ولادة وكالة من هاكاثونات الذكاء الاصطناعي في سان فرانسيسكو: اكتشف كيف تعمل وكلائك الذكية

في السنوات الأخيرة، شهدت مدينة سان فرانسيسكو تحولاً مذهلاً بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت المدينة مركزًا للابتكارات التكنولوجية من خلال تنظيم عدد كبير من الفعاليات والمنافسات المعروفة باسم "هاكاثونات الذكاء الاصطناعي". في هذه البيئة النشطة، وُلِدَ مشروع جديد يدعى "أجنسي"، والذي يتيح للمستخدمين مراقبة أداء وكلائهم الذكاء الاصطناعي وفهم كيفية عملهم، وهو إنجاز يمكن أن يحدث تغييراً جذرياً في طريقة استخدام هذه التكنولوجيا في مجالات متنوعة. تعتبر هاكاثونات الذكاء الاصطناعي في سان فرانسيسكو مسرحًا للعديد من المبدعين والمهندسين الذين يتجمعون لتبادل الأفكار والتعلم وبناء مشاريع جديدة. يتحدث أليكس ريبمان، أحد مؤسسي أجنسي، عن بيئة التعاون والمنافسة التي تتميز بها هذه الفعاليات، حيث يقول: "لا يوجد مكان في العالم يمكن أن تبني فيه مشروعًا طموحًا مثل سان فرانسيسكو. يمكنك أن ترى مجموعة من المنافسات، لكنهم لا يتنافسون ضد بعضهم البعض، بل يتعاونون أيضًا بشكل كبير". تعود قصة "أجنسي" إلى إحدى هاكاثونات الذكاء الاصطناعي التي نظمها في الصيف الماضي، حيث قرر ريبمان وفريقه العمل على تطوير وكلاء ذكاء اصطناعي قادرين على جمع المعلومات من الإنترنت. ومع ذلك، واجهوا تحديات كبيرة، حيث كانت الوكلاء تفشل في تنفيذ المهام بشكل متكرر. يعبر ريبمان عن هذا الواقع بالقول: "كانت تواجهنا مشكلة كبيرة، حيث كانت الوكلاء تفشل في 30 إلى 40 في المائة من الحالات، وغالبًا بطرق غير متوقعة". للتغلب على هذه المشكلة، قرر ريبمان وفريقه تطوير أدوات داخلية لتصحيح الأخطاء تتبع وتسجل أين كانت الوكلاء تخفق، وبالفعل، نجحوا في تحسين أدائها، ولكن تلك الأدوات اكتسبت شهرة أكبر من الوكلاء أنفسهم وانتهى بهم الأمر بالفوز في الهاكاثون. بعد النجاح الذي حققوه في الهاكاثون، بدأ ريبمان في عرض أدوات التصحيح في مجموعة من الفعاليات، حيث بدأ يتلقى طلبات من المهتمين للحصول على وصول إلى هذه الأدوات. كانت هذه الطلبات بمثابة الإشارة التي يحتاجها لتأسيس شركة أجنسي مع مؤسسيه الآخرين، آدم سيلفرمان وشون كيو. تركز أجنسي اليوم على توفير منصة تسمى "AgentOps"، والتي تتيح للمستخدمين رؤية ما تفعله وكلائهم الذكاء الاصطناعي وتحديد أين يمكن أن تكون هناك مشكلات. وتمكنت الشركة من جذب استثمارات بقيمة 2.6 مليون دولار من مجموعة من المستثمرين، بما في ذلك "645 Ventures" و"Afore Capital". يصف آدم سيلفرمان، المدير العملياتي لأجنسي، المنصة بأنها مثل "إدارة متعددة الأجهزة للوكلاء"، حيث تعنى بتحليل كل ما يقوم به الوكيل من أنشطة لضمان عدم انحرافه عن المسار المحدد. يقول سيلفرمان: "من المهم أن نفهم ما إذا كان الوكيل سيتمرد، وتحديد القيود الصحيحة التي يمكن وضعها". تعني هذه الفكرة ضمان التزام الوكلاء بقواعد العمل المحددة لها. تتعاون أجنسي مع شركات تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي مثل "Cohere" و"Mistral"، مما يمنح العملاء القدرة على استخدام لوحة معلومات "AgentOps" لمراقبة تفاعل الوكلاء مع العالم، ومعرفة التكاليف المرتبطة بكل منها. تعتمد أجنسي نهجًا غير محصور بنموذج معين، حيث تعمل مع مجموعة متنوعة من أطر عمل الوكلاء، مما يجعل أدواتها قابلة للاستخدام مع العديد من الحلول المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، تقدم أجنسي خدمات استشارية لمساعدة الشركات على البدء في بناء وكلاء الذكاء الاصطناعي الخاص بهم. يقول ريبمان، الذي كان يعمل سابقًا في شركة الاستشارات "EY"، إنهم يساعدون المؤسسات في إنشاء وكلاء ذكية تتناسب مع احتياجاتهم. وعلى الرغم من عدم تمكنهم من الإعلان عن أسماء عملائهم، فقد أشاروا إلى أن صناديق التحوط والشركات الاستشارية وشركات التسويق تستخدم أدواتهم بشكل متزايد. على سبيل المثال، يشير ريبمان إلى تجربة مع شركة قامت بتطوير وكيل ذكاء اصطناعي لكتابة مقالات عن الشركات التي تعمل معها، والآن تستخدم هذه الشركة لوحة معلومات "AgentOps" لمراقبة أداء الوكيل وتكاليفه. بينما تستعد الشركات الكبرى مثل "OpenAI" و"Google" لتوسيع منتجاتها من الوكلاء في الأشهر المقبلة، يجب على الشركات الناشئة مثل أجنسي توجيه نفسها للعمل جنبًا إلى جنب مع هذه التطورات، بدلاً من المنافسة ضدها. وبفضل تزايد تعقيد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تدرك أجنسي أنه في الوقت الذي قد تحاول فيه هذه الشركات الكبرى السيطرة على جزء من السوق، لا تزال هناك حاجة كبيرة للأدوات المساعدة والدعم الخارجي لضمان إعداد الوكلاء للاستخدام الفعلي. مع استمرار نمو صناعة الذكاء الاصطناعي، تبدو مستقبل أجهزة الوكلاء أكثر إشراقًا. في الوقت نفسه، يبدو أن أجنسي قد وضعت نفسها في موقع استراتيجي للمشاركة في هذا التحول من خلال تقديم أدوات رائعة تساعد في جعل الوكلاء أكثر كفاءة وموثوقية. إن الوصول إلى الأفكار المثيرة والطموحة من خلال هاكاثونات سان فرانسيسكو وتحويلها إلى مشاريع ناجحة هو ما يضمن بقاء أجنسي في طليعة الابتكارات في هذا المجال.。