تاريخ البيتكوين: صعوبة التعدين تصل إلى أعلى مستوى لها بعد ثماني تعديلات إيجابية متتالية

في عالم العملات الرقمية، تعد العملة المشفرة بيتكوين واحدة من الأكثر شهرة وتأثيرًا. في تطور حديث، سجلت صعوبة تعدين بيتكوين قفزة كبيرة لتصل إلى 110.45 تريليون، وهو أعلى مستوى شهده تاريخها. ولتسليط الضوء على هذه الظاهرة، سنقوم بالتعمق في المعاني وراء هذا الرقم القياسي وكيف يؤثر على صناعة التعدين بشكل عام. تُعد صعوبة التعدين من العوامل الأساسية التي تحدد مدى سهولة أو صعوبة استخراج البيتكوين. هذه الصعوبة تتكيف تلقائيًا كل 2016 كتلة، والكود الأصلي يعيد تعديل مستوى التعقيد لضمان استخراج الكتل بمعدل تقريبي يبلغ 10 دقائق لكل كتلة. وهذا التأقلم يساعد على الحفاظ على توازن الشبكة ومنع أي نوع من الأخطاء وراء الانخفاض المفاجئ في معدلات استخراج العملات. زيادة صعوبة تعدين البيتكوين ليست مفاجئة، خاصة في ضوء تصاعد الاهتمام بالعملات الرقمية. لقد شهدنا الآن ثماني تعديلات إيجابية متتالية، مما يجعل عملية تعدين البيتكوين أكثر تحديًا للمعدنين، ويرفع من الضغط عليهم. وبينما يسعى العديد من المعدنين إلى الحصول على مكافآت من تعدين البيتكوين، فإن الضغط المتزايد يجعل من الصعب عليهم الاستمرار دون توسيع نشاطاتهم. في الواقع، نجد أن شركات التعدين العملاقة بدأت في التحول إلى مجالات جديدة مثل الحوسبة عالية الأداء (HPC) والذكاء الاصطناعي كوسيلة للبقاء. على سبيل المثال، قامت شركة MARA Holdings بإصدار سندات قابلة للتحويل لشراء البيتكوين، بالإضافة إلى تحسين إيراداتها من خلال إقراض البيتكوين لتحقيق عوائد بأرقام فردية. هذا الارتفاع في صعوبة التعدين لبيتكوين يأتي في وقت تسود فيه العوامل الاقتصادية العالمية، وربما يكون نتيجة لقوة الشبكة الحالية وارتفاع أسعار البيتكوين. فعلى الرغم من التقلبات الشديدة التي شهدتها السوق، إلا أن البيانات تشير إلى أن القوة الاستيعابية لشبكة البيتكوين لا تزال مرتفعة، حيث يبلغ المتوسط المتحرك لمدة سبعة أيام 775 EH/s. تاريخياً، شهدنا حالات مشابهة، مثل تلك التي وقعت في صيف عام 2021 بعد الحظر الذي فرضته الصين على التعدين. في تلك الأوقات، شهدت الشبكة انخفاضًا مفاجئًا في معدل الهاش، والذي انخفض بنسبة تقارب 50%. ولكن في الفترة ما بين يوليو ونوفمبر 2021، شهدنا تسع تعديلات إيجابية متتالية في الصعوبة، مما تزامن مع قمة السوق عندما بلغ سعر البيتكوين حوالي 69,000 دولار. بعد هذا الطفرات، انحدرت بيتكوين إلى سوق هابط استمر طوال عام 2022. عند النظر في السنوات السابقة، يتضح أن مثل هذه التعديلات لا تشير بالضرورة إلى اتجاهات واضحة. على سبيل المثال، في ديسمبر 2017 كان هناك 17 تعديل إيجابي متتالي، يوافق ذروة الأسعار عندما كان سعر بيتكوين حوالي 20,000 دولار. بعد ذلك، جاءت تراجع في الأسعار مكافئ لتعديلات سلبية، حيث انخفضت الأسعار إلى حوالي 3,000 دولار في أوائل عام 2019. إن التحليل الدقيق لجميع هذه التطورات يظهر أنه في حين أنه قد لا تكون هناك قمم واضحة في السوق ترتبط بزيادات في صعوبة التعدين، فإنها تتزامن غالبًا مع تغيرات كبيرة في أسعار البيتكوين. من المهم أخيرًا أن نلاحظ أن التعزيز المستمر في قوة الشبكة يوفر آمالًا جديدة في انتعاش السوق، حيث تشهد العديد من التوقعات أن البيتكوين قد يصل إلى مستوى زيتاهاش في الثانية قبل حدوث التHalving المقبل، مما يعزز من قدرتها ومحافظتها على القيمة. في النهاية، فإن هذا الارتفاع في صعوبة تعدين البيتكوين يوضح التحديات التي يواجهها المعدنون، ولكنه أيضًا يمثل تطورًا صحيًا في نمو العملة المشفرة واهتمام السوق بها. ومع الوقت، سيتعين على المعدنين التكيف مع هذه الظروف والتفكير في استراتيجيات جديدة للبقاء في المنافسة وسط ضغوط السوق المتزايدة.。