يثير إعلان دونالد ترامب عن ساعة "ترامب فيكتوري توربيون" الذهبية، التي يبلغ سعرها 100,000 دولار، جدلاً واسعاً في أوساط المهتمين بالموضة والمشاهير. حيث انتقد خبير الموضة المعروف، ديريك غاي، هذا المنتج بشدة، واصفاً إياه بأنه "تافه" و"بيع للناس كالأغبياء". يتضمن هذا النقاش جوانب متعددة تتعلق بالجودة، والأسعار المبالغ فيها، واستغلال معجبي ترامب. تقدم الساعة الجديدة من ترامب كمنتج فاخر يتميز بالذهب المُطعّم بالماس، ولكن ما يكشفه الخبراء هو أن هذا المنتج يُعد جزءاً من استراتيجية تسويقية تستهدف تحويل قاعدة دعم ترامب إلى زبائن يدفعون مبالغ طائلة للحصول على سلعة تفتقر للجودة اللازمة. يعرض غاي، الذي لديه أكثر من 1.1 مليون متابع على منصة "إكس"، الفيديو الدعائي الخاص بالساعة وينتقده قوياً بعبارات قاسية. كجزء من إعلان إطلاق الساعة، ادعى ترامب أنها تمثل نوعية عالية، لكنه أغفل الإشارة إلى أن العديد من الساعات التي يُروّج لها بأسعار أقل، تتفوق عليها من حيث التقنية والابتكار، مما يجعلها أكثر قيمة. فعلى الرغم من الادعاءات بوجود داشات حقيقية، فإن واقع الأمر هو أن العديد من المنتجات ذات الأسعار المعقولة يمكن أن تقدم أداءً أفضل وجودة أفضل، وفقًا لآراء متخصصة. بالإضافة إلى ذلك، انتقد غاي استراتيجية ترامب المتضمنة توجهه لجمهوره بأساليب تجارية تُظهر عدم الاحترام لقاعدته الشعبية. فبدلاً من تقديم منتجات ذات قيمة حقيقية، يسعى ترامب لتسويق سلع تعتمد على اسمه فقط، مما يُعتبر استغلالاً لولاء معجبيه. وفي سياق هذا النقاش، يدعو غاي الجمهور لاختيار ساعات من علامات تجارية معروفة ومصنعة بجودة عالية، بدلاً من الانخداع بالأساليب التسويقية التي تضع الربح أولاً وتنظر لمصلحة العملاء بعين الاستهتار. تأملاته توقعت احتمال انهيار الثقة الشعبية بترامب كعلامة تجارية، إذا استمر في هذه الممارسات. المثير للجدل في هذه القصة هو كيف يقوم ترامب، الذي كان يُعرف بصورة قوية كرجل أعمال قبل دخوله عالم السياسة، بالاستفادة من شهرته لإطلاق مثل هذه المنتجات. إذ تُعتبر هذه الساعة مجرد أحدث إضافة إلى استراتيجية ماركتينغ أكبر تتضمن مجموعة من السلع التي تحمل علامته التجارية، مثل بطاقات التجارة والأحذية. تبين هذه الطرق أن ترامب لا يزال يعيد صياغة نفسه كمستثمر ورجل أعمال حتى بعد فترة رئاسته. تجعل هذه الممارسات الكثيرين يتساءلون عن الفروقات بين البضائع الفاخرة المُصنعة من قِبل علامات تجارية تملك تاريخاً طويلاً في الجودة، وبين تلك البضائع المدعومة بشخصيات عامة وتُروج لأسعار عالية على ضوء شهرتهم. الإدراك أن هذا النوع من التسويق يتعلق بشكل كبير بتسويق الشخصية أكثر من تسويق المنتج في حد ذاته، يطرح تساؤلات حول النزاهة التجارية والأخلاقيات في عالم الأعمال. كذلك، تُلقي هذه الانتقادات الضوء على كيفية تأثير المشاهير على شخصية العلامات التجارية وطرق تفكير الجمهور. في زمن تُستخدم فيه وسائل التواصل الاجتماعي لتسهيل التواصل بين الأفراد والشخصيات العامة، يمكن لضغوط الانتقادات توجيه الجمهور نحو خيارات أكثر حكمة. تبرز هذه الحالة كمثال على كيفية تقاطع عالم السياسة والموضة، وكيف يمكن للرموز الاجتماعية استخدام نفوذهم لتحقيق مكاسب تجارية. من الواضح أن هذه النقاشات ليست مجرد جدل حول ساعة فاخرة، بل تشير إلى قضايا أوسع تتعلق بكيفية نظرة الناس للسلع الفاخرة ومدى استعدادهم لدفع أسعار مرتفعة بناءً على علامات تجارية مرتبطة بأسماء شهيرة دون النظر الفعلي للجودة. هنا يأتي دور المستهلك الذكي في اتخاذ خياراته بناءً على المعلومات المتاحة وتحليلها بشكل منطقي بدلاً من الانخداع بالحملات الدعائية. في الختام، تبرز قضية ساعة ترامب الذهبية كواحدة من تلك النقاط التي تجمع خيوط السياسة، التجارة، والمجتمع. ومع تصاعد مثل هذه المناقشات في المستقبل، سيكون من الضروري للجمهور أن يحافظ على موقفه النقدي، وأن يسعى وراء القيمة الحقيقية بدلاً من الانسياق وراء أسماء اللامعة والتسويقات المغرية.。
الخطوة التالية