في عالم العملات الرقمية، تُعتبر صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) واحدة من أبرز الطرق التي يتجه إليها المستثمرون للوصول إلى الأصول الرقمية. وقد شهدت الآونة الأخيرة إطلاق صناديق ETF لشبكة الإيثيريوم، وهو ما أثار اهتمام المستثمرين والمحللين على حد سواء. في هذا السياق، أجرى سكوت ميلكر، مقدم بودكاست "The Wolf of All Streets"، مقابلة مع ماث هوغان، المدير التنفيذي للاستثمار في شركة Bitwise، للحديث عن التجارب الأولى في سوق صناديق الإيثيريوم ETF. كانت الانطباعات الأولية حول إطلاق صناديق ETF للإيثيريوم مختلطة بعض الشيء. ففي وقتٍ سابق من الشهر الماضي، تم الموافقة على بدء التداول، ولكن النتائج لم تكن كما توقع الكثيرون. كانت صناديق الاستثمار الجديدة، مثل صندوق Grayscale الذي تم تحويله، تواجه مشاكل في جذب التدفقات النقدية، حيث شهدت تدفقات مالية سلبية بملايين الدولارات. لكن على الرغم من ذلك، ظلت Bitwise في طليعة المنافسة بين الشركات التي تسعى لتأسيس صناديقها المفضلة بين المستثمرين. أشار هوغان في حديثه إلى ضرورة وجود مدير أصول محلي في عالم العملات الرقمية، ليكون هناك تواصل وتعليم متبادل بين المؤسسات المالية التقليدية (وول ستريت) وعالم الكريبتو. فقد أوضح قائلاً: "نعتقد أنه من المهم أن يكون لدينا مدير أصول محلي ينافس في هذا الفضاء." وعلى الرغم من أن هوغان كان يفضل في البداية تأجيل الموافقة على صناديق الإيثيريوم، حتى يتمكن السوق من استيعاب صناديق البيتكوين، إلا أن Bitwise اغتنمت الفرصة وبدأت في بناء موقع قوي في سوق الإيثيريوم ETF. واستعرض هوغان نتائج هذه المبادرة، مشيرًا إلى أن صناديق ETF المرتبطة بعقود الإيثيريوم الآجلة لم تتمكن من جذب الطلب المتوقع، ولكن صناديق Bitwise استطاعت تحقيق أرقام مثيرة للإعجاب. حتى الآن، وبغض النظر عن تدفقات صندوق Grayscale، تمكنت جميع صناديق الإيثيريوم من جذب أكثر من ملياري دولار من التدفقات النقدية. وقد نوه أنه تم تسجيل مليار دولار من حجم التداول في يوم الانطلاقة الأولى للصندوق، وهو رقم يعد استثنائيًا بشهادة من شاهدوا انطلاق صناديق البيتكوين في يناير الماضي. بينما تسير Bitwise نحو تحقيق النجاح، يبقى التساؤل حول كيفية تأثير تلك الصناديق الجديدة على سوق العملات الرقمية. يعتبر خبراء السوق أن دخول صناديق الاستثمار المتداولة قد يُعزز من الشرعية ويزيد من التبني العام للإيثيريوم كأصل استثماري. ومن الممكن أن يساهم هذا في إغراء المستثمرين التقليديين للدخول في عالم الكريبتو، الذين قد يعتبرون الاستثمار المباشر في العملات الرقمية أمرًا محفوفًا بالمخاطر. لكن لا يمكن تجاهل التحديات المحتملة. يواجه السوق تقلبات شديدة، ومن الممكن أن تؤثر الأحداث الاقتصادية والسياسية على أسعار العملات الرقمية، بما في ذلك الإيثيريوم. كما أن التصريحات التنظيمية أو المشاكل في بروتوكولات الشبكة يمكن أن تلقي بظلالها على مستقبل هذه الصناديق. لكن هوغان كان متفائلًا حيال قدرة Bitwise على تجاوز هذه التحديات، معتبرًا أن التعليم والتوعية المالية هما المفتاح لمعالجة المخاوف والمفاهيم الخاطئة حول الاستثمار في العملات الرقمية. تحدث هوغان حول أهمية توفير المعلومات والموارد للمستثمرين الجدد. يعتبر التعليم أساس الخروج من الحلقة المفرغة للخوف والتحفظ التي تحيط بالاستثمار في الأصول الرقمية. لذلك، تتبنى Bitwise استراتيجية تعتمد على تقديم محتوى تعليمي وموارد مفيدة لتحفيز الوعي حول الإيثيريوم ومميزاته كأصل استثماري. علاوة على ذلك، يصف هوغان مستقبل الإيثيريوم بأنه مشرق بفضل التطورات المستمرة في الشبكة، مثل ترقية Ethereum 2.0، التي تهدف إلى تحسين الأداء وتقليل تكاليف المعاملات. يمكن لهذه التطورات أن تعزز من جاذبية الإيثيريوم كخيار استثماري، حيث تعزز من قدرته على المنافسة مع الأصول التقليدية. في جانب التحليل، يلفت هوغان الانتباه إلى أهمية مخطط استثمار مرن، بحيث يمكن للمستثمرين التكيف مع تطورات السوق. يشدد على ضرورة تنويع المحفظة الاستثمارية، وعدم الاعتماد فقط على الأصل الواحد، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل المخاطر المحتملة. يضيف "إذا كنت تقوم باستثمار في الإيثيريوم، فتأكد من أن ذلك جزء من استراتيجية استثمار متكاملة تأخذ في الاعتبار الأصول المختلفة." في الختام، تمثل صناديق ETF للإيثيريوم خطوة كبيرة نحو إدماج العملات الرقمية في النظام المالي التقليدي. ومع وجود شخصيات مثل ماث هوغان في قلب هذا التحول، يبدو أن الطريق أمام المستثمرين في الإيثيريوم سيكون مليئًا بالفرص. تبقى التحديات موجودة، لكن التعليم والدعم من الشركات مثل Bitwise قد يوفران للمستثمرين الأدوات التي يحتاجونها للمضي قدمًا بثقة في هذا السوق الديناميكي.。
الخطوة التالية