في قلب منطقة أمهرست، وبين أضواء المدينة وصخب الحياة اليومية، تقع محمية لاكلير-كيندل للحياة البرية، وهي مكان يعتبر ملاذاً طبيعياً للكثير من الحيوانات والنباتات. لكن، بدلاً من أن تكون هذه المحمية ملاذاً آمناً، فقد أصبحت ضحية للتجاهل والإهمال، مما أثار تساؤلات عدة حول قدرة المجتمع على حماية هذه المساحات الطبيعية. المحمية، التي تمتد على مساحة 6.5 فدان، كانت في يوم من الأيام موطناً للعديد من الأنواع البرية، بما في ذلك الثعالب، والغزلان، والقنادس، والأرانب. يروي جورج كيندل، أحد أبناء الناشط البيئي المعروف بيل كيندل، أن المحمية قد أسست بناءً على رغبة المجتمع في الحفاظ على البيئة. لكن، مع مرور الزمن، بدأت المحمية تتعرض لأعمال تجديد مختلفة من قبل شركات الطاقة التي تملك الأرض، مما أثر سلباً على الحياة البرية والهياكل البيئية. كان الوضع قد بلغ مرحلة مثيرة للقلق عندما قرر مسؤولو المدينة، قبل عدة سنوات، إنهاء عقد الإيجار الذي كان يتيح للمدينة إدارة المحمية. لكن هذا القرار تم سحبه بعد معارضة من المجتمع المحلي. ومع استمرار أعمال التنظيف والتجديد، بدا للجميع وكأن المحمية قد تبخرت عن وجه الأرض، كما قال توم زوملا، طالب دراسات عليا في جامعة ولاية نيويورك. يجيب المشرف على المدينة، براين كولبا، على الانتقادات المتعلقة بتدهور المحمية بأن الوصول المستمر لشركات الكهرباء قد جعل من الصعب استعادة الحديقة. يقول: "لقد اعتمدنا نهجاً سلبياً تجاه المحمية، نترك الطبيعة تأخذ مجراها." لكن العديد من السكان المحليين يناقشون جدوى هذا النهج، مشيرين إلى ضرورة الحفاظ على المساحة الطبيعية وتحسين وصول الزوار إليها. بمرور السنوات، أصبحت المحمية غير مرئية تقريبًا، دون أي علامات تشير إلى مكانها. وتضاربت الآراء حول حالة الساحة. كانت يوماً مكاناً يزخر بالحياة، لكنها تحولت الآن إلى مساحة مليئة بالنفايات والأعشاب الطويلة، مما يصعب الوصول إليها. وبدلاً من أن تكون مكاناً للاسترخاء والتأمل، أصبحت المحمية تذكيرًا مؤلمًا بالتخاذل في حفظ الطبيعة. خلال أحد الزيارات، وصفت كولين كوينلان، التي كانت جزءًا من المجموعة التي ساعدت في إنشاء المحمية قبل 45 عامًا، أن الوضع الحالي يبعث على الإحباط والأسى. قائلة: "لا يمكنني أن أفهم كيف يمكن أن نحول ملاذًا طبيعيًا إلى بيئة غير صالحة بعد كل هذا الوقت." تظهر الصور التي تم التقاطها مؤخرًا للمحمية الأعشاب التي نمت بلا رادع، مما جعل المنظر يبدو أكثر شبهة للبرية بدلاً من أن يكون ملاذاً مدعومًا من قِبل المجتمع. في ظل النمو المتزايد للمدن، يبقى السؤال: كيف يمكن لمحمية طبيعية أن تضيع هكذا؟ تحدث سكان محليون آخرون عن الحاجة الملحة لإعادة الحياة إلى المحمية، حيث أشاروا إلى وجود قدر كبير من الحياة البرية هناك، على الرغم من التدهور. في سياق حديثهم، أكد البعض على أهمية توفير مسارات للمشي ووسائل راحة للزوار، مما سيساهم في استعادة المحمية لطابعها التفاعلي. بما أن التحديات تزداد تعقيداً، تتحرك جهود المجتمع ببطء نحو التركيز على إعادة إحياء هذه المحمية الفريدة. في المستقبل القريب، يتم التخطيط لرسم خريطة جديدة للمحمية، مع وجود علامات واضحة وطرق للوصول إليها، الأمر الذي سيشجع المزيد من الزوار على العودة إليها وإعادة الحياة للأرض التي كانت في يوم من الأيام موطناً للعديد من الأنواع. ومع ذلك، يبقى الأمل معلقاً في نجاح هذه الجهود. الرئيس التنفيذي لشركة ناشيونال غريد، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، أعرب عن قلقه من الوضع الحالي، مؤكداً على التعاون المستمر مع المدينة. وبدلاً من النظر إلى المحمية على أنها تحدٍ، يراه البعض فرصة لتجديد العلاقات بين المجتمع والطبيعة. لذا، يبقى السؤال: هل ستتغير الأمور بالنسبة لمحمية لاكلير-كيندل، أم ستظل ضحية للتجاهل والإهمال؟ بمزيد من الوعي والتحرك الجماعي، يمكن أن تكون هذه المحمية مثالاً على كيفية استعادة الحياة الطبيعية إلى المناطق التي تضررت بفعل الإنسانية. الحاجة الآن هو استعادة هذا المكان ليس فقط لاحتضان الحياة البرية ولكن أيضاً ليكون مكاناً يذكرنا بجمال الطبيعة وقدرتها على التجدد. في المرتبة الأولى، يعد العمل من أجل إعادة إحياء المحمية جزءاً من مسؤولية المجتمع بأسره. جهود الأفراد والمجموعات التطوعية يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا. في النهاية، الأمر يتطلب رؤية مشتركة وهدفاً معتبراً للحفاظ على البيئة. ستستمر المحمية في كونها رمزاً للإرث الجماعي حول أهمية الطبيعة، وما يتعين علينا القيام به لحمايتها. على الرغم من التحديات، لا يزال هناك بصيص من الأمل في إعادة إحياء لاكلير-كيندل، فكل جهد يُبذَل اليوم سيكون له تأثير على الغد. يجب تعزيز التواصل مع المجتمع، وزيادة الوعي البيئي، وإعادة بناء الجسور بين البشر والطبيعة التي سمحت لنا بالعيش والنمو.。
الخطوة التالية