تعتبر عملات الميم حديث الساعة في عالم العملات الرقمية، حيث شهدت ارتفاعات هائلة في الأسعار مدفوعةً بشعبية الاستخدام على وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، يأتي وقتٌ يتعين فيه على المستثمرين التفكير في الاستراتيجية الأكثر ملاءمة، وقد حذر جيف دورمان، الرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة Arca، من أن هناك لحظات في السوق قد يتطلب فيها الأمر تصفية هذه الأصول. إن عملات الميم، مثل دوج كوين وشوواين، تشتهر بالتقلب الكبير، مما يجعلها مغرية للمتداولين والمستثمرين. ولكن، كما أوضح دورمان، يجب أن تكون هناك استراتيجيات واضحة تنظم متى ينبغي على الأفراد اتخاذ القرار ببيع هذه العملات. أولاً، يحدد دورمان أن الأنماط السعرية تمثل نقطة انطلاق مهمة لتحديد متى ينبغي للمستثمرين التفكير في البيع. عندما يرتفع سعر عملة الميم بشكل غير مستدام، سواء بسبب الضخ من اليوتيوبرز أو التغريدات اللامعقولة من شخصيات مشهورة، فهذا قد يكون وقتًا حرجًا. يُعتبر هذا الارتفاع غير طبيعي في معظم الأحيان، ومن المرجح أن يتحول إلى تصحيح مفاجئ. ثانيًا، في البيئة الاقتصادية الأوسع، يجب أن يأخذ المستثمرون في الاعتبار العوامل الاقتصادية مثل التضخم وأسعار الفائدة. مع ارتفاع تكلفة المعيشة وزيادة الفائدة المعلنة من البنوك المركزية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل قدرة المستثمرين على المخاطرة بأموالهم، مما يؤدي إلى تراجع الطلب على عملات الميم. لذلك، بانتظار الظروف الاقتصادية الواضحة، يمكن للمستثمرين تبني استراتيجية البيع الانتقائية. ثالثًا، تتبنى البيئة الابتكارية في عالم العملات الرقمية نمطًا مستمرًا من الابتكار والتغيير. ومع ذلك، يشير دورمان إلى أهمية عدم الاطمئنان التام على المشروعات الجديدة. يجب أن يكون المستثمرون حذرين من التحولات المفاجئة في الأساسيات والعوامل التقنية التي تدعم هذه العملات. في حال بدأت مشاريع جديدة في الظهور وتستحوذ على الاهتمام، قد يتجه المستثمرون نحو تأمين أرباحهم قبل أن يتراجع سعر عملة الميم. أيضاً، يُعتبر فهم علم النفس وراء الاستثمار في العملات الرقمية أمرًا ضروريًا. يلفت دورمان الانتباه إلى أن التوجهات الاجتماعية والمشاعر الجماعية تلعب دورًا كبيرًا في تحديد أسعار عملات الميم. في لحظة معينة، يمكن أن تصبح المشاعر سلبية تمامًا، مما يؤدي إلى تسارع خروج المستثمرين. لذلك، من الضروري متابعة الموقف العام للمستثمرين على منصات التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك حاجة لتبني تقنيات تحليل البيانات والتنبؤ. باستخدام أدوات تحليل البيانات، يمكن للمستثمرين إجراء تقييمات دائمة لأداء عملات الميم المختلفة. هذه التحليلات ستشمل قياس مستويات التقلبات، متابعة الحجم الإجمالي للتداول، وتحليل الاتجاهات السوقية. أيضًا، ينبغي على المستثمرين أن يكونوا على دراية بالإشعارات والسلوكيات المرتبطة بخيارات الاستثمار. عندما يبدأ المتداولون في التركيز فقط على عملات الميم دون النظر إلى الأسس المستندة إليها، فقد تكون هذه علامة واضحة على أن الوقت قد حان للبدء في البيع. كما ينصح دورمان المستثمرين بعدم الخوف من تحقيق أرباحهم. إذا كنت قد حققت مكاسب كبيرة من عملات الميم، فلا ضير من أخذ جزء من الأرباح وعدم التعلق بالآمال المستقبلية. الاستثمار ليس متعلقًا بالمشاعر، بل يجب أن يكون مبنياً على المعطيات والحقائق. في النهاية، قابلية عملات الميم للتغيير السريع تعني أنه يجب أن يكون المستثمرون دائمًا في حالة تأهب. لا تكونوا مبدئيين فقط في الشراء ولكن كونوا حذرين ومتأهبين لفترات الانخفاض. فكما يبدو أن المكاسب سريعة، يمكن أن تكون الخسائر أيضًا بذات السرعة. يشدد جيف دورمان على أن الاستراتيجيات المدروسة والمبنية على التحليل قد تكون مفتاح نجاح المستثمرين في عالم العملات الرقمية المضطرب. من خلال فهم الديناميكيات التي تحيط بتلك الأصول، سيكون بإمكان المستثمرين اتخاذ قرارات مدروسة قد تنقذهم من الكوارث المالية.。
الخطوة التالية