في خطوة مهمة نحو تعزيز الاقتصاد الأمريكي، قدمت نائب الرئيس كامالا هاريس ومحافظ مينيسوتا تيم فالز، خطة اقتصادية جديدة تحمل عنوان "طريق جديد نحو الأمام". تهدف هذه الخطة، التي تم الإعلان عنها في 26 سبتمبر 2024، إلى دعم الطبقة المتوسطة وتعزيز القطاعات الحيوية في الاقتصاد الأمريكي، بما في ذلك الأصول الرقمية. تتضمن الخطة، التي تمتد على 80 صفحة، رؤية مفصلة لتحفيز الاقتصاد الأمريكي في حال فوز هاريس وفالز في الانتخابات الرئاسية المقبلة. حيث تمت الإشارة إلى أهمية الأصول الرقمية، وخاصة في سياق تحقيق الولايات المتحدة للريادة في تقنيات البلوك تشين. وفي كلمتها التي تلت الإعلان عن الخطة، أكدت هاريس على أهمية الحفاظ على الصدارة الأمريكية في مجال تقنيات البلوك تشين، وأشارت إلى أن هذه التقنيات تعد جزءاً من "صناعات المستقبل". كما أعربت عن التزامها بتشجيع الابتكار في مجال التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك الأصول الرقمية، مع التأكيد أيضاً على ضرورة حماية المستهلكين والمستثمرين. ومع ذلك، أثار الإعلان عن الخطة ردود فعل مختلطة بين أوساط مجتمع العملات الرقمية. حيث قوبل ذكر الأصول الرقمية في الخطة بقلق، نظراً لقلة التفاصيل المحددة حول كيفية تحقيق هذا التشجيع. فقد اعتبر العديد من مستخدمي العملات الرقمية أن الخطة تفتقر إلى الوضوح، وأن التصريحات التي أدلت بها هاريس حول الأصول الرقمية كانت عامة للغاية. في هذا السياق، انتقد العديد من النقاد عدم تقديم تفاصيل كافية حول كيفية دعم الحكومة للأصول الرقمية. فقد أشار كاتب في إحدى المدونات المعنية بالعملات الرقمية إلى أن استخدام مصطلح "تشجيع" دون تقديم آليات واضحة يترك المجال مفتوحاً للتأويلات، ما يزيد من الغموض حول موقف الإدارة تجاه هذا القطاع. ومع ذلك، هناك من دعا إلى منح هاريس فرصة، حيث اعتبر بعض المراقبين أن هذه الخطة تمثل تقدماً ملحوظاً في دعم الابتكار. وأشار المحلل آدم كوتشرا إلى أن اعتراف هاريس بضرورة قيام الولايات المتحدة بدور قيادي في تقنيات البلوك تشين يعد خطوة إيجابية، حتى وإن كانت التفاصيل غير كافية حتى الآن. تشير الخطة الاقتصادية الجديدة إلى تصميم هاريس وفالز على تعزيز الشراكة مع المستثمرين الرئيسيين في صناعة التكنولوجيا والتوجه نحو الاستثمار في المستقبليات الرقمية. حيث جاء في نص الخطة أنها تهدف إلى "تحفيز النمو في الصناعات الابتكارية وتطوير التقنيات الجديدة"، وهو ما يتماشى مع الاتجاهات العالمية الحالية. تسعى هاريس وفالز أيضاً إلى إحداث تغيير في السياسة الاقتصادية الأمريكية من خلال التركيز على التكنولوجيا النظيفة والتصنيع الحديث، مما يشير إلى وجود رؤية شاملة تهدف إلى تحسين الاقتصاد الأمريكي على نطاق واسع. ويعتبر التركيز على الأصول الرقمية جزءاً من هذه الرؤية، خاصةً في ظل التحولات السريعة في عالم التكنولوجيا والبرمجيات. مع اقتراب الانتخابات، يتزايد الضغط على هاريس وفالز لتقديم المزيد من التفاصيل حول كيفية تحقيق الوعود الموجودة في خطة "طريق جديد نحو الأمام". حيث يسعى الناخبون، خاصةً في مجتمع العملات الرقمية، إلى معرفة كيف يمكن للحكومة أن تضمن بيئة تشجع الابتكار وتدعم حماية الاستثمار. تتضمن الخطة توجيهات حول كيفية دمج التقنيات الناشئة مع الصناعات التقليدية، مما قد يعزز قدرة الولايات المتحدة على المنافسة في السوق العالمية. ويتوقع المحللون أن يكون للترويج للإبداع التكنولوجي والأصول الرقمية تأثيرات إيجابية على الاقتصاد وعلى مجالات أخرى مثل التعليم والعمالة. ومع تزايد الاهتمام بالأصول الرقمية، نجد أن العديد من المنافسين السياسيين أيضاً بدأوا في تقديم تصريحات متباينة حول موقفهم من هذا الشأن. مما قد يخلق بيئة تنافسية كبيرة في هذا المجال. ويشير العديد من المحللين إلى أن المواقف المستقبلية للحكومة تجاه العملات الرقمية ستلعب دوراً مهماً في تشكيل السوق وزيادة استخدام التكنولوجيا المالية الجديدة. من جهة أخرى، بدأ العديد من اللاعبين الرئيسيين في مجتمع العملات الرقمية بالحشد حول إمكانية تغيير القوانين والسياسات التي تحكم هذا القطاع. وقد يعكس هذا الوضع المتغير أهمية الأصول الرقمية في الاقتصاد الحديث، حيث أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الاستثمارات والتجارة العالمية. في الختام، تمثل خطة "طريق جديد نحو الأمام" خطوة مهمة تتميز بالتوجه نحو الابتكار والتكنولوجيا. ورغم عدم وضوح التفاصيل المتعلقة بالأصول الرقمية، إلا أن الإعلان عن الاهتمام بهذه الصناعة يعد بمثابة دعوة لمزيد من الانفتاح والنقاش حول كيفية تشكيل مستقبل الاقتصاد الأمريكي في عصر التكنولوجيا. ينتظر الجميع بفارغ الصبر المزيد من التفاصيل والتوضيحات حول كيفية دعم هذا القطاع الحيوي وإمكانية تعزيز الريادة الأمريكية في مجال الأصول الرقمية.。
الخطوة التالية