في عالم العملات الرقمية، تعتبر التوقعات السعرية أحد المواضيع الأكثر جذبًا للاهتمام، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بأكبر الأسماء مثل بيتكوين وإيثريوم وريبل. في الآونة الأخيرة، شهدت أسعار هذه العملات تقلبات كبيرة أثارت قلق المستثمرين والمحللين على حد سواء. في هذا السياق، سنستعرض الأحداث الأخيرة التي مر بها سوق العملات الرقمية، مع التركيز على بيتكوين التي كسرت مستوى الدعم عند 58,800 دولار. لقد أغلق سعر بيتكوين تحت مستوى الدعم الحرج البالغ 58,783 دولارًا، مما يشير إلى احتمال استمرار الاتجاه النزولي. فقد شهدنا في الأيام الأخيرة انخفاضًا سريعًا في سعر بيتكوين، حيث بلغ أدنى مستوى له 57,201 دولار. وفي يوم الاثنين، انتعش سعر العملة قليلًا، ليصل إلى 57,674 دولار، لكن يبدو أن الضغوط البيعية لا تزال موجودة. المستوى 59,560 دولار، الذي يمثل مستوى تصحيح 50% لسعر بيتكوين، أصبح سيد الموقف في الفترة الحالية. إذا استمر هذا المستوى في العمل كمقاومة، فمن المحتمل أن تواصل العملة مسارها النزولي، مع احتمال إعادة اختبار دعمها اليومي عند 56,000 دولار. تشير مؤشرات القوة النسبية (RSI) ومؤشر الزخم (Awesome Oscillator) على الرسم البياني اليومي أيضًا إلى ضعف الزخم، مما يدعم فكرة الاتجاه النزولي المتواصل. على الرغم من هذه التحديات، هناك مكان لظهور الأمل. إذا تمكنت بيتكوين من تجاوز مستوى 59,560 دولار والإغلاق فوق 62,042 دولار، وهو مستوى 61.8% من تصحيح فيبوناتشي، قد يتغير الوضع، مما قد يؤدي إلى تحقيق مكاسب تصل إلى 5.5% لتصل إلى مستوى المقاومة اليومي عند 65,379 دولار. أما بالنسبة لإيثريوم، فالوضع أكثر تعقيدًا. بعد أن تم رفض سعر إيثريوم بالقرب من خط الاتجاه الصاعد المكسور، الذي تم تشكيله من خلال الربط بين عدة مستويات منخفضة منذ أغسطس، شهدت العملة انخفاضًا كبيرًا بنسبة 4% خلال ثلاثة أيام. حاليا، يتم تداول إيثريوم عند 2,445 دولارًا، مع احتمال استمرار الاتجاه النزولي، في حالة استمرار مستوى 2,619 دولار، وهو المستوى الذي تم كسره سابقًا، في العمل كمقاومة. إذا واجهت إيثريوم ضغطًا إضافيًا، فقد تنخفض بنسبة 5٪ لتعيد اختبار قاعها السابق عند 2,327 دولار. تحمل مؤشرات القوة النسبية ومؤشر الزخم دلالات سلبية، مما يشير إلى هيمنة الاتجاه النزولي على السوق. لكن إذا استمرت إيثريوم في الصمود وكسر مستوى 2,619 دولار، فإن سيناريو مختلف قد يحدث. يمكن أن يؤدي الإغلاق فوق 2,927 دولار إلى تحقيق مكاسب تصل إلى 11% وإعادة اختبار مستوى المقاومة الأسبوعي عند 3,236 دولار. وعند النظر إلى ريبل، نجد أنه قد تراجع أيضًا، حيث أغلق تحت المتوسط المتحرك الأسي لمدة 200 يوم عند مستوى 0.552 دولار. ورغم انتعاشه الطفيف بمقدار 0.4% ليصل إلى 0.564 دولار، إلا أن السعر لا يزال يواجه مقاومة من مستوى المتوسط المتحرك. إذا استمر المتوسط المتحرك على هذا النحو، فإنه قد يؤدي إلى مزيد من الضغوط البيعية، مما قد يدفع ريبل للانخفاض بنسبة 10% ليعيد اختبار مستوى الدعم عند 0.492 دولار. تضفي مؤشرات الزخم السلبية على المخاوف، وتؤكد أن الاتجاه نزولي مع تزايد الضغوط. ولكن في حال تمكنت ريبل من الإغلاق فوق 0.626 دولار، فإن ذلك قد يغير من هيكلة السوق، مما قد يقود لتحقيق مكاسب تصل إلى 5.3% لتعيد اختبار قمة يوليو عند 0.658 دولار. لا شك أن السوق يعيش حالة من الحيرة والقلق في الوقت الراهن، حيث يتجه المستثمرون نحو تقييم استثماراتهم في ظل تلك التقلبات. يعتبر التركيز على المستويات الفنية أمرًا حيويًا، حيث أن كسر أي من تلك المستويات قد يؤثر بشكل كبير على حركة الأسعار القادمة. ومن الشائع الآن أن تتوارد الأخبار والشائعات حول إمكانية حدوث تغيرات جذرية في السوق. بشكل عام، تُظهر التوقعات أن المستثمِرين يحتاجون إلى أن يكونوا حذرين. تظهر حركة السوق أن هناك تذبذبًا كبيرًا، والقرارات المدروسة قد تكون المفتاح لتفادي الخسائر. مثل هذه الأحداث تظهر بوضوح أن عالم العملات الرقمية مليء بالتحديات والفرص في ذات الوقت. في الختام، يتطلع الجميع إلى ما ستسفر عنه الأيام المقبلة في عالم العملات الرقمية. مع استمرار التحليلات ورصد المؤشرات، يبقى السؤال الأهم: هل سيتحول الاتجاه النزولي إلى صعودي مجددًا، أم أن الأسواق ستشهد مزيدًا من الانخفاضات؟ الوقت هو ما سيحدد الإجابة، لكن من المؤكد أن المراقبة الدقيقة والتحليل الجيد هما المفتاح لاستغلال الفرص في عالم يتسم بالتغييرات السريعة والمفاجئة.。
الخطوة التالية