في خطوة غير متوقعة، استعاد مُطوّرون في عالم العملات الرقمية لعبة "Flappy Bird" المشهورة من مبتكرها الأصلي، دونغ نغوين، وذلك بعد صراع قانوني استمر لعقد كامل. هذه القصة تأخذنا عبر متاهة من الإجراءات القانونية التي نتج عنها إنشاء نسخة جديدة من اللعبة، تُنسب إلى مجموعة من مُعجبي العملات الرقمية الذين يسعون لاستغلال شهرة اللعبة في بيئة "Web3". خلال السنوات الماضية، كانت "Flappy Bird" واحدة من أكثر الألعاب شعبية على الهواتف الذكية، حيث حققت شهرة عارمة منذ إطلاقها عام 2013. ولكن وبشكل مفاجئ، قرر نغوين سحب اللعبة من متاجر التطبيقات، مشيرًا إلى أنها أصبحت مُسببة للإدمان بشكل زائد. في عام 2014، قال نغوين إنه رأى من الأفضل إزالة اللعبة بسبب الضغوط الناتجة عن نجاحها السريع، مما أدى إلى فقدان مئات الآلاف من المعجبين اللعبة التي أحبوا. ومع ذلك، بعد ما يقرب من 10 سنوات، بدأ مُطوّرون تابعون لمؤسسة تُدعى "Gametech Holdings" في السعي للحصول على حقوق اللعبة. في أواخر عام 2023، قدمت "Gametech" إشعارًا رسميًا لإلغاء علامة "Flappy Bird" التجارية الخاصة بنغوين لدى مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي (USPTO). وعندما لم يرد نغوين على هذا الاشعار بحلول نوفمبر من نفس العام، أعلن المكتب عن حكم غيابي لصالح "Gametech"، ما أدى إلى إلغاء العلامة التجارية للسيد نغوين في يناير 2024. الأحداث التي قادت إلى هذه النتيجة تأخذ جذورها في عام 2014، حينما حاولت مؤسسة تُدعى "Mobile Media Partners" المطالبة بعلامة "Flappy Bird". قاموا بتقديم طلب بعد أيام من سحب اللعبة من المتجر، مُشيرين إلى أنهم حصلوا على الاسم من "أبل". ومع انخراط "Gametech" لاحقًا، أصبح الوضع أشبه بمعركة قانونية متواصلة يكتنفها التعقيد والغموض. وفي بيان من مؤسسة جديدة تُدعى "Flappy Bird Foundation"، والتي استحوذت على العلامة التجارية من "Gametech"، جاء أن "هذه كانت رحلة معقدة استمرت عقدًا من الزمن، للعودة بمجموعة جديدة من الألعاب القائمة على عالم 'Flappy Bird'". أعلنت المؤسسة عن حسن نيتها في الحفاظ على حقوق العلامة التجارية وتوسيع إرث اللعبة. إلا أن البساط لم يُسحب من تحت أقدام نغوين فقط، بل يبدو أن فكرة دمج اللعبة مع عالم "Web3" و"NFT" كانت الهدف من البداية. في رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي، خرج نغوين عن صمته ليؤكد: "لا يوجد لدي أي علاقة مع لعبتهم. لم أبع شيئًا. وأنا لا أدعم العملات الرقمية". فقد تم تسليط الضوء على العلاقة بين اللعبة الجديدة والمجال التكنولوجي في العديد من التقارير، حيث تأكيد أن مطوري الألعاب الجدد يسعون لدمج مفهوم اللعب والربح عبر التقنيات اللامركزية. ومن ضمن هؤلاء، وجد مايكل روبرتس نفسه مُدرجًا كـ"المبدع الرئيسي وراء عودة Flappy Bird"، وهو شخص له باع في مشاريع "Web3". تشير المعلومات المتاحة إلى أن النسخة الجديدة من اللعبة ستكون مجانية للعب، ولكنها قد تتضمن أيضاً مجموعة من العناصر والتكاملات مع العملات الرقمية، ما أثار الكثير من النقاش حول مستقبل اللعبة وإلى أين تأخذها التحولات التكنولوجية. روبرتي، الذي يُعرف بأنه من رواد تقنية "Web3"، كان قد نشر على وسائل التواصل الاجتماعي روابط تشيد بالشراكات الاستراتيجية الجديدة التي تسعى لدمج اللعبة مع عالم العملات الرقمية. تضمنت هذه المشاريع خططًا لإجراء أحداث تعدين مجانية ضمن شبكة "TON"، مما يستدعي أن يكون للعبة سمة من سمات التطور المستمر فيما يتعلق باستخدام تقنيات البلوكتشين. وبينما أطلقت مؤسسة "Flappy Bird Foundation" موقعها الإلكتروني الجديد، بدأ العلماء والباحثون في الأمن السيبراني في استكشاف المحتوى المخفي الذي يحتوي على إشارات قوية لعالم العملات المشفرة. وقد أكتشف أحد المطورين، فارون بينيوال، مُقاطعًا يُشير إلى وجود عملة مشفرة مُعروفة تُدعى "$FLAP" قد تتعلق باللعبة. مستقبل "Flappy Bird" الجديد يبدو غامضًا، بينما يسعى المطورون الجدد إلى زيادة شهرتها عبر دمجها في العالم الرقمي اللامركزي. وبينما لم يتواصل القائمون على المؤسسة الجديدة مع وسائل الإعلام لشرح رؤيتهم بشكل كامل، تبقى هناك تساؤلات حول كيف يمكن لـ"Flappy Bird" أن تتطور وتنمو في إطار جديد من التكنولوجيا. المصدر الأساسي لهذا الصراع ليس مجرد لعبة، بل هو تاريخ من الصراع القانوني والتجاري الدائر حول ما يعنيه أن تكون مبتكرًا وما هي تبعات قرار بشأن ملكية علامتك التجارية. في النهاية، بينما يواصل هوس العملات الرقمية انتشاره، يبقى الأمل في أن تتجاوز "Flappy Bird" الأزمات والمحركات القانونية لتملأ أروقة الألعاب الأخرى بشهرتها، وتستمر في البقاء كرمز إعلامي وثقافي في عقول اللاعبين في جميع أنحاء العالم.。
الخطوة التالية