أرثر هايز يشرح لماذا خفض سعر الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي لا يساعد البيتكوين أصبح سوق العملات الرقمية في السنوات الأخيرة أحد أكثر الأسواق إثارةً للجدل، حيث بات البيتكوين هو الرمز الأكثر ظهورًا وضياعًا للضوء في مؤتمرات الاستثمار وأخبار الاقتصاد. ومع اقتراب موعد خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، تساءل الكثيرون عن تأثير هذا الخفض المتوقع على أسعار البيتكوين. في هذا السياق، قدم أرثر هايز، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي السابق لمنصة بيت مكس، تحليلاً مثيرًا للاهتمام يوضح فيه لماذا قد لا يؤثر خفض أسعار الفائدة على البيتكوين كما يأمل الكثيرون. تشير التوقعات إلى احتمالية كبيرة لخفض سعر الفائدة في الاجتماع المقبل للاحتياطي الفيدرالي في 18 سبتمبر. لكن على الرغم من هذا، شهدت أسعار البيتكوين تقلبات كبيرة، حيث انخفضت الأسعار من حوالي 64,000 دولار إلى نحو 57,400 دولار، قبل أن تستعيد بعض قيمتها لاحقاً. ينظر هايز إلى التحركات الأخيرة في السوق كدليل على أن خفض سعر الفائدة قد لا يفيد البيتكوين بالقدر المتوقع. يركز هايز في تحليله على مفهوم اتفاقيات إعادة الشراء العكسية، وهو نوع من الأدوات المالية التي تستخدمها البنوك والمستثمرون لإدارة السيولة. حيث تقوم المؤسسات المالية ببيع الأوراق المالية مع اتفاق على إعادة شرائها بسعر أعلى في وقت لاحق، وتأتي هذه الاتفاقيات بمعدل فائدة مغرٍ يصل إلى 5.3%. هذا المعدل أعلى بكثير من عوائد السندات الحكومية الأمريكية، التي تدفع عوائد أقل تقدر بـ 4.38%. بسبب هذه الفجوة في معدلات الفائدة، بدأ الكثير من مديري الأموال والتحوط بإخراج أموالهم من سندات الخزانة للانتقال إلى هذه الاتفاقيات العكسية. وهو ما يعني أن كمية الأموال المتاحة للاستثمار في الأصول ذات المخاطر العالية، مثل البيتكوين، قد انخفضت بشكل كبير. وهذا يتناقض بشدة مع الفرضية التقليدية القائلة بأن انخفاض أسعار الفائدة يعزز من الاقتراض والإنفاق، مما يؤدي إلى مزيد من السيولة في الأسواق. في الواقع، فقد اسهمت هذه الاتفاقيات العكسية في حجز أكثر من 120 مليار دولار من السيولة منذ إعلان الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة. وبالتالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لا تؤدي تخفيضات أسعار الفائدة إلى تدفق المزيد من الأموال نحو البيتكوين؟ يشير هايز إلى أن هذا التدفق من الأموال المتاحة لأصول مثل البيتكوين يظل محاصراً في "موقف السيارات" العائد للاتفاقيات العكسية. تعد هذه المسألة محورية لفهم كيف يمكن للتوجهات النقدية من الاحتياطي الفيدرالي أن تؤثر على سوق البيتكوين. في العادة، يُعتقد أن انخفاض أسعار الفائدة يشجع على سحب المدخرات من الحسابات السريعة العائد للاستثمار في أصول أعلى مخاطرة. لكن الأحداث الحالية تشير إلى أن المستثمرين يفضلون البقاء في موقع الآمان وتجنب المخاطر. كما أشار هايز إلى أن وجود 69% احتمال لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس و31% احتمال لخفضها بمقدار 50 نقطة أساس قد لا تكون كافية لإحداث تغيير جوهري في طريقة استجابة السوق. فقد يكون للمستثمرين تصورات أخرى حول المستقبل الاقتصادي، مما يدفعهم إلى حذر أكبر في اتخاذ قراراتهم. تأتي هذه الآراء في وقت يشهد فيه البيتكوين تقلبات سعرية ملحوظة، حيث يتراوح سعره بين 57,000 و64,000 دولار في فترة زمنية قصيرة. يتساءل الكثير عن العوامل التي تقف وراء هذه التطورات. هل يرجع ذلك إلى العرض والطلب التقليديين، أم أن هناك عوامل مستجدة تساهم في هذا التغير؟ هايز يعتقد أن الظروف الاقتصادية الحالية، بما في ذلك فكرة "الوقوف في موقف السيارات" مع الأموال، تخلق بيئة غير مواتية لدعم البيتكوين. علمياً، يُعتبر البيتكوين أصولًا بديلة يمكن أن تجذب المضاربين طامحي العوائد المرتفعة. ومع ذلك، تشير المعلومات الحالية إلى أنه مع توافر خيارات استثمار أكثر جذبًا من حيث العائد الآمن، قد يخسر البيتكوين نصيبه من السوق. يجب أن نتذكر أن البيتكوين ليس مجرد استثمار تقني بل هو رمز يمثل إحساسًا أكبر بالحرية المالية. هل يستطيع البيتكوين التعافي إذا حافظت الأسواق التقليدية على مسارها الحالي؟ يعتمد ذلك على التغيرات التي قد تحدث مستقبلاً في السياسة النقدية وكيف سيتفاعل المستثمرون مع تلك التغيرات. بالمجمل، يشير هايز إلى أهمية فهم كيف يمكن لعوامل مثل اتفاقيات إعادة الشراء العكسية وسلوك المستثمرين أن تؤثر على الأسواق. ومع ذلك، يعد هذا النقاش بحد ذاته دليلًا على الديناميكية المعقدة التي تحكم سوق البيتكوين. فبينما يسعى المستثمرون إلى الانتباه إلى تحركات الاحتياطي الفيدرالي، يتعين عليهم أيضاً مراعاة الظروف الاقتصادية الكبرى التي تلعب دورها في توجيه سياساتهم الاستثمارية. في الختام، يبقى البيتكوين موضوعًا مثيرًا للجدل في عالم المال، ومع تأثير السياسات النقدية المتزايد على الأسواق، سيكون من المثير للاهتمام متابعة كيف سيتفاعل البيتكوين في المستقبل القريب. في ظل هذه الديناميكيات، يمكن أن يكون فهم السوق ومطاردة الاتجاهات الاقتصادية أمرًا بالغ الأهمية للمستثمرين الذين يأملون في جني الأرباح من هذا الأصل الرقمي المتقلب.。
الخطوة التالية