تعتبر التكنولوجيا المالية من أهم التطورات التي شهدها القرن الحادي والعشرون، حيث تنفتح أمام الشباب أبواب جديدة لإبداع ابتكارات غير مسبوقة. في هذا السياق، أظهرت وكالة حكومية فلبينية اهتمامًا خاصًا بتعليم الشباب تكنولوجيا البلوكشين وتقنية الرموز غير القابلة للتبادل (NFT)، وذلك في خطوة تهدف إلى تجهيزهم لمستقبل رقمي مشرق. تسعى الوكالة إلى تمكين الجيل الجديد من المهارات والخبرات اللازمة لمواجهة تحديات العصر الرقمي المستقبلي. تعتبر البلوكشين إحدى أكثر التكنولوجيات تعقيدًا، ولكنها في ذات الوقت تحمل إمكانيات هائلة في مختلف المجالات، بدءًا من المالية مرورًا بالفن ووصولاً إلى اللوجستيات. تقدم برامج التدريب التي تهدف إلى تعليم هذه التكنولوجيا آفاقًا واسعة لشباب الفلبين في عالم الأعمال والابتكار. في البداية، تجدر الإشارة إلى أن البلوكشين تعتبر سجلاً رقميًا غير قابل للتغيير، تستخدم لتوثيق المعاملات بطريقة آمنة وشفافة. يتم استخدام هذه التقنية في مجالات متعددة، بما في ذلك العملات الرقمية، مما ساعد على إنشاء نظام مالي جديد. من ناحية أخرى، تعكس الرموز غير القابلة للتبادل (NFT) قيمة فريدة من نوعها، حيث يمكن استخدامها لتمثيل ملكية الفن الرقمي، والمقتنيات، والتذاكر، وغير ذلك. تعتمد الوكالة في برامجها التدريبية على مجموعة من المتخصصين والخبراء في هذا المجال، حيث يتم تنسيق ورش عمل ودورات قصيرة تهدف إلى تعليم المهارات الأساسية لاستخراج الفوائد من هذه التكنولوجيا. يستفيد المشاركون من تجارب عملية، تعزز فهمهم للتطبيقات الممكنة للبلوكشين وNFTs في عالم اليوم. تقوم الوكالة، من خلال برامج التدريب، بإتاحة الفرصة للشباب لاكتساب المعرفة حول كيفية بناء تطبيقات تعتمد على البلوكشين، وكذلك كيفية الاستفادة من سوق الرموز غير القابلة للتبادل. حيث يمكنهم عرض أعمالهم الفنية وابتكاراتهم في منصات عالمية، مما يزيد من فرص تحقيق دخل مادي مستدام من موهبتهم. يسعى العديد من الطلاب والشباب للمشاركة في هذه الدورات التدريبية، وقد أبدوا حماسة وإقبالًا كبيرًا على التعلم. وقد أظهرت الاستطلاعات التي أجرتها الوكالة أن معظم المشاركين يعتبرون أن هذه المعرفة ستساهم بشكل كبير في تطوير مهاراتهم المهنية. حيث يرون فيها أداة لتعزيز فرص التوظيف والابتكار في اقتصاد يتجه نحو الرقمنة. تشير التقارير أيضًا إلى أن الفلبين شهدت زيادة ملحوظة في عدد رواد الأعمال الشباب المهتمين بالتكنولوجيا المالية. ولعل أحد أسباب هذا الاهتمام هو ميل الشباب إلى تبني التكنولوجيا الحديثة، وكذلك الرغبة في تحقيق تأثير إيجابي في مجتمعاتهم من خلال الابتكار. تأمل الوكالة أن يسهم هذا التدريب في تعزيز روح ريادة الأعمال، بحيث يصبح الشباب قادرين على ابتكار حلول تكنولوجية تعزز التنمية الاقتصادية. على الرغم من التحديات التي قد تواجهها الفلبين، بما في ذلك افتقار بعض المناطق إلى البنية التحتية الرقمية الملائمة، إلا أن التحفيز على التعليم والتدريب يعتبر خطوة إيجابية نحو تحقيق التحول الرقمي. وتأمل الوكالة في دفع جهودها بعيدًا عن المدن الكبرى، لتصل إلى المناطق الريفية والنائية، حيث يمكن للشباب هناك أن يستفيدوا من هذه التكنولوجيا. تحظى الفلبين مؤخرًا باهتمام كبير من المستثمرين في مجال التكنولوجيا المالية، وهذا يساهم في تعزيز الصورة العامة لسوق العمل في البلاد. مع تزايد الوعي بتكنولوجيا البلوكشين وNFT، تتزايد أيضًا فرص الحصول على استثمارات جديدة، مما قد يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي. على الرغم من أن تدريب الشباب على تكنولوجيا البلوكشين وNFT هو بداية جيدة، إلا أن النجاح يعتمد على القدرة على دمج هذه المعرفة في الممارسة اليومية. يشدد العديد من الخبراء على أهمية الاستمرار في تحديث المناهج الدراسية وتوفير الموارد الضرورية لضمان أن يكون الشباب دائمًا على اطلاع بأحدث الاتجاهات التكنولوجية. بالتالي، إن التركيز على تعليم البلوكشين وNFT يعتبر نهجًا استراتيجيًا يفتح آفاقًا جديدة للشباب في الفلبين. يساهم في تقليل الفجوة الرقمية ويجهزهم بمهارات تضمن لهم فرص العمل في المستقبل. يعتبر هذا النوع من التعليم استثمارًا في الأجيال القادمة، ومن الممكن أن تتحقق نتائج إيجابية على المستوى الوطني في السنوات القادمة. في النهاية، تبقى خطط الوكالة الحكومية الفلبينية مثيرة للاهتمام، كخطوة نحو تعزيز الابتكار وتعليم المهارات المستقبلية. إن الغوص في عالم البلوكشين وتقنية NFT لن يساهم فقط في نمو الاقتصاد الوطني، بل سيساعد أيضًا في تمكين جيل جديد من القادة والمبتكرين الذين يمكنهم فعل المستحيل لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم. إن استثمار الفلبين في شبابها اليوم يعد بمثابة استثمار في مستقبلها الغني بالتكنولوجيا.。
الخطوة التالية