في ظل النزاع المستمر في أوكرانيا، يسعى العديد من الأفراد من جميع أنحاء العالم إلى تقديم الدعم والمساعدة للشعب الأوكراني. ومع تزايد الحاجة إلى الدعم الإنساني، برزت ظاهرة جديدة تمس العالم الرقمي، حيث أسس بعض المحتالين شبكاتهم للنصب على المتعاطفين عبر الإنترنت. وفي هذا السياق، يظهر التساؤل الأهم: كيف يمكن للفرد المساعدة دون الوقوع ضحية لمحتالي الحرب؟ منذ بداية النزاع، تزايدت حملات التبرع للأغراض الإنسانية، ولكن مع هذه الزيادة، برز أيضاً المحتالون الذين يسعون لاستغلال القلوب الطيبة. إنهم يرسلون رسائل بريد إلكتروني أو رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي تطلب التبرعات، وعادةً ما تكون هذه الرسائل مزيفة وتدعي تمثيل منظمات غير ربحية أو جهات مساعدة. يتظاهر المحتالون برغبتهم في تقديم المساعدة، ولكنهم يسعون في الحقيقة لجني الأموال عبر معلومات مصرفية أو عملات رقمية مثل البيتكوين. تزداد هذه الظاهرة خطورة في ظل زخم الأحداث، حيث يسهل على المحتالين استغلال مشاعر التعاطف والقلق لدى الناس. إنهم يستخدمون تكتيكات نفسية متطورة لجذب الأشخاص، فيعرضون قصصا مؤلمة عن العائلات المتضررة، والأطفال الذين فقدوا منازلهم، والنقص الحاد في المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، فإن التحقق من مصداقية هذه المنشورات أو الروابط يعد أمرًا بالغ الأهمية. للأسف، لا تقتصر عمليات النصب على الأفراد فقط، بل تشمل أيضًا بعض الكيانات المفترضة التي تدعي أنها منظمات إغاثة رسمية. يقول الخبراء إنه يجب على المتبرعين دائماً التحقق من المعلومات قبل تقديم أي تبرع. من المهم البحث عن المنظمات المعروفة والموثوقة، والتأكد من أن التبرعات ستذهب إلى الأشخاص الذين يحتاجونها بالفعل. واحدة من الخطوات الأساسية التي يمكن أن يتخذها الأفراد هي البحث عن الشهادات والتوصيات. يجب على أي متبرع محتمل مراجعة مواقع الويب الخاصة بالمنظمات، والتحقق من الشهادات التي تؤكد أن هذه المنظمات تعمل بشكل فعّال في الميدان. يُنصح أيضاً بزيارة مواقع مراقبة التبرعات مثل "GuideStar" أو "Charity Navigator"، حيث توفر هذه المواقع معلومات موثوق بها حول المنظمات وكيفية إنفاقها للأموال. أحد أبرز النقاط التي يجب مراعاتها هو أن المنظمات التي تطلب التبرع بالبيتكوين أو أي عملة رقمية أخرى يجب أن تُؤخذ بحذر. تعتبر هذه الأنواع من التبرعات أقل شفافية من المساعدات النقدية التقليدية، مما يمكن المحتالين من الحصول على الأموال دون أي تتبع. وعليه، يُنصح بالتواصل مع منظمات معروفة وموثوقة تقوم بتقديم الدعم على الأرض، والتأكد من أنها تقبل التبرعات بطرق آمنة. إضافة إلى ذلك، يتوجب على المتبرعين توخي الحذر الشديد عند التعامل مع الروابط التي تظهر على وسائل التواصل الاجتماعي. في العديد من الحالات، قد تتنكر الروابط المصطنعة على أنها مواقع رسمية لجمع التبرعات، ولكنها في الحقيقة تقودك إلى مواقع غير موثوقة. من المهم فتح متصفح خاص والبحث مباشرة عن المواقع الرسمية للمنظمات المعروفة بدلاً من النقر على الروابط التي لا يمكن التحقق منها. كما يعتبر من المهم إدراك أن خطر الاحتيال لا يقتصر على التبرعات المالية فقط، بل يمتد أيضًا إلى المنتجات والتجهيزات التي يمكن أن تُرسل إلى أوكرانيا. هناك العديد من الحملات التي تدعو للتبرع بالمواد الغذائية أو الملابس، لكن يجب التحقق من مصداقية هذه الحملات والتأكد من أنها تتجه إلى الأشخاص الذين بحاجة فعلية لهذه المساعدات. وعلى صعيد آخر، قد يرغب البعض في تقديم المساعدة من خلال التطوع. وفي هذه الحالة، يُنصح بالتواصل مع المنظمات المعروفة التي لديها تجارب في العمل داخل مناطق النزاع. هناك العديد من الجهات التي تقبل المتطوعين، ولكن ينبغي التأكد من أنها تتبع اجراءات أمنية وتدريبية مناسبة لضمان سلامة المتطوعين وكفاءة المساعدة المقدمة. أخيرًا، يمكن القول إن الرغبة في المساعدة هي غريزة إنسانية نبيلة، ولكن من الأهمية بمكان عدم ترك هذه الرغبة عرضة للاستغلال. من خلال توخي الحذر، والتحقق من المعلومات، والتواصل مع المنظمات الموثوقة، يمكن للمساعدات أن تُقدّم بطرق آمنة وفعّالة. يجب أن يظل الوعي بحالات الاحتيال مرتفعًا، فالأشخاص الذين يسعون لجعل العالم مكانًا أفضل يجب أن يتحلوا بالذكاء والحيطة في إجراءاتهم. إذا كنت ترغب في دعم أوكرانيا، فإليك بعض النصائح التي يجب أن تتذكرها: تحقق من المعلومات، ابحث عن المنظمات المعروفة، تجنب التعامل مع المحتالين الذين يسعون لاستغلال تعاطفك، وأخيرًا، حافظ على حيطة أمن معلوماتك عند تقديم الدعم. بهذه الطريقة، يمكنك المساهمة حقًا في دعم الشعب الأوكراني، دون أن تقع ضحية للاحتيال.。
الخطوة التالية