تراجعت قيمة زوج العملات الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري (USD/CHF) دون مستوى 0.8450، وذلك بسبب التصريحات "المتفائلة" الأخيرة من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما أدى إلى ضغط قوي على الدولار. ونسلط الضوء في هذا المقال على العوامل التي أثرت في هذا التحرك، بالإضافة إلى البيانات المرتقبة حول احتياطات العملات الأجنبية السويسرية وكيفية تأثيرها على سياسة البنك الوطني السويسري. مع بداية التداولات في صباح يوم الجمعة، بلغ سعر زوج الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري حوالي 0.8430، ليحقق بذلك انخفاضًا ملحوظًا للجلسة الرابعة على التوالي. جاء هذا الانخفاض نتيجة التصريحات التي أدلى بها أوستين جولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، حيث أشار إلى أن البيانات الطويلة الأمد لسوق العمل ومعدلات التضخم تشير إلى أن الوقت قد حان لتخفيف سياسة الفائدة. كما أضاف أن التوقعات تشير إلى إمكانية تخفيض هذه الفائدة بشكل متدرج على مدار العام المقبل. وفي سياق متصل، سجل الدولار الأمريكي مزيدًا من التراجع في قيمة مؤشّر الدولار الأمريكي (DXY) الذي يقيس سعر الدولار مقابل ست عملات رئيسية، حيث انخفض للمرة الثالثة على التوالي ليصل إلى حوالي 101.00. ويُعزى الانخفاض في قيمة الدولار أيضًا إلى تراجع عوائد السندات الحكومية الأمريكية، حيث سجلت عوائد السندات لأجل عامين و 10 أعوام 3.73% و 3.71% حسب آخر البيانات. الجانب السويسري لم يكن بعيدًا عن التأثيرات الاقتصادية. حيث أظهرت البيانات الصادرة يوم الخميس أن معدل البطالة المقوم موسميًا في سويسرا حافظ على استقراره عند مستوى 2.5% لشهر أغسطس. ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن بيانات احتياطات العملات الأجنبية لسويسرا عن شهر أغسطس، والتي يُترقب أن تقدم مزيدًا من المعلومات حول موقف البنك الوطني السويسري (SNB) من الفرنك السويسري. تُظهر البيانات الاقتصادية الأخيرة أيضًا أن التضخم الداخلي في سويسرا قد تباطأ أكثر مما كان متوقعًا في أغسطس. فقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في سويسرا بنسبة 1.1% على أساس سنوي، وهي زيادة أقل من قراءة الشهر السابق (1.3%) وأقل أيضًا من توقعات السوق التي كانت تشير إلى 1.2%. هذا التباطؤ في التضخم يساهم في زيادة التوقعات حول إمكانية تخفيض آخر على أسعار الفائدة من قِبل البنك الوطني السويسري. تعد حركة زوج الدولار مقابل الفرنك السويسري مثالًا على تأثير العوامل الاقتصادية والسياسية على أسواق العملات. فمثلما تأثرت قيمة الدولار بالتوقعات بشأن سياسة الفائدة الأمريكية، يتأثر الفرنك السويسري أيضًا بقرارات البنك الوطني السويسري، والذي يهدف إلى الحفاظ على معدل تضخم سنوي يقل عن 2%. في حال كان التضخم أعلى من المتوقع، يسعى البنك إلى إجراء تعديل في سياسة الفائدة لإعادة الأمور إلى نصابها. في الآونة الأخيرة، كان مجال التحليل الفني مهمًا أيضًا لفهم حركة زوج (USD/CHF). يُنظر إلى المستوى 0.8450 كمستوى دعم رئيسي، ومع تراجعه دون هذا المستوى، قد يتجه السوق إلى جنبات جديدة من التحليل الفني، مما قد يؤدي إلى تراجع إضافي. كما أن التحركات الاستثمارية في العملات تتأثر بشكل كبير بعوامل خارجية، مثل الأداء العام للسوق المالي العالمي والأحداث السياسية والاقتصادية. السؤال الأهم هنا هو: كيف يمكن أن يؤثر صدور بيانات احتياطات العملات الأجنبية السويسرية على قوى السوق؟ يُعتبر الاحتياطي من العملات الأجنبية عنصرًا جوهريًا في تحديد قوة العملة. يمكن أن تُظهر هذه البيانات ما إذا كان البنك الوطني السويسري قد اضطلع بدور نشط في دعم الفرنك من خلال التدخل في السوق أو ما إذا كان لديه استراتيجية أكثر ترويضًا. في المجمل، تعتبر التقييمات المتعلقة بعملة فرنك سويسرا متقلبة، وبخاصة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية غير المستقرة. وفي سياق ذلك، يُعتبر الفرنك السويسري عملة آمنة بشكل عام، حيث يلجأ إليها المستثمرون عندما تسود حالات عدم اليقين في الاقتصاد العالمي. تميل الحركة نحو الفرنك إلى الارتفاع في الأوقات العصيبة، مما يجعل من هذه العملة محط اهتمام لكثير من المتداولين. بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن نفهم كيف يمكن أن تؤثر البيانات الجديدة على الاتجاهات المستقبلية. سيكون التركيز على كيفية استجابة البنك الوطني السويسري لهذه التطورات الاقتصادية الكبرى، بالإضافة إلى كيفية استجابة الأسواق للعملة بدورها. بتحليل الوضع بناءً على كل ذلك، يتوقع الكثير من المحللين أن يستمر ضعف الدولار الأمريكي لفترة أخرى إذا استمرت البيانات الاقتصادية في دعم الانخفاض المحتمل في أسعار الفائدة. إذا ثبت أن بيانات احتياطات العملات الأجنبية السويسرية تدعم أيضًا الفرنك، فقد نشهد المزيد من الخسائر لزوج الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري. في الأخير، يُعتبر زوج الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري مثالًا قويًا على كيفية تفاعل الأسواق مع الأخبار الاقتصادية والنقدية. يتوجب على المستثمرين وتشغيل المحللين أن يظلوا يقظين لما يُظهره السوق، حيث تتغير الاتجاهات بسرعة بناءً على الأخبار والتعديلات السياسة النقدية. ومع انتظار الأسواق للبيانات الجديدة عن احتياطات العملات، يُعتبر ذلك حقًا اختبارًا للاتجاهات الحالية للاقتصاد العالمي والأسواق المالية.。
الخطوة التالية