يثير سوق العملات المشفرة دائمًا اهتمام المستثمرين والمتداولين حول العالم، ومع تضارب الآراء والنظريات حول مستقبل الأسعار، يظهر دائمًا بعض المحللين الذين يبرزون بمعلومات وتوقعات جديدة. في الآونة الأخيرة، قام المحلل المعروف بنجامين كوهين بتحليل حركة سعر الإيثيريوم، حيث أشار إلى إمكانية حدوث انخفاض كبير في السعر بالتزامن مع ارتفاع معدلات البطالة في الولايات المتحدة. في تحليله الخاص، أكد كوهين، الذي يعتبر من أبرز المحللين في مجال العملات المشفرة، أن الإيثيريوم قد يكون في حالة ركود بسبب التوجه العام للسوق. في هذا السياق، تحدث كوهين عن العلاقة التاريخية بين معدلات البطالة وسعر الإيثيريوم، مشيرًا إلى أن ارتفاع معدلات البطالة عادة ما يتزامن مع انخفاض أسعار العملات المشفرة. تاريخياً، كانت معدلات البطالة في الولايات المتحدة تميل إلى الوصول إلى ذروتها في ديسمبر، وفي السنتين 2016 و 2019، شهدت سوق الإيثيريوم انخفاضات في الأسعار تزامنت مع تلك الزيادات في البطالة. وبناءً على هذا التاريخ، يعتبر كوهين أن التوجه الحالي نحو ارتفاع معدلات البطالة قد يشير إلى إمكانية حدوث انخفاض آخر في سعر الإيثيريوم، والذي قد يصل إلى حدوده الدنيا في ديسمبر 2024. لقد شهد سعر الإيثيريوم انخفاضات كبيرة مؤخرًا، حيث انخفض بأكثر من 20% في وقت سابق من هذا العام، متجاوزًا حاجز الثلاثة آلاف دولار. وكان السوق قد تأثر سلبًا جراء الاتجاه العام الهابط للعملات المشفرة، مما أدى إلى خسائر فادحة لكل من البيتكوين والإيثيريوم. رغم محاولات السوق لاستعادة عافيته بعد إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة على الإيثيريوم (ETFs)، لم يتمكن الإيثيريوم من استعادة قوته والعودة إلى قممه السابقة. وعند تقييم السعر الحالي للإيثيريوم، يُظهر كوهين أن العملة قد تستمر في الانخفاض، حيث توقع إمكانية سقوط السعر إلى 1200 دولار بحلول نهاية العام. لكن المحلل أشار إلى أن الانخفاض المحتمل قد لا يصل إلى 50%، ولكنه متأكد من أن هناك تراجعًا قد يحدث، حتى وإن كان طفيفًا. وفي سياق مستجدات السوق، وردت تقارير عن زيادة ضغوط البيع على الإيثيريوم. وفقًا لمعلومات نشرتها منصة Lookonchain، أجرت شركة MetaAlpha، المتخصصة في التحوط والتداول، معاملة كبيرة في 10,000 من رصيد الإيثيريوم، الذي يقدر بحوالي 23.45 مليون دولار. كما قامت الشركة بنقل ما يقرب من 33,589 من الإيثيريوم إلى منصة Binance خلال الأيام الأربعة الماضية. وعلاوة على ذلك، قامت مؤسسة الإيثيريوم، وهي منظمة غير ربحية تدعم نظام الإيثيريوم، ببيع 100 رمز إيثيريوم، مما زاد من إجمالي مبيعاتها منذ بداية العام إلى 2,616 رمزا. هذه المبيعات تأتي في وقت يسود فيه القلق حول استدامة سوق الإيثيريوم، وتعتبر أيضًا مؤشرًا على عدم الثقة الواضحة من بعض المؤسسات في المستقبل القريب للعملة. تُظهر جميع هذه المعطيات كيف يتفاعل السوق مع التغيرات الاقتصادية العامة، مثل معدلات البطالة، وتأثيرها على حركة العملات المشفرة. حيث يشير كوهين إلى أن الأمور الاقتصادية الكلية، مثل البطالة، تلعب دورًا رئيسيًا في توجيه المستثمرين نحو اتخاذ قراراتهم. عندما ننظر إلى الأسواق في السنوات الماضية، نجد أن المشهد لا يتكرر بشكل دقيق، ولكن الاتجاهات والأنماط تميل إلى الظهور. بالنسبة للمستثمرين، يُعتبر فهم العلاقة بين العوامل الاقتصادية الكلية وسوق العملات المشفرة أمراً حيوياً، حيث إن هذه العلاقة تعكس التفاعل بين الأمل والخوف في الأسواق. من المهم أن ندرك أن توقعات المحللين لا تعني حتمية وقوع الانخفاضات أو الارتفاعات، ولكن من الضروري أن تأخذ بعين الاعتبار الظروف الخارجية وتأثيراتها المحتملة. على سبيل المثال، اللاعبون الرئيسيون في السوق، بما في ذلك المؤسسات الكبرى والشركات، لديهم القدرة على التأثير بشكل كبير على أسعار العملات. أخيرًا، على المستثمرين أن يكونوا على دراية بأن الاستثمار في العملات المشفرة يتطلب صبرًا وقدرة على تحمل المخاطر. في ظل التقلبات الحالية، ينبغي أن يكون لديهم استراتيجية واضحة ودراسة عميقة للسوق قبل اتخاذ أي خطوات. في الختام، مع الوسائل التحليلية المتاحة اليوم، يمكن للمستثمرين أن يضمنوا إنجازاتهم من خلال البقاء على اطلاع بكل ما هو جديد. إن التغيرات في الاقتصاد المحلي والعالمي تلعب دورًا حيويًا في توجيه الأسعار، مما يجعل فهمها ضرورة لا غنى عنها. مع دخولنا في الأشهر القادمة، تظل الأنظار متوجهة نحو الإيثيريوم وأسعار العملات الرقمية بشكل عام، حيث يترقب الجميع هل سيستمر الاتجاه الحالي أم أن هناك مفاجآت تتربص بالأسواق.。
الخطوة التالية