ارتفعت وتيرة الحديث حول سعر البيتكوين مع اقترابنا من الربع الرابع من عام 2024، حيث توقعت العديد من التحليلات المالية أن يشهد سعر العملة الرقمية الأشهر حركة صعودية قد تصل بها إلى مستوى 120,000 دولار. يأتي هذا التوقع وسط أجواء من التفاؤل المتزايد في الأسواق المالية بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في 18 سبتمبر، مما أعطى دفعة جديدة للمستثمرين في سوق العملات الرقمية. خلال الأيام القليلة السابقة، استقر سعر البيتكوين في نطاق ضيق يتراوح بين 62,000 و64,000 دولار. على الرغم من الارتفاع الملحوظ في المشاعر الإيجابية، واجهت العملة الرقمية صعوبات في الثبات فوق مستوى 64,000 دولار، وهو مستوى حرج يمكن أن يفتح الطريق لتحقيق مقاومات سابقة والتوجه نحو 70,000 دولار في المستقبل القريب. لكن الشكوك لا تزال تراود بعض المحللين، حيث أشار الخبير المالي لارك ديفيس إلى أن الأداء التاريخي للبيتكوين في الربع الرابع يوحي بعودة قوية، حيث بلغت نسبة الزيادة خلال هذه الفترة في المتوسط 88%. وفي حال استمر هذا الاتجاه، قد يصل سعر البيتكوين إلى نحو 120,000 دولار. حتى التقدير الأكثر تحفظًا، الذي يتوقع زيادة بنسبة 55% كما حصل العام الماضي، يمكن أن يعكس حاجة السوق لسعر يبلغ حوالي 100,000 دولار. لكن عند تحليل الوضع الحالي لسوق البيتكوين، تظهر بعض العلامات التي تشير إلى أن حركة الأسعار يتم "ضغطها بشكل مصطنع". وقد انتبه العديد من المحللين إلى أن الأسعار ظلت متعلقة حوالي 63,000 دولار، مع وجود محاولات متكررة للاختراق تم إحباطها. ويُظهر تحليل Cumulative Volume Delta (CVD) أن هناك نمط توزيع يحدث حتى مع ارتفاع الأسعار، بينما تكشف بيانات العقود الآجلة عن تباين يشير إلى أن الزيادات الأخيرة في الأسعار كانت مدفوعة بشكل أساسي بتداول العقود الآجلة. من جهة أخرى، تشير تحليلات أخرى، مثل تلك التي أجراها محلل يتبنى الاسم InspoCrypto، إلى أن هناك إمكانية لرؤية انخفاض أخير قبل أن تصل الأسعار الجديدة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، والتي قد تتجاوز 80,000 أو حتى 85,000 دولار. وأشار المحلل أيضًا إلى أن تحليل نسبة الحيتان إلى المستثمرين الأفراد يظهر أن الحيتان تجميع مراكز قصيرة بينما يراهن المستثمرون الأفراد بشكل أساسي على مراكز طويلة، مما يخلق سيناريو قد يكون غير مريح لهم. إضافة إلى ذلك، يشير المحللون إلى أن البيتكوين حاليًا في مرحلة اختبار المتوسط المتحرك البسيط لمدة 200 يوم، الذي يعتبر مستوى مقاومة قصير الأجل عند 64,000 دولار. وإذا تمكنت العملة الرقمية من الاختراق فوق هذا المستوى الحرج، فقد يؤدي ذلك إلى تحول كبير نحو الاتجاه الصعودي. إلى جانب تلك التحليلات الفنية، هناك عوامل فريدة هذا العام يمكن أن تدفع السوق إلى تغيير كبير، مثل إطلاق سوق صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) للبيتكوين، والانتخابات الأمريكية القادمة، والتوقعات بإعادة ضخ 16 مليار دولار من الأموال بعد انهيار بورصة FTX. كل هذه العناصر تشير إلى أن السوق قد يكون على موعد مع تحركات سعرية كبيرة وخارجة عن المألوف. على الرغم من التحديات القصيرة الأجل التي تواجه البيتكوين، فإن هناك توافقًا عامًا بين المحللين على أن العملة المشفرة في موقع يؤهلها لتحقيق أعلى مستوياتها على الإطلاق خلال الربع الرابع من هذا العام وفي السنوات التي تليه. يُعتبر مستوى 100,000 دولار هو الهدف القريب، بينما يشير بعض المحللين إلى أن التوقعات طويلة الأمد قد تمتد لتصل إلى 400,000 دولار بحلول أكتوبر من العام القادم إذا استمرت اتجاهات السوق الحالية. ختامًا، يجسد سوق البيتكوين تفاؤلًا قويًا بين المستثمرين، على الرغم من أن عدم القدرة على تجاوز العوائق قصيرة الأجل قد يشير إلى الأسواق غير المستقرة. يواصل المستثمرون التطلع إلى الأفق، متشوقين لمعرفة كيف سيتشكل مستقبل العملة الرقمية الأبرز في العالم. إن صعود البيتكوين ليس مجرد حركة سعرية بل هو أيضًا عكس لمزاج السوق العام وللثقة التي تتشكل يوما بعد يوم في هذه العملة التي أثبتت قوتها وتميزها على مر السنين. وفيما يتجهز سوق البيتكوين لموجة جديدة من الارتفاعات، يبقى السؤال: هل ستنجح هذه العملة في تحقيق التوقعات الجريئة التي تتنبأ بصعودها إلى 120,000 دولار أم ستواجه تحديات جديدة في الطريق؟ كل ما يمكننا فعله هو المراقبة والترقب لما ستسفر عنه الأيام القادمة.。
الخطوة التالية