تعتبر إدارة الاستثمار من الأمور الأساسية التي يوليها المستثمرون أهمية كبيرة، وخاصة في ظل التقلبات الكبيرة التي يشهدها السوق. هناك تقنيات متعددة تُستخدم لتحسين العائدات وتقليل الأعباء الضريبية، ومن بين تلك التقنيات تأتي "حصاد خسائر الضرائب" أو ما يُعرف بـ"Tax-Loss Harvesting". في هذا المقال، سنستعرض كيفية عمل هذه التقنية، وما هي الفوائد التي يمكن أن تعود على المستثمرين العاديين من تطبيقها. يهدف حصاد خسائر الضرائب إلى تقليل العائدات الضريبية الناتجة عن الأرباح. فعندما يقوم المستثمر ببيع الأصول المالية، قد يحقق أرباحًا أو خسائر. وإذا كان هناك خسائر، يمكن استخدامها لتعويض الأرباح المكتسبة في invest taxable حسابات. بمعنى آخر، يتمكن المستثمر من تقليل الأرباح الخاضعة للضرائب من خلال تسجيل الخسائر. عند التفكير في كيفية عمل حصاد خسائر الضرائب، يجب على المستثمرين أولاً معرفة بعض المفاهيم الأساسية. كل احتساب للعائدات الضريبية يكون مرتبطًا بمدة الاحتفاظ بالأصول. لذلك، عند القيام بعملية حصاد الخسائر، يتم بيع الأصول الخاسرة ثم إعادة استثماره في أصول أخرى مشابهة ولكن مع الحرص على عدم انتهاك قوانين "الاستقطاعات". ويُعرف هذا القانون باسم "قاعدة الثلاثين يومًا"، حيث يجب على المستثمر الانتظار لمدة 30 يومًا قبل إعادة شراء الأصل ذاته لتجنب استبعاد الخسائر. لكن ما هو العامل الذي يجعل حصاد خسائر الضرائب مثيرًا للاهتمام بالنسبة للمستثمرين العاديين؟ أحد الأشياء المهمة هو الفائدة الضريبية التي تعود عليهم. يمكن أن تكون المكاسب المحققة من حصاد الخسائر وسيلة فعالة لتقليل المبلغ الإجمالي الذي يدفعه المستثمر في الضرائب. على سبيل المثال، إذا كان لدى المستثمر مكاسب بمقدار 10,000 دولار على أحد الأصول، وفي نفس الوقت خسر 3,000 دولار على آخر، يمكن للمستثمر تعويض جزء من المكاسب بالخسائر. وبهذا، يُمكنه تقليل العائدات الضريبية على 7,000 دولار فقط بدلاً من 10,000 دولار. علاوة على ذلك، يُعتبر حصاد خسائر الضرائب استراتيجية جيدة للمستثمرين الذين يسعون إلى تحسين عوائدهم على المدى الطويل. من خلال اتخاذ القرارات المناسبة وتطبيق النصائح المناسبة حول توقيت البيع، يمكن للمستثمرين محاولة التقليل من التأثير السلبي الذي قد تحدثه التقلبات في الأسعار على عائداتهم. لكن بينما يبدو أن حصاد خسائر الضرائب يقدم العديد من الفوائد، يجب على المستثمرين أن يكونوا على دراية ببعض التحذيرات. يجب عليهم أن يأخذوا في اعتباراتهم أن الهدف النهائي ليس بالضرورة البيع لأغراض التخفيض الضريبي ولكن يجب أن يتماشى ذلك مع استراتيجيات الاستثمار العامة. لتحصيل أقصى استفادة، يُفضل أن يتم إعداد خطة استثمار طويلة الأجل تتضمن تصورات للمخاطر والعائدات. من الأمور المهمة أيضا هي التأكيد أن حصاد خسائر الضرائب ليس مفيدًا للجميع. لن يكون هناك عوائد ضريبية محتملة للمستثمرين الذين لا يحققون مكاسب أو الذين يستثمرون في حسابات معفاة من الضرائب مثل حسابات التقاعد. علاوة على ذلك، فإن التكاليف المرتبطة بالمعاملات مثل رسوم السمسرة يمكن أن تقلل من العوائد, لذلك يجب أن يُنظر في تلك التكاليف بعناية. خلال فترة تذبذب الأسواق، قد تكون هناك رغبة أكثر لتطبيق حصاد خسائر الضرائب. ومن المهم أن يكون المستثمر على علم بأن اختيار الأوقات المناسبة للبيع يعزز فعالية هذه الاستراتيجية. في بعض الأحيان قد تكون صفقات البيع متاحة، لكن الأسعار قد لا تكون مرضية. وبالتالي، يُفضل أن يظل المستثمر واعيًا للمشاعر العامة في السوق وأبعادها على محفظته الاستثمارية. أيضا، إذا نظرت إلى الأطراف الأخرى في السوق، قد تجد شركات الاستثمار تعتمد بشكل متزايد على هذه الاستراتيجية كجزء من استراتيجياتها الكلية لإدارة الأموال. لكن ذلك لا يعني أنه يجب على المستثمر العادي تقليد تلك الاستراتيجيات دون دراسة متأنية. من المهم أن يبقى المستثمر على دراية بكيفية تأثير الضرائب على المردود المالي للصفقات. في النهاية، يعتبر حصاد خسائر الضرائب أداة قوية يمكن أن تعزز العائدات المالية إذا تم استخدامها بشكل صحيح. يجب على المستثمرين أن يكونوا على علم بكيفية عمل هذه الاستراتيجية والعوامل المؤثرة فيها، بما في ذلك التكاليف والمخاطر. من خلال التعليم والشعور العام بالسوق، يمكن للمستثمرين العاديين أن يتخذوا القرارات المناسبة لتحسين عوائدهم وتقليل الأعباء الضريبية. إن الفهم الشامل لهذه الاستراتيجية سيمكنهم من تحقيق أهدافهم المالية بطريقة أكثر فعالية، مما يؤدي في النهاية إلى استثمار أكثر نجاحًا على المدى الطويل.。
الخطوة التالية