المحللون المؤيدون للسوق الصاعدة إلى أن إيثريوم قد يكون في وضع مثالي لانتعاش كبير. ستكون العديد من العوامل حاسمة في تحديد أي السيناريوهات ستتحقق، بما في ذلك قدرة إيثريوم على الحفاظ على دعم الأسعار فوق نطاق 2290-2360 دولار، بالإضافة إلى المعنويات العامة في سوق العملات الرقمية. ولذلك، ينبغي على المتداولين متابعة حركة أسعار إيثريوم بعناية، جنبًا إلى جنب مع المؤشرات الفنية مثل RSI ومؤشر "In the Money"، حتى يكونوا على دراية بالتطورات. في ختام الأمر، يواجه حاملو إيثريوم فترة من التقلبات، حيث عليهم أن يوازنوا بين الحذر والتفاؤل. سواء كانت الأسواق تتجه نحو انخفاض آخر بنسبة 20% أو انتعاش قوي، يبقى التساؤل مفتوحًا حول الاتجاه الذي ستسلكه هذه العملة. على الرغم من التحديات، تبقى إيثريوم محط أنظار المستثمرين والمحللين على حد سواء، مع استمرار المناقشات حول مستقبلها.。
الخطوة التالية