منذ ظهور عملة البيتكوين، التي أُطلقت في عام 2009، شهد العالم رحلة فريدة ودرامية في عالم العملات الرقمية. فقد جابت البيتكوين الأفق المالي، جاذبةً انتباه المستثمرين والمستغلين على حد سواء. ومع أن النجاح، والتقلبات الجذرية في الأسعار، خلقا ثروات هائلة للبعض، إلا أن الكثيرين فقدوا مدخراتهم في لحظات. في هذا المقال، نستعرض أكبر 7 انهيارات شهدتها البيتكوين عبر تاريخها، التي تبرز طبيعة هذه العملة المتقلبة. انخفضت قيمة بيتكوين بشكل حاد في يونيو 2011، حيث بدأت القصة بإثارة حماس الرياضيين بارتفاع سعرها من دولارين إلى أكثر من 32 دولارًا في وقت قصير. ومع ذلك، سرعان ما ظهرت الكارثة. في 19 يونيو 2011، اعترفت منصة "Mt. Gox"، التي كانت أكبر منصة لتداول البيتكوين آنذاك، بأن قراصنة تمكنوا من اختراق المئات من الحسابات وسرقة ملايين الدولارات من عملات البيتكوين. في يوم واحد، تراجعت قيمة البيتكوين إلى سنت واحد فقط، مما أثار الذعر في السوق وأدى إلى هروب العديد من المستثمرين. في أغسطس 2012، كان هناك انهيار آخر، وهذه المرة كان سببه فضيحة احتيالية تقليدية باستخدام التكنولوجيا الرقمية. حيث تم الكشف عن أن تجاراً نَصبوا على المستثمرين عبر نظام بونزي الذي يعد مثالا شبه كلاسيكي في الاحتيال. وقد أدى هذا الأمر إلى فقدان 700,000 بيتكوين بسبب عمليات الاحتيال، ما أدى إلى انخفاض بنسبة 56% في قيمة العملة. في أبريل 2013، شهدت البيتكوين مرة أخرى انهيارًا كبيرًا، بلغت ذروته 83%. في تلك الفترة، اكتسبت العملة الإلكترونية شعبية كبيرة، مما أدى إلى زيادة كبيرة في حجم التداول. ولكن وفي لحظة حرجة، لم تستطع منصة "Mt. Gox" التعامل مع الضغط المتزايد عليها وتعرضت لتوقف كامل. في نفس الوقت، استغل القراصنة هذه الفوضى، مما أدى إلى انخفاض سعر البيتكوين من 260 دولارًا إلى 50 دولارًا فقط. أما في ديسمبر 2013، فقد اتخذت الحكومة الصينية قرارًا حاسماً بحظر البيتكوين، وبهذا اتجهت قيمة العملة إلى الانخفاض بنسبة 50% بين عشية وضحاها. يعتبر هذا الحدث بداية من التقلبات غير المستقرة التي تواجهها العلاقات بين الحكومات والبيتكوين حتى اليوم. استمرت صدمات السوق وصولاً إلى نهاية 2017 وبداية 2018، عندما انخفضت قيمة البيتكوين بنسبة 84% من ذروتها. شهدت البيتكوين نهاية 2017 الارتفاعات التاريخية، حيث اقتربت من 20,000 دولار، لكن بعد ذلك، وبتأثير جني الأرباح من قبل المستثمرين، انخفض السعر إلى أقل من 12,000 دولار. وازدادت الضغوط نتيجة للاختراقات الأمنية الكبيرة في كل من كوريا الجنوبية واليابان، بالإضافة إلى الأنباء التي تشير إلى نية تلك البلدان حظر العملة. مع بداية جائحة كوفيد-19 في مارس 2020، كان للبيتكوين نصيبها من الانهيارات. فقد انخفضت قيمتها بمقدار النصف خلال يومين فقط، من أكثر من 10,000 دولار إلى أقل من 4,000 دولار، مما أدى إلى انعدام الثقة في السوق والانهيار الكبير. وفي مايو 2021، كانت البيتكوين في ذروتها مرة أخرى، حيث وصلت إلى 64,000 دولار. ولكن في حرب نابضة بالضغوط والتغييرات السياسية، انهارت قيمتها بنسبة 53% بعد أسبوع واحد فقط. التعهد من إيلون ماسك بعدم قبول البيتكوين كوسيلة دفع لمركبات تسلا، بالإضافة إلى العمليات التنظيمية الجديدة في الصين، وظهور المخاوف البيئية المرتبطة بتعدين البيتكوين، أحدثت صدمةً جديدة في السوق. في الختام، تمثل الانهيارات الكبيرة في قيمة البيتكوين في تاريخها تجسيدًا واضحًا لطبيعة السوق المضاربة والتي تترافق مع ظواهر تشبه الفقاعات المالية. على الرغم من كل المعاناة والتقلبات، لا يزال هناك الكثير من المؤمنين بهذه العملة ومفاهيمها، ويدل ذلك على أن رحلة البيتكوين لم تنته بعد. إذا كان بإمكانها أن تصمد أمام كل هذه العواصف، قد يكون لديها مستقبل أكثر استقرارًا، لكن السؤال يبقى: هل سيتمكن المستثمرون من تحمل المزيد من التقلبات في المستقبل؟。
الخطوة التالية