خسائر كبيرة تكبدها الأمريكيون فوق الستين عامًا جراء عمليات احتيال في العملات الرقمية، حيث أشارت تقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) إلى أن هذه الفئة العمرية فقدت أكثر من 1.6 مليار دولار في عام 2023 وحده. وبات هذا الأمر يشكل مصدر قلق كبير لكثير من الأسر، خاصة في وقت يعتمد فيه الكثيرون على مدخراتهم التقاعدية لتأمين حياة كريمة في سن الشيخوخة. في السنوات الأخيرة، شهدت العملات الرقمية انتشارًا واسعًا واستخدامًا متزايدًا، مما جعلها وجهة استثمارية جذابة للعديد من الناس. لكن مع هذا الانتشار، ازداد أيضًا عدد عمليات الاحتيال التي تستهدف المستثمرين، خاصة أولئك الذين قد لا يكون لديهم الخبرة التكنولوجية أو المعرفة الكافية حول كيفية التعامل مع هذه الأنظمة المالية الجديدة. بحسب تقارير FBI، فإن عمليات الاحتيال في العملات المشفرة تستهدف بشكل خاص الأفراد كبار السن، حيث أصبحوا أكثر عرضة للاستغلال من قبل المحتالين الذين يستخدمون أساليب متنوعة لخداعهم. هذه الأساليب تشمل مكالمات هاتفية احتيالية، رسائل نصية، وحتى إعلانات عبر الإنترنت تدّعي تقديم فرص استثمارية جذابة. العديد من الضحايا كانوا يتلقون اتصالات من أشخاص يدّعون أنهم مستشارون ماليون، حيث يتم إغرائهم بوعود بعائدات مرتفعة جدًا عن استثمارات قصيرة الأجل. وفي كثير من الأحيان، تتسبب هذه الاحتيالات في فقدان الضحايا لكل مدخراتهم، مما يتسبب في شعور بالأسى والندم، وقد يؤدي ذلك إلى تأثيرات نفسية وصحية سلبية. ولحماية أنفسهم من هذه الأنواع من الاحتيالات، يجب على الأمريكيين فوق الستين أن يكونوا واعين لبعض العلامات الحمراء التي تشير إلى وجود عملية احتيال. من بين هذه العلامات، يُنصح بعدم الوثوق بأية عروض تتضمن وعودًا بعائدات مرتفعة بسرعة أو بطريق سهل. كما يجب التحقق من هوية المتحدث والتأكد من مصداقية الشركة أو الاستثمار قبل اتخاذ أي قرار. علاوة على ذلك، ينبغي على الأفراد أن يكونوا حذرين من تقديم معلوماتهم الشخصية أو المالية عبر الهاتف أو الإنترنت. استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتجنب الاحتيال والتواصل مع العائلات والأصدقاء يمكن أن يكون أيضًا خطوة حاسمة في حماية الموارد المالية. من المهم أيضًا أن يعرف المستثمرون أن هناك العديد من المنظمات والوكالات الحكومية التي توفر الموارد والمعلومات لمساعدتهم على التعرف على الاحتيالات وحمايتهم من الخسائر المالية. فمثلاً، يمكن للأفراد زيارة مواقع مثل موقع لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) للتعرف على كيفية تحديد العمليات الاحتيالية. في ضوء هذه التحديات، تتزايد الحاجة إلى زيادة الوعي بمخاطر الاستثمار في العملات الرقمية، خاصة بين كبار السن. العديد من المجتمعات والمنظمات غير الربحية بدأت في تقديم ورش عمل ودورات تدريبية لمساعدة كبار السن في فهم بيئة الاستثمار الرقمي وتجنب الوقوع ضحايا للاحتيال. عندما نتحدث عن مستقبل التقاعد، يصبح من الضروري أن يتحمل كل فرد مسؤولية حماية مدخراته واستثماراته. ينبغي على الأفراد أن يتذكروا أن الاستثمارات تتطلب دراسة وفهم دقيق قبل اتخاذ أي تحرك. فإذا كان الأمر يبدو جيدًا لدرجة أنه لا يمكن تصديقه، فمن المحتمل أن يكون كذلك بالفعل. كما يجب على العائلات أن تلعب دورًا فعالًا في حماية كبار السن من الاحتيالات. يمكن أن يمثل الحوار المفتوح والمستمر حول المخاطر المحتملة جزءًا مهمًا من الاستعداد لمواجهة التحديات المالية. تشجيع الأفراد الأكبر سنًا على طلب المشورة فقط من المستشارين الماليين المرخصين والمعتمدين يمكن أن يقلل من فرص تعرضهم للغش. وأخيرًا، يجب أن تكون هناك استجابة جماعية من المجتمع بأكمله للتصدي لهذه المشكلة المتزايدة. يتطلب الأمر التعاون بين الوكالات الحكومية، المنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص لتوفير الدعم والتوعية اللازمة لكبار السن. من خلال العمل سويًا، يمكن أن نساعد في بناء بيئة أكثر أمانًا في عالم الاستثمار الرقمي. في الختام، تبقى العملات الرقمية وسيلة استثمارية مثيرة للاهتمام، ولكنها تحمل معها مجموعة من المخاطر، خاصة بالنسبة لكبار السن. من خلال المعرفة، الوعي، والتواصل الفعال، يمكن للأفراد حماية أنفسهم من الاحتيالات والحفاظ على مدخراتهم التقاعدية. لذا، يجب على الجميع اتخاذ خطوات احترازية وضمان عدم وقوعهم ضحايا للمخادعين في هذا العصر الرقمي.。
الخطوة التالية