عاد Dong Nguyen، مبتكر لعبة "Flappy Bird" الشهيرة، إلى الساحة بعد غياب دام سبع سنوات ليعبّر عن استياءه من النسخة الجديدة من اللعبة التي تتبنى مفهوم العملات المشفرة. وذلك في وقت يشهد فيه عالم الألعاب تغيّرات متسارعة، خاصة مع ظهور تقنية البلوك تشين وتزايد الاهتمام بالعملات الرقمية. لكن، وعلى الرغم من عودة اللعبة إلى الواجهة من جديد، يبدو أن Nguyen لا يريد أن يُربط بإعادة إحيائها، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالتحولات المالية المرتبطة بها. في عام 2014، حققت لعبة "Flappy Bird" نجاحًا غير مسبوق، حيث تهافت عليها الملايين من اللاعبين في جميع أنحاء العالم، مما أكسب Nguyen عائدات ضخمة. ومع ذلك، قرر فجأة إزالتها من متاجر التطبيقات، مُثيرًا جدلًا كبيرًا بين المعجبين. وقد صرح في ذلك الوقت بأنه كان يشعر بالإرهاق من الشهرة التي جلبتها له اللعبة، وأنه لم يعد قادرًا على تحمل الضغط الناتج عن ذلك. ومنذ ذلك الحين، اختفى Nguyen عن الأضواء، مما جعله شخصية أسطورية في عالم الألعاب. ولكن مؤخرًا، بدأت شائعات تتردد حول عودة "Flappy Bird" في شكل جديد تحت اسم "Zombie Flappy Bird" مدعوم بتكنولوجيا العملات المشفرة. وقد أعرب كثير من المعجبين عن ارتياحهم لرؤية اللعبة تعود، ولكن المفاجأة كانت في تصريحات Nguyen التي جاءت لتوضيح موقفه من هذه الإعادة. فقد عبّر عن خيبة أمله وأكد أنه ليس له أي علاقة بالنسخة الجديدة، وأنه لم يبيع حقوق اللعبة، بل إن trademark أو العلامة التجارية التي تم استخدامها تعود للجهة التي بدأت العمل عليها بعد انتهاء صلاحيتها بسبب عدم تجديده لها. عندما بدأ المشروع الجديد، تمت الإشارة إلى أن "Flappy Bird" ستصبح جزءًا من عالم Web 3.0، حيث يحاول المطورون والاستوديوهات الربحية جذب شخصيات جديدة من خلال دمج عناصر الألعاب مع المفاهيم المالية مثل NFTs (الرموز غير القابلة للاستبدال) والعملات الرقمية. ولكن هذا الاتجاه أثار قلق Nguyen، الذي يرى أن اللعبة الأصلية قد تضررت سمعتها نتيجة للتجارب المرتبطة بالعملات المشفرة. عدم تجديد Nguyen لعلامته التجارية كان قرارًا مثيرًا للاهتمام، ويُعتبر نقطة حاسمة في القصة. إذ أنه منذ أن أزال اللعبة، لم يظهر أي اهتمام بوجودها أو بالأرباح التي تأتي منها، مما جعل من السهل على المهاجمين الاستيلاء على حقوق الملكية. في الوقت الذي يُشير فيه البعض إلى أن هذا التحرك هو نوع من إعادة الحياة للعلامة التجارية التي حققت نجاحًا كبيرًا، يعتبر Nguyen أن هذا الأمر ليس جادًا وأنه يشوه ذكريات اللعبة الأصلية. التوجه إلى العملات المشفرة في عالم الألعاب هو واحدة من الاتجاهات الشائعة اليوم، حيث أصبح العديد من المطورين يسعون إلى استغلال هذه التقنية الجديدة لتحقيق مكاسب مالية. ومع ذلك، فإن هذا الاتجاه لا يتوافق بالضرورة مع روح الألعاب ذاتها، التي يفترض أن تكون ترفيهية وتحقق تجربة ممتعة للمستخدمين. هذا الأمر يُبرز انقسامًا في مجتمع اللاعبين، حيث يفضل بعضهم الألعاب التقليدية بينما يتجه آخرون للاستثمار في تجارب رقمية متعددة الأبعاد. من الجدير بالذكر أن Nguyen لم يكن الصوت الوحيد الذي يعبر عن عدم الرضا تجاه العودة الجديدة للعبة. فقد أثار الإعلان عن "Zombie Flappy Bird" ردود أفعال سلبية من قبل المجتمع الذي اعتبرها مجرد طريقة للاستفادة من شهرة اللعبة الأصلية بدون أي احترام لتاريخها. أغلب التغريدات المتعلقة باللعبة الجديدة تلقت تعليقات سلبية، مما دفع المطورين لوضع توضيحات حول إمكانية اللعبة وما تقدمه من مزايا وأوضاع جديدة. بالنظر إلى ردود الفعل المتباينة تجاه هذه النسخة الجديدة، يتضح أن Nguyen اختار البقاء بعيدًا عن هذا النزاع، مؤكدًا على استعادته للراحة التي كان يشعر بها بعد حذف اللعبة الأصلية. وفي ظل هذه الظروف، يبقى التساؤل: هل ستنجح "Zombie Flappy Bird" في جذب جمهور جديد أم ستظل محصورة في دائرة الجدل والمخاوف المرتبطة بها؟ من الواضح أن عالم الألعاب يتجه نحو التوسع في عالم العملات الرقمية، لكن التحول لا يأتي دائمًا بالنتائج الإيجابية. فالكثير من اللاعبين يتطلعون إلى ألعاب تقدم لهم تجارب مستدامة وممتعة دون الحاجة إلى إثقال كاهلهم بمفاهيم مالية قد تعكر صفو المتعة التي يبحثون عنها. ومع استمرار الجدل حول صحة هذه النسخة الجديدة، يبقى على الجميع انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة فيما يتعلق بمصير "Zombie Flappy Bird". أخيرًا، يمكن القول إن مشاركة Nguyen في هذا النقاش قد تؤثر على كيفية استقبال اللاعبين لهذه النسخة الجديدة. فبينما قد يجذب بعض اللاعبين فكرة العودة إلى عالم "Flappy Bird" مع لمسة جديدة، يبقى الخوف من أن يؤثر الجانب النقدي للعملات المشفرة سلبًا على عمل هذه اللعبة، خاصة مع غياب مبتكرها عن المشروع. في الوقت الذي يعيش فيه هذا المجال تحولات مستمرة، تظل الألعاب التقليدية والجودة في التجربة هي ما يجذب اللاعبين الأكثر ولاءً.。
الخطوة التالية