يتعرض سوق العملات الرقمية، وخاصة البيتكوين، لتقلبات ملحوظة مع اقتراب صدور بيانات اقتصادية مهمة من الولايات المتحدة، مثل مطالبات البطالة وناتج المحلي الإجمالي. يتساءل المستثمرون والخبراء في هذا المجال عما إذا كانت البيانات الجديدة ستؤدي إلى مزيد من الخسائر أو ستنعش السوق مرة أخرى. عانت بيتكوين في الآونة الأخيرة من تراجعات كبيرة، حيث انخفضت بنسبة 0.71% في 28 أغسطس، بعد تراجع أكبر بنسبة 5.40% في الجلسة السابقة، ليصل سعرها إلى 59,082 دولارًا. مما يزيد من القلق هو أن هذا الانخفاض جاء في وقت فقد فيه السوق الأوسع 0.10% من قيمته، ليصل إجمالي القيمة السوقية لقطاع العملات الرقمية إلى 2.039 تريليون دولار. يظهر هذا الوضع أن الاستثمار في البيتكوين أصبح أكثر عرضة للتأثيرات الاقتصادية الكلية، مما يجعل من المهم مراقبة البيانات الاقتصادية القادمة عن كثب. تأتي المخاوف من السوق أيضاً نتيجة للتقارير الأخيرة عن نتائج شركة NVIDIA. على الرغم من أن أرباحها للربع الثاني من عام 2024 جاءت أفضل من المتوقع، إلا أنها لم تصل إلى التقديرات العليا، مما أدى إلى انخفاض السهم بنسبة 6.89% في تداولات ما بعد السوق. تلقى المستثمرون في البيتكوين تأثير هذه الأنباء بشكل السلبي، مما أدى إلى تراجع الطلب على الأصول الأكثر مخاطرة. وقد تكون هذه الظاهرة علامة على أن المستثمرين يتجهون نحو الأمان في أوقات عدم اليقين الاقتصادي. وقبل يوم من صدور بيانات البطالة، أبلغت السوق عن تدفقات صافية سلبية من صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين، حيث شهد السوق أول تدفق صافي سلبي ($127.1 مليون) في تسعة أيام. تتسبب هذه التدفقات السلبية في تشكك لدى المستثمرين فيما يتعلق بالاستثمار في البيتكوين خلال الفترة القادمة. تجدر الإشارة إلى أن معظم صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين، مثل ARK 21Shares Bitcoin ETF وFidelity Wise Origin Bitcoin Fund، شهدت تدفقات سلبية. تعتبر بيانات البطالة والنمو الاقتصادي من الولايات المتحدة عوامل رئيسية تؤثر في اتجاه السوق. يتوقع الخبراء أن تبقى مطالبات البطالة عند 232,000 في الأسبوع المنتهي في 24 أغسطس. إن زيادة غير متوقعة في المطالبات يمكن أن تؤدي إلى تجدد المخاوف بشأن الركود في الولايات المتحدة، مما ينعكس سلبًا على الطلب على البيتكوين وصناديق الاستثمار المرتبطة بها. من الناحية الفنية، يتداول البيتكوين تحت المتوسطات المتحركة لمدة 50 و200 يوم، مما يدل على إشارات سلبية في السوق. إذا تمكنت العملة من اختراق مستوى المقاومة عند 60,365 دولارًا، فإنها قد تشهد عودة للمشترين، وقد يؤدي الاختراق فوق 64,000 دولار إلى مزيد من الربحية. ومع ذلك، إذا انخفض السعر إلى ما دون 57,500 دولار، يمكن أن يدفع ذلك السوق إلى اختبار مستويات الدعم عند 55,000 دولار. تتزايد الدعوات للمراقبة الحذرة للأخبار الاقتصادية والاتجاهات المستقبلية حيث يظل السوق في حالة توتر. يشعر المستثمرون بالمزيد من القلق في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، حيث يعكف بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الآن على تقييم البيانات الاقتصادية قبل اتخاذ أي قرارات بشأن رفع أسعار الفائدة. تعد هذه القرارات محفوفة بالمخاطر، حيث يمكن أن تؤدي إلى تدهور إضافي في الأوضاع الاقتصادية، مما يؤثر على الاستثمارات في العملات الرقمية. في الوقت نفسه، تظل الإشارات التي تصدرها صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين محورية في توجيه الاتجاهات السعرية. يتزايد استحواذ صناديق الاستثمار المتداولة على البيتكوين، مما يجعلها ظاهرة ملحوظة في هذا السوق. وفقًا لتحليلات السوق، تمتلك صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين الآن 84% من البيتكوين الذي يمتلكه ساتوشي ناكاموتو، مؤسس البيتكوين الحقيقي. إذا استمرت هذه الاتجاهات، فإن صناديق الاستثمار المتداولة ستحتل المرتبة الأولى في حيازة البيتكوين، وهو ما يتوقع الخبراء أن يتحد مع تغير الحقائق المالية والمخاوف الاقتصادية. أما بالنسبة للإيثريوم، فإن المسار مشابه، حيث لا تزال العملة تحت المتوسطات المتحركة، مما يدل على تحول سلبي. تحتاج العملة إلى اختراق مستوى المقاومة 2,664 دولارًا لتستأنف الاتجاه الصعودي. في حالة الانخفاض إلى ما دون 2,403 دولار، قد تكون هناك مخاوف أكبر بشأن الاتجاهات إلى مستويات الدعم الأدنى عند 2,124 دولار. يظل المستثمرون في حالة ترقب، حيث أن البيانات الاقتصادية القادمة قد تكون لها تداعيات كبيرة على الأسعار في السوق. من الضروري أن يبقى المستثمرون حذرين وأن يتابعوا التطورات عن كثب مع تزايد القلق بشأن الأثر المحتمل من بيانات البطالة ونمو الناتج المحلي الإجمالي على السوق. في الختام، يبقى مستقبل البيتكوين غامضًا في ظل المخاوف الاقتصادية التي تلوح في الأفق. إن الأحداث الاقتصاديّة العالمية وأداء الشركات الكبرى توضح كيف يُمكن أن تؤثر في أسعار العملات الرقمية. في ظل الظروف الحالية، قد يتطلب الأمر من المستثمرين اتخاذ مواقف أكثر حذرًا واستعدادًا للتكيف مع أي تغييرات مستقبلية في السوق.。
الخطوة التالية