في عصر تتزايد فيه الضغوط الاقتصادية، يسعى العديد من الناس لتحقيق الثراء بسرعة وبطرق سهلة. من بين هذه الطرق، يتزايد الاهتمام بمخططات التسويق الشبكي أو ما يُعرف بالتسويق متعدد المستويات، الذي يعد بالكثير من الأرباح والفرص المالية. ومع ذلك، فإن العديد من هذه الأنظمة تخفي وراءها ممارسات خطيرة تدفع الأفراد إلى المال بطريقة غير آمنة، وأحيانا غير قانونية. تتضمن هذه الأنظمة عادة وعودًا بتحقيق ثروات طائلة من خلال الترويج لمنتجات أو خدمات معينة، في كثير من الأحيان مرتبطة بتداول الأسهم أو العملات. من بين هذه الشركات، تبرز شركة "Retired Young" التي تعد أعضائها بالثروة والحرية المالية إذا اتبعوا نصائح التداول وامتلكوا الذهنية الصحيحة. والجدير بالذكر أن الكثير من الأعضاء لا يحققون النجاح المالي كما هو موعود لهم. يتناول تقرير الصحفي ليفيو كستيل هذا الموضوع بعمق، حيث يكشف الستار عن العمليات خلف هذا الشبكة التجارية المثيرة للجدل. يشير كستيل إلى أن هذه الأنظمة لديها هيكل شبيه بالهرم، وغالبًا ما تظل في منطقة قانونية رمادية، مما يثير المخاوف بشأن مصداقيتها. فالأشخاص الذين يجدون أنفسهم في هذه الشبكات يتبعون نموذجًا يتطلب منهم استقطاب أعضاء جدد بشكل متواصل، مما يعكس حقيقة مؤلمة وهي أن الغالبية العظمى من الأعضاء لا يحصلون على أي فوائد تذكر. تستفيد القلة الموجودة في أعلى هيكل الشبكة، بينما يعاني الغالبية من خسائر مالية كبيرة. في هذه الاستراتيجيات، يتوجب على الأعضاء دفع رسوم عضوية شهرية للاشتراك في منصات تدريب مثل "JIFU"، ولكن العائدات تنتهي غالبًا في جيوب القادة الرئيسيين. هذا يعني أن النجاح المالي يصبح متاحًا فقط لأولئك الذين يمتلكون القدرة على استقطاب اللاعبين الجدد وبناء شبكة قوية. تتحدث المقابلات مع الأعضاء السابقين من مثل هذه الشبكات عن تجارب مؤلمة. يذكر البعض أن الضغوط الاجتماعية كانت عاملاً محوريًا جعلهم يشتركون، حيث تم ترويج الفكرة بأن الانضمام إلى هذه الشبكات يعني الانطلاق نحو حياة من الترف والراحة. ومع ذلك، بدلاً من ذلك، وجدوا أنفسهم عالقين في دوامة من الفواتير والالتزامات المالية. يشير كستيل أيضًا إلى الدورات التدريبية التي تعد بالأسرار الشخصية والنجاح المالي، ولكن في الكثير من الأحيان، هذه الدورات لا تقدم محتوى مفيدًا يُذكر، بل إن الكثير منها يركز على استراتيجيات تسويق الأعضاء الجدد بدلاً من العوامل التي تضمن تحقيق النجاح في الاستثمار الحقيقي. البقعة المظلمة الأخرى في هذه العمليات هي أن بعض الأعضاء قد ينتهي بهم الأمر بتحمل ديون كبيرة نتيجة لمحاولاتهم للوصول إلى النجاح المزعوم. الكثيرون يؤمنون بشدة بأن هذه الأنظمة ستكون المفتاح لحياتهم الجديدة، ولكن بمجرد دخولهم، يدركون أن النظام يعتمد على استقطاب الآخرين للحفاظ على الدورة المالية. في أحداث معينة، يُلقى الضوء على قادة هذه الشبكات، مثل سيلاس سيتيدوكاتي، أحد الشخصيات البارزة في "Retired Young". يرافقه كستيل في إحدى فعالياتهم في مدينة دريسدن حيث يتحدث الحضور عن كيفية بناء ثرواتهم. على الرغم من الأضواء والتشجيع، يبقى السؤال الأهم: كم عدد هؤلاء الذين يحققون النجاحات الفعلية؟ تحذيرات الحكومة والهيئات التنظيمية تتعالى بشأن هذه الأنظمة، حيث تُعتبر معظمها غير قانونية أو تمثل مخاطر كبيرة على الأفراد. في عدة دول، تم اتخاذ إجراءات ضد هذه الممارسات، مما دفع الكثيرين إلى التفكير مرتين قبل الانغماس في عالم التسويق الشبكي. ما يجعل الظاهرة أكثر تعقيدًا هو أن الأفراد الذين يقعون ضحية لهذا النوع من الأعمال عادة ما يكونون في ظروف اقتصادية صعبة، مما يجعلهم أكثر عرضة لاستغلال الأحلام ومنحهم وعودًا زائفة. إن الحلم بالنجاح المالي السريع يمكن أن يكون جذابًا، ولكنه أيضًا خطير. في النهاية، يجب أن نكون واعين للحقائق المخفية وراء هذه الأنظمة. هناك طرق أخرى للاستثمار وكسب المال تتطلب الصبر والجهد، وتكون أقل احتمالًا لاستنزاف الموارد المالية. يجب على الأفراد التحقق من المعلومات وفهم المخاطر قبل الانغماس في مثل هذه الأنظمة. من الضروري توعية الناس حول مخاطر التسويق الشبكي وكيفية تمييز الأنظمة المشروعة من غير المشروعة. إن التعليم والتثقيف يعتبران من أهم أدوات الحماية من الوقوع في فخاخ هذه الأنظمة. على الرغم من خبايا عالم الأعمال، إلا أن العمل الجاد والتفاني يمكن أن يحقق نجاحًا حقيقيًا ودائمًا. يجب أن نحذر من الوعود الكاذبة وأن نبحث عن الفرص التي تبنى على أسس صلبة، بعيدة عن الممارسات المشبوهة. سعادة الأفراد ومستقبلهم المالي يتطلبان اتخاذ خطوات حذرة وواعية.。
الخطوة التالية