المحلل: عدم صبر المتداولين الجدد في العملات الرقمية يؤخر موسم الألتكوينات تعتبر الألتكوينات، وهي العملات الرقمية البديلة عن البيتكوين، محور اهتمام العديد من المستثمرين والمتداولين في سوق العملات المشفرة. لكن وفقاً لتحليل حديث أجراه جيمس تشيك، المحلل الرئيسي في شركة غلاس نود، فإن موسم الألتكوينات المرتقب قد تأجل بسبب عدم صبر المتداولين الجدد. يرى تشيك أن الحماس الزائد لدى هؤلاء المتداولين أدى إلى محاولات سريعة لشراء الأصول المضاربة قبل الأوان. في حديثه في أحدث حلقة من بودكاست "Rough Consensus" مع جو كارلزار، ساهم تشيك بتحليلات مستندة إلى تجمعات سلوك المتداولين في السوق. استند إلى سلوك المتداولين خلال عام 2021 وقارنها بالدورة الحالية لسوق العملات الرقمية في عام 2024. ووفقًا له، حاول المتداولون "تجاوز" دورات السوق عن طريق شراء أشهر العملات بشكل سريع، مما أثر سلباً على تدفق الأموال إلى الألتكوينات. لقد شهدت سوق العملات الرقمية تغييرات ملحوظة في سلوك المستثمرين في السنوات الأخيرة. في عام 2021، كانت دورة الصعود تبدأ عادةً مع البيتكوين ثم تنتقل إلى الإيثيريوم، وبعد ذلك العملات الأخرى مثل الـ L1s والـ DeFi، وفي النهاية الأصول الأكثر غرابة مثل JPEGs للقرود. لكن في الدورة الحالية، لوحظ أن العملات الميمية، مثل PEPE، بدأت في الارتفاع بشكل أسرع، مما يُشير إلى تحول في الاتجاه الحالي. أشار تشيك إلى أن المتداولين الحاليين يفضلون الاستثمار في هذه الأصول الأكثر مخاطرة، مثل العملات الميمية، بدلاً من التركيز على الألتكوينات التقليدية. فخلال النصف الأول من عام 2024، كانت PEPE أحد الأمثلة البارزة على هذا الاتجاه، حيث حققت مكاسب هائلة خلال الفترة. تتجه المشاعر بين المتداولين نحو PEPE بدلاً من الأصول التي تحمل فوائد حقيقية. في 15 مايو 2024، قام أحد المتداولين بتحقيق أرباح هائلة تصل إلى 46 مليون دولار من استثماره البالغ 3,000 دولار، محققًا زيادة تصل إلى 15,718%. وقد باع المتداول 255 مليار PEPE مقابل 2.3 مليون دولار بعد ارتفاع سعر العملة. هذا النوع من التحركات يُسلط الضوء على مدى تفشي عمليات الاستثمار غير المدروسة في السوق. ومع ذلك، تبين أن هناك فجوة في السوق خلال الفترة الأخيرة، حيث انتقل المستثمرون من الألتكوينات التقليدية إلى الميمات، مما أدى إلى تراجع الأسعار بشكل ملحوظ لأصول الألتكوين. شارك بعض المحللين والسوق اعتقادهم بأن الهبوط في أسعار الألتكوينات وانخفاض حجم التداول يمكن أن يكون إشارة إيجابية للسوق في المستقبل. وفي سياق مختلف، المحلل لوك مارتن أشار بأن الألتكوينات الحالية تُعتبر في مرحلة تجميع كبيرة على حد قوله، حيث حدد مستويات شراء كبيرة. وذكر أن الألتكوينات تقع عند مستوى "بيع منزلك لشراء المزيد"، وهو مستوى يدل على ارتفاع محتمل في الأسعار. وسبق لهذه المرحلة أن حدثت في الصيف السابق، عندما ارتفع سعر البيتكوين من 10 آلاف إلى 60 ألف دولار في غضون 6 أشهر. كذلك، التاجر "ماكس" أشار إلى أن سوق الألتكوينات يشكل نمط "القناة الهابطة"، وهو نمط يُظهر أن هناك إمكانية كبيرة لارتفاع الأسعار في المستقبل. وأكد على أن كسر هذا النمط من المحتمل أن يؤدي إلى ارتفاع قوي في الأسواق. ومع أن سوق الألتكوين قد انخفض بنسبة 47% عن أعلى مستوياته السابقة، إلا أن المحلل ميتشل فان دي بوب أبدى تفاؤله بشأن الألتكوينات وأشار إلى وجود الكثير من الإمكانيات في السوق، بالرغم من الظروف الحالية. من الواضح أن المتداولين الجدد قد أرجؤوا دخول العملات البديلة التقليدية بسبب الإسراف في شراء العملات الميمية، مما أثر على سير السوق بشكل عام. هذا الوفاء لسرعة الدخول في الأصول المضاربة يبرز وجهًا آخر من وجهات نظر المتداولين، حيث أصبح الحماس والرغبة في تحقيق المكاسب السريعة أكثر أهمية من الاستثمارات المدروسة. إن طريقة تفكير المتداولين الجدد وسلوكهم في السوق قد تتطلب نهجاً مختلفاً. العمل في سوق cryptocurrencies يتطلب التركيز على الفهم العميق للأسس التي تعتمد عليها كل عملة، بدلاً من الانجراف وراء موجات الاهتمام السريع بالأصول المشفرة. تجربة السنوات الماضية تُظهر أن الألتكوينات عادةً ما تستفيد من المكاسب الكبيرة التي حققتها البيتكوين في بداية أي دورة صعود. لكن بوجود شغف المتداولين الجدد للأدوات غير القابلة للتنبؤ، يبقى التساؤل قائمًا: متى سيعود التركيز مرة أخرى إلى الألتكوينات، وما هي العوامل التي ستؤدي إلى ذلك؟ إذًا، يبقى موسم الألتكوينات -الموسم الذي ينتظر الكثيرون حدوثه- معلقًا في الهواء، بينما يستمر الانجذاب نحو العملات الميمية. السنوات المقبلة قد تحمل الكثير من التغييرات في التركيبة والتوجهات، لكن الأكيد هو أن الوعي السوقي والسلوك الملتزم في استثمارات الألتكوين هو ما سيحسم الأمور في النهاية.。
الخطوة التالية