تشير توقعات المحللين إلى أن أسواق العملات الرقمية والسلع في انتظار طفرة كبيرة مع توسع السيولة العالمية. حيث يتوقع العديد من الخبراء أن تؤدي الظروف الحالية في الأسواق إلى ارتفاع ملحوظ للبيتكوين وغيرها من الأصول الرقمية بداية من العام 2024. تشير البيانات إلى أن العملات الرقمية لا تزال أسهمًا undervalued، بما في ذلك البيتكوين والإيثريوم، ويعزو المحللون ذلك إلى العوامل الاقتصادية العالمية وتأثيرها على السيولة. في السنوات السابقة، شهدنا العديد من الدورات الاقتصادية التي أثرت بشكل مباشر على استثمارات الناس، وخاصة في الأصول الرقمية. ومع توجه المزيد من الأموال إلى الأسواق، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: هل ستشهد العملات الرقمية والسلع الاقتصادية ارتفاعات غير مسبوقة؟ يشير المحلل ميكائيل فان دي بوب إلى أن قيمة السلع الأساسية تبقى منخفضة مقارنة بمراحل زخم السوق السابقة. وقد أشار إلى أن القيمة الحالية لهذه الأصول تعكس الفترات السابقة في عامي 1971 و2000، حيث كانت السلع الأساسية تُعتبر رخيصة نسبيًا مقارنة بعالم المال العالمي الحالي. توقع المحللون أن تخفيض معدلات الفائدة المزمع في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الـ18 من سبتمبر سيعمل كعامل محفز لأداء البيتكوين في أكتوبر. من المعلوم أن تخفيض معدلات الفائدة يؤدي عادة إلى زيادة الطلب على الأصول الأكثر خطورة، مثل العملات الرقمية، حيث يسعى المستثمرون إلى البحث عن عوائد أعلى، في ظل البيئة المالية المرنة. وتظهر البيانات أن السيولة العالمية تتجه إلى الارتفاع، حيث أن أكبر اقتصادات العالم، مثل الولايات المتحدة واليابان والصين والدول الأوروبية، تجد نفسها مضطرة إلى إعادة تمويل ديونها نتيجة الضغوط الاقتصادية المتزايدة. وقد صرح راول بال، الرئيس التنفيذي لمؤسسة جلوبال ماكرو إنفستور، بأن أي زيادة في السيولة العالمية ستنعكس إيجابًا على عملات رقمية مثل البيتكوين. البيتكوين، الذي يُعد من أبرز العملات الرقمية، مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمؤشر عرض النقود "M2". وذلك يعني أن أي زيادة في السيولة تُعتبر إيجابية للبيتكوين، مما ينذر بارتفاع محتمل في الأسعار خلال الدورة الاقتصادية المقبلة في العام 2024. ومع التغيرات الاقتصادية العالمية المتسارعة، يُتوقع أيضًا أن تشهد العملات الرقمية مثل الإثيريوم وXRP ارتفاعات مشابهة. يُعتبر XRP أحد الأصول التي شهدت ارتفاعات ثانوية في الأشهر الأخيرة، مما يزيد من الانتباه وربما يؤدي إلى دخول المزيد من الاستثمارات في هذا السوق. بجانب العملات الرقمية، يشير المحللون إلى أن السلع الأساسية، مثل الذهب والنفط، قد تشهد أيضًا ارتفاعات ملحوظة. وتعتبر السلع التقليدية ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطراب، مما يجعلها جذابة للمستثمرين وسط الارتفاع في المخاطر الاقتصادية. علاوة على ذلك، فإن دخول الشركات الكبرى إلى مجال العملات الرقمية يُعتبر علامة على نضوج السوق. حيث أن غزارة الاستثمارات من قبل شركات مثل بلاك روك، والتي حققت تدفقات قدرها 292 مليون دولار في صناديق البيتكوين المتداولة، يعطي انطباعًا بأن المؤسسات المالية الكبرى تتجه بجدية نحو الاستثمار في العملات الرقمية. في ظل هذا التوجه، تتزايد التوقعات بشأن ظهور صناديق متداولة جديدة تركز على الأصول الرقمية. من المتوقع أن تؤدي هذه التطورات إلى جذب مستثمرين جدد وزيادة السيولة في السوق بشكل كبير. من جهة أخرى، تسلط الأحداث السياسية الضوء على كيفية تأثير صناعة العملات الرقمية على الأسواق. على سبيل المثال، يُتوقع الانتقال المحتمل إلى هيئة تنظيمية لصناعة العملات الرقمية في الولايات المتحدة، إذا ما نجح الرئيس السابق دونالد ترامب في العودة إلى السلطة. الأمر الذي قد يعزز من البيئة القانونية والتنظيمية للعملات الرقمية بشكل أكبر. لا يمكن إنكار أن السوق ما زال متقلبًا ومتأثرًا بالأخبار العالمية. حيث يمكن أن تؤدي أي تقلبات في السياسة أو الخروج عن نطاق الانضباط المالي إلى تأثير سلبي على الجميع. ومع ذلك، تستطيع العملات الرقمية أن تحمل فرصًا كبيرة للمستثمرين الذين يمتلكون فهمًا عميقًا للسوق. خلاصة القول، يبدو أن العملات الرقمية والسلع الأساسية أمام مرحلة من الانتعاش والنمو. مع زيادة السيولة العالمية، وتراجع معدلات الفائدة، والاستثمار المؤسسي المتزايد، من المتوقع أن تدخل السوق في دورة صعودية جديدة تستمر حتى عام 2024. وبينما يبقى المستثمرون حذرين وسط تقلبات السوق الحالية، فإن فرص الارتفاع تبقى ماثلة، مما يفتح الأبواب أمام مستقبل أكثر إشراقًا للصناعة الرقمية والسلع الأساسية.。
الخطوة التالية