تعتبر تانا مونجيو، المعروفة بشخصيتها الفريدة والمثيرة للجدل، واحدة من أهم المؤثرين في عالم وسائل التواصل الاجتماعي. تعود الأضواء عليها مجددًا بعد أن كشفت عن عرضٍ مثير للاهتمام تلقتاه مؤخرًا يتعلق بالسياسة. في حلقة من بودكاستها "Cancelled"، فاجأت مونجيو المتابعين بحديثها عن عرض ضخم يتجاوز ملايين الدولارات للترويج لمرشح سياسي، لكنه لم يكن من الحزب الذي تدعمه. تتناول مونجيو في حديثها كيفية أن عرض الدعم هذا جاء في سياق حديثها عن الترويج لعملة مشفرة، حيث قالت إنها تلقت عروضا تُقدّر بملايين الدولارات للترويج لمرشح سياسي لكن دون أن تكشف عن هويته. عند سؤالها من قبل شريكتها في البودكاست، بروك شوفيلد، ما إذا كان المرشح من الحزب الذي تؤيده، أجابت تانا بشكل قاطع: "لا"، مما قد يلمح إلى أن العرض جاء من حملة ترامب. الأمر اللافت هو ما ذكرته تانا عن "قائمة افتراضية" تضم مؤثرين آخرين تم تقديم عروض مالية لهم للترويج لنفس المرشح، مما يبرز جانبًا من استراتيجية سياسية قد تكون معروفة ضمن كواليس الحملات الانتخابية. وبهذا السياق، تحدثت تانا عن العدد الكبير من المؤثرين الذين طُلب منهم دعم المرشحين، مشيرة إلى أنه ليس شخصين أو ثلاثة بل "مئات". احتلت تانا مونجيو سابقًا عناوين الأخبار عندما دعمت حملة جو بايدن في الانتخابات الرئاسية عام 2020، ولعل أبرز ما يميز حملتها الدعائية ذلك العرض الغريب والمثير للجدل، حيث قدمت صورًا عارية لمتابعيها كحافز لمن يقدم دليلاً على تصويته لصالح بايدن. هذه الحملة، التي أطلق عليها اسم "Booty for Biden"، أثارت الكثير من الجدل والنقاشات حول الأخلاقيات في السياسة. في تلك الفترة، تبدو الحملة وكأنها جزء من استراتيجية مبتكرة لجذب الناخبين الشباب، حيث حققت تانا نجاحًا في جذب الانتباه. وقد اعتبرت ذلك تجربة مميزة ومؤثرة، حيث تلقت أكثر من 10,000 رسالة من أشخاص أرسلوا لها إثبات تصويتهم، كما عبرت عن سعادتها بأسلوبها الفريد في تشجيع المشاركة السياسية. ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أن بعض وسائل الإعلام وجامعة كورنيل أشارتا إلى أن تانا قد تنتهك قواعد الانتخابات من خلال عرض مكافآت مقابل تصويت الناخبين. وهو ما قد يعرضها لمخاطر قانونية، حيث يُعتبر تقديم أي شيء مقابل التصويت جريمة انتخابية. ومع اقتراب الانتخابات، يعود الحديث عن تانا وعروض التأييد العديدة التي تلقتها، مما يطرح سؤالًا أكبر حول دور تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف يمكن للمؤثرين أن يكون لهم تأثير أكبر على الاتجاهات السياسية. إن عالم السياسة لم يعد حكراً على السياسيين فقط؛ بل إن المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي بدأوا يلعبون دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام. سواء كان ذلك من خلال الدعاية المباشرة أو عبر الحملات الغير تقليدية، فإن تأثير هؤلاء الأفراد يتسارع بمرور الوقت. وهنا يأتي تساؤل ملح حول لماذا اختارت تانا عدم قبول العرض الضخم الذي تلقته. ربما يعود ذلك إلى قناعاتها الشخصية أو لمجرد حرصها على الالتزام بمبادئها كناخبة. إلا أن مواقفها من الانتخابات المقبلة تبقى واضحة، حيث أظهرت دعمها لحملة كامالا هاريس، بعد أن أوضحت في تعليقاتها أنها "100% ديمقراطية". في النهاية، تظل تجربة تانا مونجيو مثالًا حيًا على كيفية تداخل وسائل الإعلام الحديثة والسياسة. بينما يدرك الجميع أهمية الصوت الانتخابي، يبقى التساؤل حول كيف يمكن أن يتشكل هذا الصوت، وهل المؤثرون سيكون لهم تأثير أكبر في تشكيل هذا الرأي. مع تقدم الحملات الانتخابية، يبدو أن تانا ستظل تحت الأضواء، سواء من خلال تجاربها الجديدة أو من خلال استراتيجيتها الخاصة لدعم المرشحين الذين تؤمن بهم. تظل وسائل التواصل الاجتماعي ميدانًا مفتوحًا للعديد من القضايا السياسية، ومع تزايد عدد المؤثرين، يمكننا أن نتوقع المزيد من الأخبار المثيرة والجدل حول كيفية تأثير هؤلاء على الانتخابات والمجتمع بشكل عام.。
الخطوة التالية