انهارت العملة الرقمية المستوحاة من المسلسل الكوري الجنوبي الشهير "لعبة الحبار" (Squid Game) في ما يبدو أنه عملية احتيال. فقد شهدت العملة، التي حملت اسم "Squid"، ارتفاعاً حاداً في قيمتها خلال الأيام القليلة الماضية، حيث حققت مكاسب تصل إلى آلاف النسب المئوية. ولكن سرعان ما تبين أن هذه الازدهارات كانت نتيجة احتيال واضح، مما أدى إلى اختفاء العملة بشكل مفاجئ وفقدان معظم قيمتها. تم تسويق "Squid" كعملة "للعب من أجل الكسب" (play-to-earn)، مما يعني أن المستخدمين يمكنهم شراء العملات واستخدامها في الألعاب الإلكترونية والتي من المفترض أن تتيح لهم كسب المزيد من العملات. وقد تم الإعلان عن إطلاق لعبة جديدة مستوحاة من مسلسل "لعبة الحبار"، التي تتحدث عن مجموعة من الأشخاص الذين يجبرون على المشاركة في ألعاب أطفال قاتلة للفوز بجوائز نقدية. لكن ومع الفوضى التي حدثت، لم يتمكن معظم المستثمرين من بيع عملاتهم. في الأول من نوفمبر، كانت قيمة عملة "Squid" تعادل سنتاً واحداً، ولكن في فترة زمنية قصيرة جداً، ارتفعت إلى أكثر من 2856 دولاراً. وفي خلال يومين فقط، انهارت قيمتها بنسبة 99.99%. كل ذلك حدث في الوقت الذي كان فيه مطورو العملة قد اختفوا مع أموال المستثمرين، حيث بلغت تقديرات الخسائر حوالي 3.38 مليون دولار. بمجرد أن ارتفعت قيمة العملة، بدأ العديد من الخبراء بتحذير المستثمرين من علامات الاحتيال. من أبرز هذه العلامات كانت عدم قدرة المشتريين على بيع رموزهم، بالإضافة إلى الأخطاء الإملائية والنحوية التي كانت تملأ الموقع الإلكتروني الخاص بالعملة. لم يمض وقت طويل قبل أن يتم إغلاق موقع العملة وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي كانت تروج لها، مما ترك المستثمرين في حالة من الارتباك والذهول. وأوضح البروفيسور إيسوار برساد، خبير الاقتصاد في جامعة كورنيل، أن مثل هذه الاحتيالات شائعة جداً في عالم العملات الرقمية. وأشار إلى أهمية أن يتحلى المستثمرون اليقظة والانتباه عند تداول العملات الرقمية نظراً لقلة الرقابة التنظيمية في هذا المجال. وقال: "إن عمليات الاحتيال مثل هذا تستهوي المستثمرين الجدد الذين غالبًا ما يأملون في تحقيق أرباح سريعة، لكن النتائج عادة ما تكون غير إيجابية." تعمل العديد من العملات الرقمية على منصات غير مركزية مثل PancakeSwap وDODO، حيث يتيح ذلك للمستخدمين الاستثمار مباشرة دون وجود جهة تنظيمية تُشرف على المعاملات. وبفضل هذه المنصات، يمكن لأي شخص أن يسجل للعملة دون أي فحص أو بسبب أوضاع قانونية واضحة. وهذا يعني أن المستثمرين يمكن أن يكونوا ضحية للاحتيالات، إذ يمكن لأي شخص أن يروج لعملة جديدة دون الشفافية اللازمة. وبينما كان العديد من المستثمرين يأملون في الربح من هذه العملة، انتهى بهم المطاف بخسارة كاملة لأموالهم. وقد تأثرت سمعة العملات الرقمية سلباً، حيث زادت هذه الحادثة من المخاوف بشأن أمان الاستثمار في هذا المجال. ومع اقتراب المزيد من الأشخاص من دخول عالم العملات الرقمية، تتزايد الحاجة إلى حماية المستثمرين وتعزيز الشفافية في السوق. يُذكر أن عملية الاحتيال هذه ليست الحالة الأولى من نوعها في عالم العملات الرقمية. فقد شهد السوق العديد من عمليات الاحتيال المشابهة، حيث قام المروجون بجذب المستثمرين، ثم انسحبوا بعد جمع الأموال. ومع تزايد شعبيتها، يجب على المستثمرين أن يكونوا حذرين وأن يقوموا بالبحث اللازم قبل استثمار أموالهم. بالتوازي مع ذلك، تزداد calls to action للجهات التنظيمية في جميع أنحاء العالم لفرض إجراءات أكثر صرامة لحماية المستثمرين. يجب أن تكون هناك ضوابط أكبر على العملات الرقمية لمنع تكرار مثل هذه الحالات. كما يمكن أن يسهم التعليم وزيادة الوعي بين المستثمرين في تقليل الروافع التي يستغلها المحتالون. من المهم أن نتذكر أن عالم العملات الرقمية يحمل فرصة كبيرة للنمو والابتكار، ولكنมัน أيضاً يحمل مخاطر كبيرة. يجب على المستثمرين أن يتحلوا بالحذر والوعي، وأن يبحثوا دائماً عن المعلومات الموثوقة قبل اتخاذ أي قرار استثماري. إن الرقابة والتنظيم ضروريان في هذه المرحلة لضمان نمو سوق العملات الرقمية بشكل صحي وآمن. يمكن للمتابعين أيضاً الاستفادة من الخبرات السابقة والتعلم منها، حيث يُعتبر فشل عملة "Squid" درسًا قاسيًا للمستثمرين حول ضرورة التحليل والتدقيق قبل الانغماس في أي استثمار. وفي النهاية، مهما كانت الفرص مغرية، يبقى من الضروري أن نكون واعين للمخاطر والمخاطر المحيطة بهذا المجال المتسارع. 。
الخطوة التالية