في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقة بين البنوك والعملات المشفرة تطورات هائلة مع ازدياد اهتمام المسؤولين المنظمين والهيئات الرقابية بخطورة هذا القطاع. تتراوح الأنشطة التنظيمية من التشريعات الجديدة إلى توجيهات البنوك المركزية، مما يشير إلى اتجاهات محتملة تؤثر على مستقبل هذين القطاعين. لنستعرض بعض النقاط الرئيسية في هذا الخط الزمني لتنظيم أنشطة البنوك والعملات المشفرة. **2013: بداية الاهتمام التنظيمي** بدأت الدول عبر العالم بإبداء اهتمامها المتزايد بالعملات المشفرة عندما بدأت بيتكوين في الحصول على شهرة. في هذا العام، أصدرت وزارة المالية الأمريكية توجيهات فرضت فيها أنظمة مكافحة غسيل الأموال على منصات تداول العملات المشفرة. **2014: أول توجيهات من مجلس الأمان المالي الدولي** في عام 2014، قدم مجلس الأمان المالي الدولي (FATF) إرشادات حول العملات المشفرة، موضحاً كيفية اعتماد الدول على أنظمة مكافحة غسيل الأموال المتعلقة بالعملات الرقيمة. سلط ذلك الضوء على الحاجة الملحة للنظر في المخاطر المرتبطة بالتكنولوجيا المالية. **2017: الوصول إلى قمة الانتشار** حدثت قفزة كبيرة في قيمة العملات المشفرة، مما جذب انتباه الهيئات التنظيمية. بدأت دول مثل الصين فرض حظر على عمليات الطرح الأولي للعملات (ICO)، بينما عملت دول أخرى على تطوير تشريعات خاصة للعملات. **2018: تنظيم العملات المشفرة في أوروبا** صدر الاتحاد الأوروبي توجيهات حول تشريع أسواق الأدوات المالية، مقترحاً طرقاً لتبسيط عملية تنظيم الأصول الرقمية. في هذا الوقت، كانت العديد من الحكومات تستعد لتشكيل القوانين ذات الصلة.</p> **2019: تطورات جديدة في الولايات المتحدة** أنشأت لجنة تداول العقود الآجلة للسلع (CFTC) مجموعة عمل خاصة بالعملات المشفرة. كما قامت الهيئة المالية FinCEN ضغوطاً أكبر على منصات الصرف من خلال فرض أنظمة جديدة لمكافحة غسل الأموال. **2020: الجائحة وتأثيرها على التنظيم** خلال انتشار وباء كورونا، بدأت العديد من الهيئات التنظيمية في مذاكرة كيفية التأقلم مع العملات المشفرة كجزء من الحياة اليومية. بدأت البلدان في جميع أنحاء العالم مثل الإمارات العربية المتحدة بطرح مشاريع قانونية تضع الأسس لإطار تنظيمي شامل. **2021: العقوبات وتعزيز التشريعات** أعلنت الولايات المتحدة أنها ستشدد العقوبات على الشركات والإشخاص الذين يستثمرون في العملات المشفرة ذات العلاقة بالإرهاب أو غسيل الأموال. انضمت دول أخرى إلى الحملة مستهلةً مقاييس جديدة تحظر أو تراقب استخدام العملات المشفرة. **2022: دمج البنوك مع العملات المشفرة** مع تزايد الطلب على خدمات العملات المشفرة، بدأت العديد من البنوك التقليدية عبر العالم في دمج الخدمات الرقمية للعملات في عروضها. ومع ذلك، فإن هذا جعل الهيئات التنظيمية تدرس المسائل المرتبطة بالأمان وحماية المستهلك. **2023: التركيز على حماية المستهلك** في هذا العام، أصدرت العديد من الدول بيانات توضيحية تستهدف حماية المستهلك في عالم العملات المشفرة. الخطر المحتمل لكسر البيانات والسرقات الإلكترونية أدى إلى تشديد القوانين حول حماية المعلومات الأساسية. **توجهات مستقبلية: ما الذي ينتظرنا؟** من المتوقع أن تستمر الأنشطة التنظيمية في النمو مع تزايد الاهتمام بعالم العملات المشفرة. من المؤكد أن الأسواق ستتطلب ضوابط جديدة لضمان الأمان والتأكد من انضباط السوق بكل سهولة. ينبغي على الهيئات التنظيمية أيضاً دراسة كيفية تأثير NFTs وأنظمة DeFi على البنوك التقليدية، حيث أن هذه الابتكارات قد تغير قواعد اللعبة في طريقة استخدام الأصول الرقمية. في الختام، تُظهر التطورات التنظيمية المتعلقة بالبنوك والعملات المشفرة كيفية تطور هذا السوق مع مرور الزمن. يمثل التوازن بين الابتكار والامتثال تحدياً مستمراً يتطلب التعاون بين الأطراف المختلفة لضمان نجاح واستدامة النظام المالي في عالم التقنيات المتغيرة.。
الخطوة التالية