في السنوات الأخيرة، شهدنا ارتفاعًا هائلًا في شعبية العملات الرقمية، مما أدى إلى ظهور فرص استثمارية جديدة. ولكن مع هذه الفرص تأتي أيضًا مخاطر كبيرة، حيث تزايدت عمليات الاحتيال والنصب في عالم العملات الرقمية. وفي هذا السياق، سنستعرض خمس أساليب احتيالية شائعة يجب أن يتوخي المستثمرون الحذر منها في عام 2022. أولاً، نبدأ بأسلوب الاحتيال المشهور تحت مسمى "الاستثمار المضمون". يتملق المحتالون الضحايا من خلال وعودهم بعوائد كبيرة للغاية وبطريقة سريعة. تدّعي هذه الأنظمة أنها توفر استثمارًا آمنًا، وأن المال سيتم تنميته بدون أي مخاطر. ولكن الحقيقة هي أن هذه الاستثمارات في معظمها ليست سوى خدعة؛ حيث يقوم المحتالون بجذب الأموال من الضحايا، ثم يختفون دون أي أثر. لذلك، من الضروري التحقق من أي فرصة استثمار قبل اتخاذ القرار، والتأكد من عدم وجود وعود بعوائد وهمية. ثانيًا، هناك ما يُعرف بـ "مخططات الهرم". على الرغم من أنّ هذه الظاهرة ليست جديدة، إلا أنها قد انتشرت بشكل كبير في عالم العملات الرقمية. تعتمد مخططات الهرم على جذب مستثمرين جدد لتمويل الأرباح للمستثمرين الأقدم. يتصدر المحتالون هرم الأرباح، لكن مع الوقت، تنهار هذه المخططات عندما يتوقف تدفق الأموال من المستثمرين الجدد. الغالبية العظمى من المشاركين في هذه الأنظمة ينتهي بهم الأمر بخسائر كبيرة. لذا، يُنصح بالابتعاد عن أي نظام يعتمد على إحضار أشخاص آخرين للحصول على الأرباح. الثالث، هي "العملات المزيفة" أو ما يعرف بـ “التوكنات المزيفة”. في ظل الطفرة السريعة في إطلاق العملات الرقمية، يقوم بعض المحتالين بإنشاء عملات تحت أسماء مشابهة لعملات معروفة لجذب المستثمرين. هذا النوع من الاحتيال ينطوي على إطلاق عملة مزيفة ثم بيعها بسعر مرتفع، ليتبين لاحقًا أنها بلا قيمة. قبل الاستثمار في أي عملة رقمية، لابد من القيام ببحث شامل عن المشروع وفريقه، والتحقق من شرعيته. رابعًا، ينفذ المحتالون عمليات احتيال عبر منصات التداول. تزداد عدد الغشاشين الذين ينشئون منصات تداول وهمية لجذب المستثمرين. عادةً ما تتضمن هذه المنصات واجهة استخدام احترافية تعرض أسعارًا مغرية. عند قضاء المستثمرين بعض الوقت فيها، قد يطلب منهم سحب أموالهم، ولكنهم قد يكتشفون أن المنصة قد أغلقت أو أن أموالهم قد تم تحويلها إلى حسابات أخرى. لذا، يجب دائمًا استخدام منصات موثوقة ومعروفة والابتعاد عن المنصات الجديدة التي لا تملك سمعة قوية. أما بالنسبة للخامس، فإن "الإعلانات الاحتيالية" تعد تقنية شائعة تتمثل في استخدام الوسائط الاجتماعية والإعلانات المصممة بأسلوب احترافي لجذب المستثمرين. هذه الإعلانات غالبًا ما تتضمن شخصيات عامة أو مؤثرين يتحدثون عن استثمارات مذهلة في العملات الرقمية، مما يجعلها تبدو جديرة بالثقة. بالإضافة إلى ذلك، قد تحتوي هذه الإعلانات على روابط تشجع المستثمرين على الضغط عليها، مما يعرضهم لمزيد من الاحتيال. يجب على المستثمرين أن يتحلوا بالحذر وعدم الانجراف وراء الإعلانات التي تبدو مغرية للغاية. لتجنب هذه الأنواع من الاحتيالات، يقوم الخبراء بتقديم مجموعة من النصائح الهامة. أولاً، يجب أن يتعلم المستثمرون كيفية التحليل الفني والأساسي وتطوير مهاراتهم في هذا المجال. ثانيا، من المهم دائمًا أن يأخذ المستثمر وقته في إجراء البحث والتحقق من أي مشروع ينوي الاستثمار فيه. ثالثًا، يجب على المستثمر ألا يستثمر أموالاً لا يمكنه تحمل خسارتها، وأن يكون واعيًا لمخاطر الاستثمار في العملات الرقمية. وأخيرًا، من الضروري متابعة الأخبار والتوجهات في سوق العملات الرقمية، فالعالم من حولنا يتغير بشكل سريع، والوعي سيساعد على اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة. في الختام، إن عالم العملات الرقمية مليء بالفرص، ولكنه أيضًا مليء بالمخاطر. لذلك، يجب على المستثمرين أن يتحلوا بالحذر والاهتمام، وألا ينجرفوا وراء الوعود الوهمية. باستخدام المعرفة والتحليل السليم، يمكن للمستثمرين تحقيق النجاح دون الوقوع في فخاحتيالات السوق. لذلك، تذكر دائمًا أن الحذر هو الصديق الأفضل للمستثمر الناجح.。
الخطوة التالية