أصدرت مكتب مفوض حماية الخصوصية (OPC) مسودة تعرض لمدونة جديدة تتعلق بالمعالجة البيومترية للبيانات، مما يعكس الجهود المستمرة لمواكبة التطورات التكنولوجية وتحديات الخصوصية. تعد هذه المبادرة ضرورية في عصر التحول الرقمي حيث تزداد الحاجة لحماية المستخدمين وبياناتهم الشخصية. تتضمن المدونة الجديدة مجموعة من المبادئ التي تهدف إلى تعزيز الشفافية والمساءلة في استخدام التقنيات البيومترية مثل التعرف على الوجه، بصمات الأصابع، وغيرها من وسائل التعرف البيومتري. الزيادة في استخدام هذه التقنيات في مختلف القطاعات، بما في ذلك الأمن، الخدمات المالية، والرعاية الصحية، تؤكد على ضرورية تنظيم هذه العمليات لحماية الحقوق الشخصية للأفراد. تعتبر المعلومات البيومترية حساسة بطبيعتها، حيث يمكن استخدامها لأغراض جيدة ولكن يمكن أن تستغل أيضًا بطرق غير قانونية. ولهذا فإن المدونة المقترحة من OPC تأخذ بعين الاعتبار المخاطر المحتملة، حيث تسعى لوضع إطار قانوني يضمن استخدامًا آمنًا ومسؤولًا للبيانات البيومترية. ومن المتوقع أن يشمل ذلك متطلبات صارمة حول كيفية جمع البيانات، وما هي الأغراض التي يمكن استخدامها لها، وكيفية تخزينها وحمايتها. أشارت وزارة التكنولوجيا والابتكار في أستراليا إلى أن الهدف الرئيسي من هذه المدونة هو تعزيز ثقة الجمهور في التقنيات الجديدة. ومن المهم أن يتمكن الأفراد من فهم كيفية استخدام بياناتهم، ومن يملك الحق في الوصول إليها. ستعمل المدونة أيضًا على تعزيز ممارسات العمل الجيدة بين الشركات والجهات الحكومية التي تعتمد على بيانات بيومترية. تتضمن المسودة الجديدة المتطلبات التالية: يجب على الجهات المعنية إجراء تقييمات شاملة للمخاطر قبل بدء أي معالجة لبيانات بيومترية. كما يتعين عليهم الحصول على موافقة واضحة ومبنية على معلومات كاملة من الأفراد قبل جمع بياناتهم. ومن الضروري تقديم معلومات واضحة عن سبب الحاجة إلى البيانات البيومترية ومدة الاحتفاظ بها. هذه المدونة ليست مجرد توجيه تنظيمي، بل هي أيضًا خطوة نحو زيادة الوعي حول الخصوصية وأهمية حماية البيانات. إذ يتمتع الأفراد بحقوق خاصة عندما يتعلق الأمر ببياناتهم الشخصية، ويجب أن تكون لديهم القدرة على التحكم فيها. وينبغي أن يشعر الأفراد بأن لديهم المساحة اللازمة لتقديم الشكاوى في حالة تعرضهم لاستغلال أو انتهاك لحقوقهم. يعتبر ENGAGE السلطات مهتمة بمسودة المدونة المقترحة، حيث يتم دعوتهم للمشاركة وإبداء آرائهم قبل أن يتم اعتمادها بشكل رسمي. إن دوري الجمهور والمجتمع المدني يعتبر حاسمًا في هذه العملية، حيث إن تجاربهم ومخاوفهم ستساهم في تشكيل الإصلاحات اللازمة. ومن المحتمل أن تكون المعالجة البيومترية موضوعًا للنقاش في المستقبل القريب، خاصة مع التوسع المتزايد فيها في مجالات مثل التجارة الإلكترونية والبنية التحتية للأمن. يتعين على الشركات التي تعتمد على هذه التقنيات أن تكون مدركة للالتزامات القانونية الجديدة وتطبيق السياسات المناسبة لحماية بيانات العملاء. وبجانب المبادئ الموضوعة، ستتضمن المدونة الجديدة أيضًا بروتوكولات حول كيفية التعامل مع البيانات في حالة حدوث انتهاكات. إذ يتعين على المؤسسات الإبلاغ عن أي خروقات لخصوصية البيانات في وقت سريع وتتبع خطوات عملية لضمان تصحيح الوضع وحماية الأفراد المتضررين. إن هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز ثقافة خصوصية البيانات في المجتمع. فالحفاظ على الخصوصية هو حق أساسي، وتعتبر البيانات البيومترية جزءًا حاسمًا من هذا الحق. يتطلع الجميع لرؤية كيف ستؤثر هذه المدونة الجديدة على ممارسات الشركات والمؤسسات في جميع أنحاء البلاد. على مستوى آخر، ستعمل المدونة المقترحة على تعزيز التعاون والشراكة بين مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية. فمن المهم أن تعمل جميع الأطراف معًا لتطوير أحسن الممارسات وتقاسم المعرفة حول كيفية حماية البيانات البيومترية. مع مرور الوقت، يتزايد عدد الأفراد الذين يدركون أهمية حماية خصوصياتهم في العالم الرقمي. لذا، فإن جهود OPC لإنشاء إطار يعمل على تنظيم المعالجة البيومترية تعكس تفهمًا عميقًا للتحديات المعاصرة. تسعى مسودة المدونة لتكون مرشدًا عمليًا يساهم في إنشاء بيئة آمنة تحمي الأفراد وتردع أي جهة تفكر في استغلال بيانات الناس. مثل هذه الخطوات هي ما تحتاجه المجتمعات لضمان أن تتقدم التقنيات الحديثة دون المساس بالحقوق الأساسية. في الختام، يأمل مكتب مفوض حماية الخصوصية أن تسهم هذه المبادرة في خلق توازن بين الابتكار وحماية الخصوصية. من المؤكد أن مجموعة من تعزيز الدعم من جميع شرائح المجتمع ستساعد إلى حد كبير في تحقيق هذا الهدف. إن حماية البيانات ليست مجرد قضية قانونية، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود والعمل من الجميع.。
الخطوة التالية