تشير التوقعات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة إلى أنها ستكون واحدة من أكثر الانتخابات استقطابًا في التاريخ الأمريكي. وبينما يتجه الناخبون نحو الاقتراع، يستمر العديد في التساؤل: من سيفوز في هذه الانتخابات؟ ولعل أحد أكثر الأسماء شهرة في مجال التوقعات الانتخابية هو المؤرخ ألان لختمان، الذي تمكن من التنبؤ بنتائج تسع من أصل عشر انتخابات رئاسية سابقة. يمتلك لختمان، الذي يُعتبر أستاذًا متميزًا في التاريخ بجامعة أمريكية في واشنطن، آليات خاصة يعتمد عليها في توقّعاته. منذ عام 1984، قام بنشر ما يُعرف بـ "مفاتيح إلى البيت الأبيض"، وهو بحث يعتمد على 13 مفتاحًا محددًا، يقوم على أسئلة كبيرة تتعلق بقوة وأداء الحزب الحاكم في البيت الأبيض. تستند هذه المفاتيح إلى قضايا متعددة تتعلق بالاقتصاد، والنمو السياسي، والشخصية العامة للمرشحين. هذا العام، أعلن لختمان تحليله الذي يُرجح فوز نائب الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات المقبلة. ولكن يبقى السؤال: هل سيكون بإمكان هاريس الحصول على أصوات ولاية أريزونا، التي تُعتبر واحدة من الولايات المتأرجحة المهمة والتي كان لها دور بارز في نتائج الانتخابات الأخيرة؟ تعتبر أريزونا ولاية حيوية في الانتخابات الأمريكية، حيث توفر 11 صوتًا في المجمع الانتخابي. وبدلاً من توجيه الأنظار نحو هزيمة هاريس، تركز التوقعات على كيف ستتجه تصويت أريزونا بين هاريس ودونالد ترامب. في الانتخابات السابقة عام 2020، حقق الرئيس جو بايدن انتصارًا في هذه الولاية، ولكن التاريخ يُشير إلى أن المرشحين الجمهوريين قد فازوا بها لخمس دورات انتخابية متتالية قبل ذلك. الاعتماد على "مفاتيح البيت الأبيض" يُظهر أن لختمان يعتبر أن ثمانية من هذه المفاتيح تدعم هاريس، بينما ثلاثة مفاتيح تدعم ترامب. في ما يتعلق بسياق الاقتصاد، يُنظر إلى النمو الإيجابي في كل من الاقتصاد الوطني وولاية أريزونا كدليل رئيسي على قوة موقف هاريس. وفي الوقت الذي يُعاني فيه الناخبون من القضايا الاقتصادية، يُمكن أن تساهم نتائج النمو في دعم موقف هاريس الانتخابي. بالإضافة إلى ذلك، يُظهر التحليل أن النسبة المئوية للنمو في الناتج المحلي الإجمالي لأريزونا كانت أكبر بكثير من تلك التي شهدتها البلاد خلال فترة ترامب. وتُعتبر هذه البيانات مؤشرات إيجابية في أعين الناخبين، مما قد يشكل حجر الزاوية في الدعاية الانتخابية لحملة هاريس. ومع ذلك، يحتاج لختمان وأي مراقب سياسي للمزيد من الحذر عند النظر إلى كيفية التصويت في أريزونا. بينما يحتدم الجدل بين المرشحين، كانت لهاريس العديد من الزيارات والتجمعات الانتخابية في الولاية، مما يدل على أهمية هذه الزيارة في توجيه الناخبين. بالإضافة إلى ذلك، ينبع التحدي من المسألة الشخصية بين ترامب وهاريس، حيث يعتبر الكاريزما أمرًا محوريًا في نظر الناخبين. ومع أن هناك من يرى أن كليهما يمتلكان كاريزما، إلا أن نوعية المرشحين الرفيعي المستوى من كلا الحزبين يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تغيير موازين القوة. تحظى الانتخابات الرئاسية الأمريكية وليمة بخلافات كبيرة، وبخاصة فيما يتعلق بالمواضيع الاجتماعية مثل حق الإجهاض وحقوق الأسلحة، التي شهدت تضاربًا واسعًا بين الفئات المختلفة في المجتمع. وبالنسبة لختمان، فإنه يرى أن هذا الأمر قد يصب في خانة هاريس، لكنه محض نظرية تتطلب المزيد من التحقق على أرض الواقع. كما أكد لختمان على أهمية التصويت بغض النظر عن الميول السياسية، ودعا الناخبين إلى التحلي بالوعي، وعدم الاكتفاء بالانتقاد أو التشكيك في النظم الانتخابية. وفي نهاية المطاف، سيكون السباق إلى البيت الأبيض هذا العام محمومًا أكثر من أي وقت مضى. ومع الأضواء المسلطة على أريزونا، قد تلعب المجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية دورًا كبيرًا في تشكيل النتائج. سواء كان فوز هاريس كما يتوقع لختمان أم هزيمتها بفعل الظروف المحلية، فإن الناخبين في أريزونا سيكون لهم دور أساسي في تحديد رئيسهم القادم. تتجه الأنظار نحو ساحة الانتخابات، وستكون النتائج النهائية على ما تبدو بيضة على حافة السكين، لا تُعرف على وجه اليقين حتى لحظة إعلان النتيجة.。
الخطوة التالية