في عالم التكنولوجيا المتقدمة، تعتبر مواضيع مثل تقنية البلوكشين والعملات الرقمية من بين الأكثر إثارة للجدل والأهمية. ولذلك، فإن السؤال حول ما إذا كان قياس عدد المعاملات التي يمكن إجراؤها في الثانية (TPS) للمشاريع البلوكشين يعتبر فكرة سخيفة في عام 2024 يتطلب نقاشًا معمقًا. في السنوات الأخيرة، أصبح التركيز على TPS كمعيار لقياس أداء أنظمة البلوكشين موضوعًا مثيرًا للجدل. يؤكد المدافعون عن هذا القياس أنه يعكس قدرة الشبكة على معالجة المعاملات بكفاءة، وبالتالي فإنه يعد مؤشرًا مهمًا لإمكانيات النظام. في المقابل، يشير المعارضون إلى أن قياس TPS يمكن أن يكون مضللاً، وأنه يتجاهل جوانب أخرى مهمة مثل الأمان، وسهولة الاستخدام، واللامركزية. لفهم هذا الجدل بشكل أفضل، نحتاج إلى استكشاف العوامل المختلفة التي تؤثر على اداء شبكة البلوكشين. في السنوات الماضية، رأينا تجارب عديدة في مختلف الشبكات، حيث قدمت بعضها TPS مرتفعًا للغاية. على سبيل المثال، كانت شبكة سولانا واحدة من الشبكات التي حققت معدلات TPS تفوق 65,000 معاملة في الثانية، مما يجعلها فريدة من نوعها. ولكن السؤال هنا هو: هل هذا الأداء العالي يعكس فعلاً قوة الشبكة بشكل كامل، أم أنه مجرد مقياس رياضي؟ أحد النقاط الأساسية في الجدل حول قياس TPS هو أن الأداء لا يعكس جودة الشبكة أو مدى فعاليتها. فحتى وإن كانت الشبكة قادرة على معالجة عدد ضخم من المعاملات في الثانية، قد لا يعني ذلك بالضرورة أنها آمنة أو موثوقة. في واقع الأمر، العديد من الشبكات ذات TPS المرتفع تأثرت بمشاكل أمان كبيرة، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الشبكات يمكن الاعتماد عليها في المعاملات ذات القيمة العالية. وعلاوة على ذلك، فإن تركيز المطورين والمستثمرين على TPS قد يؤدي إلى إهمال جوانب أخرى مهمة مثل اللامركزية. ففي حين أن السرعة والأداء مهمان، فإن الهدف الأساسي لتقنية البلوكشين هو توفير نظام لامركزي يتيح للأفراد التحكم في أموالهم، مما قد يتعارض مع التوجه نحو المعاملات السريعة. هناك أيضًا بعد اجتماعي واقتصادي لهذا النقاش. في عالم اليوم، حيث تتجه العديد من الشركات نحو تطوير تطبيقات تعتمد على البلوكشين، من المهم مراعاة الفوائد الاقتصادية للاستخدام الحقيقي لهذه التقنية. لذا، قد يكون من الأحرى التفكير في كيف يمكن لتقنية البلوكشين أن تخدم المجتمع بشكل أفضل بدلاً من التركيز فقط على الأرقام. ومما يزيد من تعقيد هذا الموضوع هو ظهور تقنيات جديدة مثل الإثريوم 2.0، التي تسعى إلى تحسين الأداء وتوفير ميزات جديدة بينما تحافظ على مستوى عالٍ من الأمان واللامركزية. قد تصبح المواصفات التقليدية مثل TPS غير ذات صلة إذا تمكنت هذه الشبكات من تقديم حلول جديدة، وبالتالي قد يتطلب الأمر تغييرًا في كيفية قياس الأداء. من الواضح أن هناك حاجة لتغيير كيفية تعاملنا مع مقاييس الأداء في نظام البلوكشين. بدلاً من الاعتماد فقط على TPS كمعيار رئيسي، ينبغي أن نأخذ في الاعتبار مجموعة متنوعة من العوامل. ينبغي أن تتضمن هذه العوامل الأمن، وسهولة الاستخدام، والتوسع، واللامركزية. من خلال هذا النهج، يمكن للمستثمرين والمطورين اتخاذ قرارات أفضل بشأن أي شبكة تعتمد على البلوكشين. في المستقبل، قد نرى مقاييس جديدة تظهر، تعكس بشكل أفضل الجوانب المختلفة للأداء. فقد يكون هناك توازن بين السرعة والأمان واللامركزية، ما يساعد المستخدمين والشركات على اتخاذ قرارات مستنيرة حول تقنية البلوكشين. باختصار، رغم أن قياس TPS كان محور اهتمام العديد من المستثمرين والمطورين في السنوات الأخيرة، فإن التركيز الضيق على هذا المقياس قد يقود إلى استنتاجات مضللة. وفي عام 2024، يبدو أنه من الحكمة إعادة تقييم كيف نقيس أداء مجتمعات البلوكشين. بدلاً من الاعتماد فقط على TPS، ينبغي علينا استكشاف مقاييس جديدة تعكس الجوانب المتنوعة لهذه التقنية الثورية. فالهدف يجب أن يكون تطوير أنظمة فعالة وآمنة تلبي احتياجات المستخدمين وتعزز الابتكار في عالم البلوكشين.。
الخطوة التالية