تحت العنوان "من يمول حماس؟ شبكة عالمية من العملات المشفرة، النقود، والهيئات الخيرية"، يسلط هذا التقرير الضوء على التعقيدات المالية لحركة حماس، والتي تعتبر واحدة من أبرز الفصائل الفلسطينية. يتناول هذا المقال المصادر المختلفة التي تساهم في تمويل حماس، وكيفية استخدام العملات المشفرة والنقود، بالإضافة إلى دور الهيئات الخيرية في هذا السياق. تُعتبر حركة حماس نموذجًا معقدًا في مسألة التمويل، إذ تتكون شراكتها المالية من عدة عناصر متشابكة تشمل الدعم الإقليمي والعالمي. تتلقى الحركة دعمًا كبيرًا من عدد من الدول العربية والإسلامية، حيث تعتبرها بعض الحكومات حليفًا في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها. هذه الدول غالبًا ما تقدم مساعدات مالية بشكل مباشر، أو من خلال هيئات خيرية ومؤسسات اقتصادية. منذ ظهورها، اعتمدت حماس على مجموعة متنوعة من المصادر لتمويل أنشطتها، بما في ذلك الضرائب، رسوم الجمارك، وأرباح الأعمال التجارية التي تديرها الحركة. لكن في السنوات الأخيرة، ومع زيادة الضغوطات المالية والسياسية، اتجهت الحركة إلى استراتيجيات تمويل جديدة، مثل العملات المشفرة. تشير التقارير إلى أن حماس قامت بتأسيس شبكة معقدة من المحافظ الرقمية التي تستخدمها لتلقي الأموال عبر البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى. هذه الطريقة تتيح لها تجاوز القيود المصرفية التقليدية، مما يمنحها مرونة أكبر في إدارة مواردها المالية. من خلال العملات المشفرة، تستطيع حماس جمع التبرعات من متعاطفين في جميع أنحاء العالم دون الحاجة إلى الكشف عن هوياتهم. من الجدير بالذكر أن حماس ليست الوحيدة التي تلجأ إلى هذه الأساليب. العديد من الجماعات المسلحة العالمية استخدمت العملات المشفرة كوسيلة للتمويل، مما أثار القلق بين الحكومات والأجهزة الأمنية. تحاول تلك الجهات تأمين حدودها من تلك العمليات المالية السرية من خلال تحسين السياسات المتعلقة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. بالإضافة إلى العملات المشفرة، تستفيد حماس من شبكة من الجمعيات الخيرية التي تقوم بجمع التبرعات لمشاريع إنسانية في غزة. كثير من هذه الجمعيات تبدو للوهلة الأولى كمنظمات غير ربحية، ولكن هناك أدلة تشير إلى أنها تُستخدم كغلاف لتوجيه الأموال مباشرة إلى أنشطة حماس العسكرية. تتواجد العديد من المنظمات الخيرية في الدول الغربية التي تجمع تبرعات لصالح الفلسطينيين، ولكن هناك بعض الأصوات التي تحذر من أن هذه الأموال يمكن أن تُستخدم لأغراض غير إنسانية. تواجه هذه المنظمات ضغطًا متزايدًا من قبل الحكومات للتحقق من كيفية استخدام الأموال وتوجيهها. كذلك، توفر حماس جزءًا كبيرًا من أموالها من خلال الأنشطة الاقتصادية داخل غزة. تشغل الحركة عدة مشروعات تجارية تشمل مصانع، مزارع، وحتى مدن ترفيهية. هذه الأنشطة ليست فقط بمثابة مصدر دخل، بل تلعب أيضًا دورًا في تعزيز وجود الحركة وشرعيتها بين السكان. تبرز حالات الاستهداف من قِبل السلطات الإسرائيلية للأنفاق والبنى التحتية التي تستخدمها حماس لتمويل أنشطتها، كجزء من الصراع الدائر منذ عقود. تسعى السلطات الإسرائيلية إلى شل حركة التمويل والتسليح التي تتلقاها الحركة عبر مهاجمة مواقعها المالية. ولكن على الرغم من هذه الضغوطات، أثبتت حماس قدرتها على التكيف والابتكار في أساليب التمويل. تكون العملية التمويلية لحماس معقدة، فمع استمرارية الصراع، تعزز دوافع الدعم والمساعدة الدولية، ولكن في نفس الوقت، يتعرض التمويل للخطر بسبب القضايا القانونية والسياسية. تظهر التحديات بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالتحويلات المالية بين الدول، مما يجعل الحركة تعتمد على شبكة من الوسطاء والسماسرة. إحدى الأساليب التي استخدمتها حماس هي إنشاء روابط مع القوات غير الحكومية والجماعات المسلحة الأخرى في المنطقة، مما يسهل تبادل الدعم المالي واللوجستي. ومع استمرار النزاعات العنيفة في الشرق الأوسط، تنتقل الأموال بسهولة بين هذه الجماعات، مما يزيد من تعقيد جهود الحكومات لوقف التمويل. تشير التقارير الأخيرة إلى أن حماس قد تستفيد أيضًا من بيع المخدرات في السوق السوداء لتمويل أنشطتها، وهو ما يجعلها تندرج تحت شبكة واسعة ومعقدة من الجرائم المالية. هذا الاتجاه ينذر بمخاطر جديدة، حيث يجعل الحركة أكثر ارتباطًا بالجريمة المنظمة والأنشطة غير القانونية. مع ذلك، تبقى حركة حماس ككيان سياسي وعسكري قادرة على جذب الموارد، على الرغم من الأوضاع الصعبة التي تواجهها. وقد أثبتت قدرتها على البقاء والنمو، حتى مع الضغوط المتزايدة من المجتمع الدولي. ختامًا، تُعتبر مصادر تمويل حماس موضوعًا شائكًا ومعقدًا يتطلب فهمًا عميقًا للوضع السياسي والاقتصادي في المنطقة. إن قدرة الحركة على البقاء وتمويل أعمالها لا يعكس فقط تعقيدات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل أيضًا التحولات في المشهد المالي العالمي. ستبقى الأسئلة حول كيفية تمويل حماس وإمكانية الحد من مصادر دخلها شاغلًا مهمًا للحكومات والأجهزة الأمنية في المستقبل القريب.。
الخطوة التالية