أظهر المستثمرون في عملة الإيثيريوم اتجاهًا إيجابيًا مؤخرًا، لكن المخاوف بشأن ارتفاع احتياطيات الإيثيريوم في البورصات تثير القلق من احتمال حدوث تصحيح في الأسعار. على الرغم من هذا القلق، تتجه الأنظار نحو إيثيريوم مع استئناف العديد من المستثمرين نشاطهم بعد العطلة الصيفية، مما أدي إلى ارتفاع تدفقات الأموال إلى صناديق تداول الإيثيريوم. في تاريخ 27 سبتمبر 2024، تم تداول الإيثيريوم (ETH) حوالي 2640 دولار، مسجلًا زيادة تزيد عن 2% في الأيام الأخيرة. تشير هذه الزيادة إلى ارتفاع معنويات المستثمرين الإيجابية، خاصة بعد أن رصدت صناديق الإيثيريوم 43.2 مليون دولار من تدفقات الأموال في يوم واحد، مما يُبرز اهتمام المستثمرين المتزايد. جاءت هذه التدفقات في سياق انخفاض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما عزز فهم ومتطلبات المستثمرين للأصول الرقمية، وخاصة عملة الإيثيريوم. صناديق الإيثيريوم استقطبت تدفقات بأكثر من 105 مليون دولار في يومين، بفضل الإصدارات الجديدة لها مثل صندوق بلاك روك للإيثيريوم وصندوق غراي سكل. هذه الحركة في صفقات الصناديق تُظهر أن المستثمرين بدأوا يعودون إلى السوق بعد توقف طويل إثر أداء منخفض للصناديق خلال فترة العطلات الصيفية. مع اقتراب الربع الرابع تاريخيًا من كونه فترة إيجابية لدى المستثمرين، فمن المتوقع أن تستمر تدفقات الأموال في الارتفاع إذا هدأ تسرب الأموال من صندوق غراي سكل. من جانب آخر، يرى الخبراء أن هناك عاملًا هامًا يجب أخذه بعين الاعتبار، وهو ارتفاع احتياطيات الإيثيريوم في البورصات. الزيادة في هذه الاحتياطيات قد تشير إلى استعداد المستثمرين لبيع حصصهم، الأمر الذي قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار في المستقبل. يشير الارتفاع في الاحتياطيات إلى وجود ضغط بيعي محتمل في السوق، مما يجعل المستثمرين في حالة من القلق حيال التحركات السعرية المقبلة. في سياق التداول اليومي، تم تسجيل أكثر من 21 مليون دولار من عمليات التصفية خلال الـ 24 ساعة الماضية، حيث كان هناك ما يقرب من 7.47 مليون دولار من التصفية على صفقات الشراء و13.97 مليون دولار من صفقات البيع. يُظهر هذا التقلب الكبير أن السوق لا يزال حذرًا ومعرضًا لتقلبات حادة في الأسعار. الإيثيريوم يتداول حاليًا فوق المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا، وهو مستوى دعم رئيسي يمكن أن يسعفه في حال حدوث تصحيح. إذا تمكن الإيثيريوم من الحفاظ على هذا السعر، فقد يُعيد اختبار مستوى المقاومة عند 2707 دولار، وهو مستوى يتمنى العديد من المستثمرين أن يتجاوزه لتحقيق مكاسب أكبر. في حال تمكن من اختراق هذا المستوى، قد يتجه نحو 2817 دولار، وهو مستوى دعم تم الحفاظ عليه لأكثر من أربعة أشهر سابقة. التحليلات الفنية، التي تعتمد على مؤشرات مثل مؤشر القوة النسبية ومؤشر الاستوكاستيك، تُظهر أيضًا وجود ميول صعودية في السوق، حيث إن القيمة الحالية لهذه المؤشرات تتجاوز المستويات المحايدة، مما يدل على أن الزخم قد يظل إيجابيًا لفترة. ومع ذلك، إذا انخفض السعر دون مستوى 2595 دولار، قد يشكل هذا إشارة سلبية تدفع بالأسعار نحو مستويات دعم أخرى تمتد عبر المتوسطات المتحركة لـ 50 و100 و200 يوم. الإغلاق اليومي للشمعة دون مستوى 2395 دولار قد يُؤدي إلى مزيد من الضغط البيعي المكثف، مما يُعزز من التصحيح محمود الضغوط للبيع. إن هذا الوضع يتطلب من المستثمرين اتخاذ قرارات مستنيرة. على الرغم من الاتجاه الإيجابي الراهن، إلا أن خطر التصحيح بسبب الاحتياطيات المرتفعة في البورصات لا يمكن تجاهله. يُشجع المحللون على توخي الحذر ومراقبة المؤشرات الفنية عن كثب، حيث قد تكون الأوضاع قابلة للتغيير بسرعة كبيرة في عالم العملات الرقمية. الاستثمار في الإيثيريوم، كما هو الحال مع أي عملة مشفرة، يحتاج إلى مراقبة دقيقة للأحداث السوقية والاقتصادية. يجب على المستثمرين أن يدركوا أن الأسواق الرقمية متقلبة وأن اتخاذ قرارات استثمارية يجب أن يستند إلى معلومات دقيقة وأساسيات السوق. كما أن فهم النظام الاقتصادي الأوسع وانعكاساته على الأصول الرقمية يمكن أن يُساعد المستثمرين في التنقل بشكل أفضل عبر التقلبات والفرص المحتملة في هذا السوق الديناميكي. باختصار، في ظل توقعات إيجابية فيما يعود إلى الإيثيريوم وانخفاض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، يتوجب على المستثمرين في الوقت الراهن المتابعة الدقيقة للسوق. سيبقى الارتقاء فوق مستويات المقاومة أمرًا مهمًا، بينما يجب أن تظل الاحتياطيات في البورصات تحت المجهر كنقطة حساسة قد تسبب تقلبات حادة في الأسعار. في النهاية، الاستثمار في الإيثيريوم يمكن أن يكون مجديًا، لكن يتطلب التوازن بين التفاؤل والاستراتيجية.。
الخطوة التالية