تواصل شركة ويلز فارجو، إحدى أكبر المؤسسات المالية في الولايات المتحدة، المعركة القانونية ضد حكم هيئة المحلفين الذي قضى بتعويض قدره 22 مليون دولار لصالح أحد موظفيها السابقين، كريستوفر بيليزدون، في دعوى تمييز على أساس الإعاقة. فقد أصدرت المحكمة الخاصة بالمنطقة الغربية من ولاية كارولينا الشمالية هذا الحكم في يوليو الماضي، لتكون هذه القضية مثالاً مهماً على القضايا المتعلقة بحقوق المعوقين في مكان العمل. دعوى بيليزدون، التي تم تقديمها في مارس 2023، تمحورت حول انتهاك قانون Americans with Disabilities Act (ADA) وقانون التمييز في العمل على أساس العمر. يعاني بيليزدون من مشكلات صحية خطيرة، إذ لديه قولون ومثانة مشلولة، وهي حالة ناتجة عن حادث أدى إلى إصابته في عام 1990 خلال ممارسة الرياضة. وفقاً للقضية، عانى بيليزدون من ضغوط متزايدة في عمله نتيجة عدم توفير بيئة عمل ملائمة بسبب ظروفه الصحية، خاصة بعد أن طلب العودة إلى العمل عن بعد بعد جائحة كوفيد-19. عندما قررت ويلز فارجو إعادة جميع الموظفين إلى مكاتبهم، تم تجاهل طلب بيليزدون، فتسبب ذلك في مواصلة التدهور في حالته الصحية. وأكد بيليزدون في دعواه أن شركة ويلز فارجو أساءت إليه بدعوى "خفض التكاليف" عند إنهاء خدمته، بينما اعتبر هو أن السبب الحقيقي كان تمييزاً بسبب حالته الصحية. الحكم الذي صدر عن هيئة المحلفين كان واضحاً، حيث وجدت الهيئة أن ويلز فارجو لم توفر التأ accommodations اللازمة لبيليزدون، وبعد أسابيع من المحاكمة، قضت بتعويضه بمبلغ 6 ملايين دولار كتعويضات عن الرواتب المستحقة، و14 مليون دولار كتعويضات عن فقدان الدخل المستقبلي. بالإضافة إلى ذلك، تم منح بيليزدون مبلغ 100,000 دولار كتعويض عن الأذى العاطفي، ومليون دولار كتعويضات تأديبية تحت قانون ADA، ومليون دولار آخر وفقاً لقانون ولاية كارولينا الشمالية. رداً على هذا الحكم، قدمت ويلز فارجو طلباً للمحكمة لإعادة النظر في القرار. في الوثائق القانونية المقدمة، بادرت الشركة بدعوى إلغاء الحكم أو إجراء محاكمة جديدة أو حتى تقليل التعويضات المفروضة. وزعم محامو البنك أن بيليزدون لم يقدم أدلة كافية تدعم مزاعمه، في محاولة لتقليل التعويضات إلى 4.2 مليون دولار فقط. وهذا يشمل أيضاً المطالبة بتخفيض الأضرار التأديبية إلى 200,000 دولار، وهو ما يتماشى مع السقف المحدد بموجب قانون ADA والذي يحدد التعويضات بالتنظيمات التمويلية. تبقى النقطة الأهم في هذه القضية مرتبطة بمسألة كيف يؤثر هذا الحكم على قضايا التمييز على أساس الإعاقة في أماكن العمل. قال المحامي الخاص ببيليزدون، السيدة ل. ميشيل جيسنر، إن شركة ويلز فارجو تسعى بجديّة لتجاهل أصوات أعضاء هيئة المحلفين والمجتمع. وأضافت "إنه من المؤسف أن تنظر شركة بحجم ويلز فارجو في حكم هيئة المحلفين كمجرد اختلاف في وجهات النظر". تتضمن الأحداث المحورية في هذه القضية قصة بيليزدون نفسه، الذي عمل في ويلز فارجو لمدة 25 عاماً، حيث كانت له مسيرة مهنية حافلة. انطلقت رحلته المهنية في ولاية كاليفورنيا قبل أن ينتقل إلى فرع ويلز فارجو في شارلوت بولاية كارولينا الشمالية في أغسطس 2020. خلال جائحة كوفيد-19، تمثل بيليزدون أحد الرؤساء في قسم سوق الأوراق المالية والذي يتطلب التنقل بين المكاتب. ومع تزايد الضغوط للعودة إلى المكاتب، كان من الواضح أن بيليزدون كان في وضع صعب. فقد كان يحتاج إلى تهيئة بيئة عمل ملائمة لظروفه، إلا أن طلبه بالتعامل عن بعد تم رفضه. مع مرور الوقت، بدا أن الشركة لم تأخذ بعين الاعتبار التحديات الصحية التي واجهها بيليزدون. وعندما تم إنهاء خدمته، زعمت ويلز فارجو أنها كانت تتخذ خطوات لتخفيض التكاليف، وهو ما اعتبره بيليزدون تمييزاً وإهمالاً لمتطلبات قانون ADA. سعت المحكمة إلى إظهار أن الظروف الصحية لا ينبغي أن تكون عائقاً للتوظيف، وهو ما يعكس أحياناً تصرفات الشركات الكبيرة، والتي قد تفضل اتخاذ قرارات بناءً على معايير اقتصادية بحتة بدلاً من مراعاة الحقوق الإنسانية. يعتبر هذا الحكم بمثابة خطوة إيجابية نحو تمكين المعوقين في مكان العمل، حيث يذكر الشركات بضرورة قانونية تقديم التسهيلات والرعاية المناسبة للموظفين ذوي الاحتياجات الخاصة. ستبقى هذه القضية تحت الأنظار في الأيام المقبلة، حيث من المتوقع أن تعقد المحكمة جلسات استماع جديدة لتقييم طلب ويلز فارجو لإلغاء أو تقليل حكم هيئة المحلفين. على الرغم من أن الشركة تواصل رفض الاعتراف بالقرار، إلا أن هذا الأمر يعكس التحديات المستمرة في معالجة قضايا حقوق المعوقين في مكان العمل. تدخل هذه القضية في إطار أوسع من المناقشات حول توفير بيئات عمل شاملة وعادلة، وهي تسلط الضوء على ضرورة تغيير الثقافة المؤسسية التي تحد من الحقوق الأساسية للموظفين. بالنظر إلى التوجهات الحالية في المجتمع، من المهم أن تستمر النقاشات حول حقوق المعاقين وتأثيرات بيئات العمل على حياتهم المهنية. باختصار، تظل قضية ويلز فارجو وكريستوفر بيليزدون مثالاً حيوياً على التحديات التي يواجهها المعوقون في أماكن العمل في الولايات المتحدة، وتؤكد أن النضال من أجل العدالة والمساواة لا يزال مستمراً. يتطلع الكثيرون إلى ما ستسفر عنه نتائج الجلسات القضائية المقبلة وكيف ستؤثر على مستقبل القوانين المنظمة لحقوق المعوقين في البلاد.。
الخطوة التالية