عنوان المقال: تحديات اعتماد علم التشفير بعد الكم في سلاسل الكتل الحالية في الآونة الأخيرة، أتت تصريحات يوهان بولسارك، الخبير في مجال التكنولوجيا البلوكتشين، لتسلط الضوء على تحديات كبيرة تواجه سلاسل الكتل الحالية عند محاولة اعتماد علم التشفير بعد الكم. هذه القضية تتزايد أهميتها في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم في مجال الحوسبة الكمومية، والتي قد تهدد أمن الأطر التشفيرية المستخدمة في العديد من العملات الرقمية والتطبيقات المرتبطة بها. إن التشفير هو أساس حماية البيانات الحساسة على سلاسل الكتل. تعتمد معظم العملات الرقمية، بدءًا من البيتكوين وحتى الإيثريوم، على خوارزميات تشفير تعتمد على صعوبات حسابية معينة، مثل المشكلة الرياضية المتعلقة بتفكيك الأعداد. ومع ذلك، مع تقدم تكنولوجيا الكم، أصبح من الممكن أن تصبح بعض هذه الخوارزميات عرضة للاختراق في المستقبل القريب. أكد بولسارك في مقابلة مع "بيتكوين.كوم" أن دمج تشفير ما بعد الكم في سلاسل الكتل الحالية يتطلب تغييرات جوهرية. حيث تبرز هذه التغييرات كعائق رئيسي يتمثل في تأثيرها الكبير على المستخدمين الحاليين. يُعرف تشفير ما بعد الكم بأنه التقنيات التي تم تصميمها لتكون آمنة ضد هجمات الحواسيب الكمومية، لكنها تعد معقدة وتحتاج إلى إعادة بناء البنية التحتية لكثير من التطبيقات. الواقع أن معظم سلاسل الكتل الحالية لم تُصمم مع الأخذ في الاعتبار الحوسبة الكمومية. وبالتالي، في حال تم تبني تشفير ما بعد الكم، سيتعين على المستثمرين والمستخدمين إجراء تغييرات على محافظهم وخدماتهم. هذا يعني أن المستخدمين سيخضعون لمخاطر تتعلق بفقدان الوصول إلى أصولهم الرقمية، بالإضافة إلى احتمالية فقدان البيانات إذا لم يتم التحويل بشكل صحيح. وأفاد بولسارك أيضًا أن أية محاولة لتطبيق هذا النوع من التشفير قد تتطلب من المطورين إعادة تقييم كامل للبروتوكولات المستخدمة، مما يعني أن هناك حاجة إلى مراجعة شاملة للرمز المصدر والتقنيات المستخدمة حاليًا. ومن الجدير بالذكر أن هذه العملية لن تكون سهلة، ومن المحتمل أن تتطلب الكثير من الوقت والموارد. كما أشار بولسارك إلى أن هناك أيضًا جانبًا اجتماعيًا واقتصاديًا لهذه القضية. فإذا حاولت السلسلة الانتقال إلى تشفير ما بعد الكم بشكل مفاجئ، فإن ذلك سيؤدي حتمًا إلى إحداث حالة من الارتباك وعدم الثقة بين المستخدمين. (*كونها*) من الأهمية بمكان أن نفهم أن التحول إلى تشفير ما بعد الكم ليس مجرد مسألة تقنية، بل يتعلق بالقابلية للتبني من قبل قاعدة كبيرة من المستخدمين. يجب أن يكون هناك وضوح كبير بشأن كيف سيؤثر هذا التغيير على العملات الرقمية، مع ضرورة وضع استراتيجيات لضمان سلاسة الانتقال. من جهة أخرى، قد تكون هناك حلول بديلة تمنح المستخدمين مزيدًا من الأمان بدون الحاجة إلى التغيير الجذري في أنظمة سلاسل الكتل. ومن الممكن أن تتعاون بعض الشركات الناشئة مع المؤسسات البحثية لتطوير أدوات جديدة تعمل بالتوازي مع الأنظمة الحالية. مثل هذه المبادرات تشجع على الابتكار وتفتح المجال لتطوير حلول أكثر مرونة والتي يمكن أن تتكيف بسهولة مع التغييرات المستقبلية. على الرغم من هذه التحديات الكبيرة، إلا أنه يجب أن نتذكر أن سلاسل الكتل قد أثبتت قدرتها على التكيف والتطور في مواجهة الأزمات. لذلك، فإنه من الحتمي أن نجد طرقًا للتكيف مع الوضع المتغير دون خسارة ثقة مستخدمينا. إن الأمر يستلزم التفكير الاستراتيجي والتنظيمي من قبل الفريق الإداري والفني لكل مشروع بلوكتشين. بالإضافة إلى ذلك، يسلط بولسارك الضوء على أهمية التواصل مع المجتمع. ينبغي أن تكون هناك حوارات مفتوحة بين المطورين والمجتمع يمكن أن تساعد في تقليل المخاوف وتعزيز الثقة. ولكن يتطلب ذلك جاهزية وشفافية كبيرة من جانب القائمين على المشاريع حتى يمكن لمستخدمي العملات الرقمية أن يثقوا بالتغييرات المقترحة. في النهاية، لا يمكن إنكار أن التشفير ما بعد الكم يمثل خطوة ضرورية نحو أمان أطر العملات الرقمية في المستقبل. ولكن من المهم أن يتم ذلك بحذر وبأسلوب مدروس يأخذ بعين الاعتبار التأثيرات المحتملة على المستخدمين الحاليين. إن سلاسل الكتل تمثل نوعًا من الثورية في عالم المال، ولكنها بحاجة إلى التكيف مع التغيرات المستقبلية لضمان استمرارها في ريادة هذا المجال. ستظل التحديات قائمة، ولكن يقفز الأمل في أن نرى حلولاً مبتكرة تخرج إلى النور، مما يضمن أمان العملات الرقمية ومستمليها في وجه التحديات الجديدة التي قد تطرأ على الساحة. إن المستقبل الذي نعيش فيه يتطلب منا أن نكون مستعدين دائمًا لما هو قادم، وأن نكون مبتكرين في استجابة لهذه التغيرات السريعة.。
الخطوة التالية