تظهر الأخبار الأخيرة حول موقف نائبة الرئيس كامالا هاريس من الأصول الرقمية انقسامات واضحة داخل مجتمع العملات المشفرة. في تصنيف جديد، منحها مجموعة Stand With Crypto، وهي مؤسسة غير ربحية تأسست بدعم من شركة Coinbase، درجة "B"، ما أثار العديد من التساؤلات والآراء المتباينة بين المهتمين بعالم العملات الرقمية. خلال إحدى الفعاليات لجمع التبرعات في مدينة نيويورك، تحدثت هاريس عن أهمية تشجيع التقنيات المبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي والأصول الرقمية مع ضرورة حماية المستهلكين والمستثمرين. ومع ذلك، فإن الكثيرين في مجتمع العملات المشفرة استقبلوا تصريحاتها بإحجام مشوب بالشكوك. يُنظر إلى هذه التصريحات على أنها محاولة لجذب الأصوات من داخل المجتمع الكبير الذي بات له تأثير ملحوظ في الانتخابات الأمريكية في السنوات الأخيرة. تقع الأضواء على توقيت هذه التصريحات، حيث تأتي قبل 41 يومًا فقط من الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. يشعر البعض أن هاريس تريد استمالة الناخبين المهتمين بالعملات المشفرة، خاصة في ظل تصنيف منافسها الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، برتبة "A" من نفس المجموعة. تتزايد الخلافات ويصبح المجتمع منقسمًا، فهناك من يدعم التغييرات التي تقدمها هاريس، في حين أن البعض الآخر يحملون شكوكًا حول جدية هذه التحركات. كانت هناك انتقادات ملحوظة من قبل بعض الشخصيات البارزة في مجال العملات المشفرة. على سبيل المثال، أعرب ماثيو سيغيل، رئيس قسم الأبحاث الرقمية في شركة VanEck، عن تشككه في نوايا هاريس، مشيرًا إلى أن الإدارة الحالية التي تتبعها أظهرت نهجًا صارمًا تجاه تنظيم شركات العملات المشفرة مثل Coinbase. في رأيه، إذا كانت هاريس جادة بشأن تحرير سوق الأصول الرقمية، فعليها استخدام نفوذها لإزالة رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات، جاري جينسلر، الذي يُعتبر عدوًا للعديد من الناشطين في مجتمع العملات الرقمية. من ناحية أخرى، أعرب رايان سيلكيس، الذي كان يشغل منصب مدير تنفيذي لشركة Messari المتخصصة في بيانات العملات المشفرة، عن استغرابه من تصنيفات Stand With Crypto، حيث اعتبر أنها نتاج "تفكير متمني" لا يأخذ بعين الاعتبار التغيرات السياسية السريعة في ظل انتخابات حساسة. ويشير إلى أن المجتمع بأسره يبدو مشوشًا حول نوايا الحكومة والجهات الرسمية. بالإضافة إلى ذلك، فشل حركة الاتصالات مع نائبة الرئيس في إيجاد أرضية مشتركة مع مؤيدي العملات المشفرة، الذين يشعرون بالإحباط بسبب ما يعتبرونه غموضًا في واضح في الرسائل التي يتم إبلاغها حول مستقبل العملات الرقمية. وطالب كثيرون بأن تتحرك الحكومة بشكل جاد نحو إنشاء بيئة تنظيمية واضحة ومفيدة للأصول المشفرة بدلاً من تأرجح المواقف دون وضوح. يعتبر مجتمع العملات الرقمية من أكثر المجتمعات حيوية وتنوعًا، حيث يتمتع أعضاؤه بمستويات متفاوتة من الوعي والمعرفة حول التطورات التقنية والاقتصادية. ولكن مع تزايد الأنشطة السياسية، أصبحت هذه المجموعات تتجه أكثر فأكثر نحو الديناميات السياسية وتقييم المرشحين بناءً على مواقفهم من الأصول الرقمية. يبدو أن اهتمام هاريس بالتركيز على الابتكار قد يثير ردود فعل متباينة في هذا المجال، حيث يدعو بعضهم إلى تصعيد الضغط على الحكومة لتقديم خطة راسخة لدعم هذا القطاع. يجادل البعض بأن دعم هاريس للدفاع عن العملات المشفرة جزء من استراتيجيتها الأوسع لجذب الشباب ذوي التفكير التقدمي، الذين يرون في الأصول الرقمية وسيلة لتحقيق الاستقلال المالي. في هذه الأثناء، يعتبر آخرون أن تلك الخطوات تبدو ظاهرة تجميلية أكثر منها تغيير حقيقي في السياسات، مما قد يؤدي إلى انعدام الثقة في الساسة الذين يتبنون هذه المسارات. مما لا شك فيه، أن حديث هاريس حول العملات المشفرة قد أضفى طابعًا من الإثارة والقلق في الوسط السياسي، حيث ينشغل الجميع بالتنبؤ بمسار الانتخابات القادمة وأثرها المحتمل على قطاع الأصول الرقمية. مع تصاعد الضغوط من قبل لجان الاستثمار والدعوة إلى مزيد من الشفافية، قد تتحول الأمور في الأسابيع المقبلة. الشكوك لا تزال مستمرة، وظهور هذا الانقسام في الآراء يعكس مدى التعقيدات التي تحيط بمسألة العملات المشفرة في السياسة الأمريكية. في الختام، التواصل والشفافية هما المفتاحان لنجاح أي جهة حكومية في فهم وتعزيز سوق الأصول الرقمية. يجب على المسؤولين في الحكومة أن يدركوا أن المكانة التي يحتلها هذا القطاع ليست فقط نتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية، بل هي في صميم التفكير المستقبلي للشباب الأمريكيين الذين يسعون إلى استثمار آمن ومبتكر. ومع اقتراب الانتخابات، يبقى السؤال هنا: هل ستكون هناك خطوات عملية تدفع باتجاه دعم استخدام العملات المشفرة في الحياة اليومية، أم أن المجتمع سيستمر في الخلاف حول قضايا لا تنتهي؟。
الخطوة التالية