في حادثة مؤلمة أثارت القلق بين النساء في مدينة لافاييت، أصبحت دعوة السلامة التي نشرتها إحدى صانعات المحتوى المحلية، استيل ليبوجير، فيدوًا يتداول بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما على منصة تيك توك. الحادثة، التي وقعت في يونيو الماضي، تذكّر جميع النساء بأهمية أخذ الحيطة والحذر أثناء تواجدهن بمفردهن في الأماكن العامة. تبدأ القصة عندما كانت استيل تستعد لقضاء عطلة عند شروق الشمس في اليوم التالي، حيث قررت التوجه إلى محطة وقود معينة بالقرب من تقاطع شارع جونسون وشارع دوست، والذي اعتبرته مكانًا آمنًا لملء خزان وقود سيارتها. كانت الشمس لا تزال ساطعة، ولكن حتى في وضح النهار، كان موقفها محاطًا بالقلق. "إذا كنتِ فتاة، فأنتِ تعرفين أن محطات الوقود يمكن أن تكون مرعبة"، هكذا علقت استيل، مشيرة إلى أنها غالبًا ما تتجنب التوقف في مثل تلك الأماكن بمفردها. عندما خرجت من سيارتها لتعبئة الوقود، واجهت مشكلة، إذ لم تعمل بطاقتها عند المضخة. لذا قررت الدخول إلى المتجر للدفع. وهنا، دخل موقف مرعب في حياتها؛ إذ لاحظت شاحنة تقف عند الإشارة قبل أن تتوجه إلى محطة الوقود وتوقف بجوارها. خرج الرجل من الشاحنة واقترب منها، مؤكداً لها بتعليق غير متوقع: "إنك جذابة للغاية". وبالرغم من أنها شخصية تحب الدفاع عن نفسها، إلا أن بدلاً من التفاعل عادت إلى داخل السيارة، متجاهلة تعليقه. لكنه لم يتوقف عند هذا الحد. بعد توصيل الوقود في المرة الأولى، عاد الرجل، هذه المرة ووقف بجوار بابها الجانبي. أدركت استيل أنها في موقف خطير، فاستجابت بسرعة ودخلت إلى سيارتها، وأغلقت الأبواب. لكن الرجل أدرك ذلك وبدأ في محاولة فتح باب السيارة، مهددًا إياها بطرق على النافذة قائلاً إنه يحتاج إلى إخبارها بشيء مهم. قررت استيل أن تبقي هادئة وتبدأ في الرجوع إلى الوراء بينما كان الرجل يتجه نحو سيارته. لكن الرجل زاد من تعذيبه لها، حيث بدأ في مطاردتها، محاولا إيذاءها عبر الضغط على جهاز الإنذار وهون، وهذا الموقف المرعب استمر لنحو نصف ساعة. آمنت النساء من خلال فيديو استيل بضرورة توخي الحذر. في تعبيرها عن هذه التجربة، أشارت أيضًا إلى أهمية التصرف الصحيح في مثل هذه المواقف. "لو كنتُ قد عرفت أنه سيكون هناك مثل هذا الموقف، لبقيت في المتجر حتى أخرج الرجل"، ولكن بعد أن قررت أن الرجل قد غادر بالفعل، شعرت أنها يمكنها العودة. لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا. استيل لم تكن قادرة على الاتصال بالشرطة لأنها كانت مشغولة بالقيادة وحريصة على عدم الخروج عن الطريق. لحسن الحظ، أدركت أنها ستتوقف عند إشارة مرور. عند هذه النقطة، تمكنت من الانسحاب في اتجاه عشوائي إلى موقف بالقرب من مطعم، حيث تركت الرجل خلفها. تتحدث استيل عن أهمية الثقة في غريزتك واتخاذ القرارات السريعة في مثل هذه الظروف. ويُذكر كذلك أن التواصل مع السلطات في حال التعرض للتهديد هو الخيار الأفضل، بدلاً من محاولة الهروب. نصيحتها للنساء: إذا شعرن بأنهن يتعرضن للملاحقة، يجب أن يتوجهوا مباشرة إلى أقرب مركز للشرطة. الإخطار الذي أطلقته استيل وعملية نشر قصتها على الإنترنت أدت إلى ردود فعل قوية في المجتمع. الكثير من النساء قاموا بمشاركة تجاربهم الخاصة، مما أدى إلى تعزيز الحوار حول أهمية الأمان الشخصي. كثير منهن قلن إنهن شهدن مواقف مشابهة، حيث شعرت واحدة منهن بالقلق من ملاحقتها في موقف سيارات، مما جعلها تتبنى سلوكيات وقائية جديدة لكيفية التعامل مع الغرباء، خاصة في الأماكن العامة والمعزولة. المجتمع في لافاييت يجب أن يُظهر مزيدًا من الوعي والاهتمام بالسلامة العامة، خاصةً خلال ساعات الليل وفي المناطق الأقل ازدحامًا. هناك حاجة ماسة الى أشرطة توعية ترشد النساء إلى كيفية التصرف في حالات الطوارئ، والعمل بشكل أكبر على تفعيل دور الشرطة في حماية النساء، وتعزيز الثقة بين المجتمع وسلطات إنفاذ القانون. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتضمن التوجيهات المتعلقة بالتحصين الشخصي ورش عمل ملائمة لتعليم السيدات كيفية الدفاع عن النفس، وإعدادهن نفسيًا وجسديًا لمواجهة أي تهديدات أو حالات خطر. إن الوعي بمثل هذه المواقف والتصرف بشكل سريع يمكن أن ينقذ الأرواح، ويرتقي بمستوى الأمان الشخصي في المجتمعات. بالتزامن مع هذه الحادثة، يجري الحديث عن الحاجة إلى إنشاء مجموعات دعم محلية للنساء، تجمع بين التوعية والدعم النفسي. هذه المجموعات يمكن أن تشكل مكانًا مريحًا للنساء لتبادل الخبرات، وتعلم استراتيجيات جديدة، والحصول على الاستشارة من معالجين نفسيين أو مدربين للدفاع عن النفس. في نهاية المطاف، يُظهر فيديو استيل والخطر الذي عانت منه أهمية وجود حوار مستمر حول قضايا النساء والسلامة. يجب أن نكون جميعًا كأفراد وعائلات ومجتمع مسؤولين وواعين، وعلينا مناقشة القضايا الجادة المتعلقة بالسلامة والكفاءة الشخصية في حياتنا اليومية. في النهاية، فقط من خلال الوعي والمشاركة يمكن أن نبني بيئة أكثر أمانًا لجميع النساء، حيث يشعرن بالراحة والثقة في التحرك بحرية.。
الخطوة التالية