منذ يناير 2017، مرت سبع سنوات وثمانية أشهر، محملة بالتغيرات والتطورات التي شهدتها العديد من مجالات الحياة. سواء على المستوى الشخصي، المهني، أو الاجتماعي، قامت هذه السنوات بتشكيل واقع جديد يعكس تحديات العصر الحديث، وكأنها فصل جديد في قصة البشرية. منذ بداية هذا العام، كان هناك الكثير من الأحداث العالمية التي تعكس تأثير التغيرات السياسية، الاقتصادية، والبيئية على حياتنا اليومية. نشرت المؤسسات البحثية والإعلامية إحصاءات مهمة تتعلق بالتطورات التي حصلت منذ بداية هذه الفترة. فقد شهدنا صعود التكنولوجيا الرقمية بشكل غير مسبوق، وأصبح العالم متصلاً بشكل أكبر من أي وقت مضى. وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت منصة تفاعلية لملايين الأشخاص للتعبير عن آرائهم ومشاركة تجاربهم. التكنولوجيا أيضًا لم تكن الجانب الوحيد من التطورات. على صعيد القضايا البيئية، كانت هناك دعوات متزايدة للحفاظ على كوكب الأرض. انطلقت حركات عالمية تحقق في التغير المناخي، داعية إلى الاستدامة والاهتمام بإعادة التدوير وتقليل النفايات. في هذا السياق، شهدنا أيضًا زيادة في الوعي العام حول أهمية الاستدامة والابتكارات الصديقة للبيئة، سواء في مجالات الأزياء، التغذية، أو حتى في تصميم المنتجات. العائلة والعمل كغيرهما رأيا تحولات جذرية، فقد تغيرت القيم الاجتماعية والعمليات المرتبطة بالعمل. انطلاقًا من مفهوم العمل عن بُعد، انتقلت كثير من الشركات إلى نماذج عمل مرنة تُعطي الموظف حرية التوازن بين حياته الأسرية والمهنية. هذا التغير يتماشى مع العادات والتقاليد التي تتطور، مما يتيح للأفراد القدرة على إدارة وقتهم بشكل أفضل وتحقيق التوازن الذي يحتاجونه. جائحة COVID-19 كانت نقطة تحول أخرى في هذا الإطار. فبجانب التأثير الفوري على الجانب الصحي والاقتصادي، كانت لها تأثيرات بعيدة المدى على كيفية تفكير الناس في مستقبلهم. من البعد النفسي، أثرت هذه الجائحة بشكل كبير على العلاقات الاجتماعية. إذ وجدت الأسر نفسها في أوقات تعتبر الأشد فيها قربًا لبعضها، ولكن في الوقت نفسه صار الافتقار إلى التفاعل الاجتماعي نتيجة للحجر الصحي أمرًا يثقل كاهل البعض. في هذه الحقبة، أصبح التركيز على الصحة النفسية أولوية للكثيرين، حيث زادت التغيرات والضغوط اليومية من الحاجة إلى دعم نفسي. الأمر الذي أدى إلى تزايد التوجه نحو التقنيات الحديثة في مجال العلاج والدعم النفسي، مثل التطبيقات التي تقدم استشارات نفسية عبر الإنترنت. الأزياء والثقافة الشعبية أيضًا شهدتا تطورات كبيرة. هناك جهود مستمرة لتحدي الأعراف الاجتماعية، فقد بدأت العديد من العلامات التجارية في تصنيع ملابس تعتمد على معايير الاستدامة، مما يتيح للناس الاختيار بين الانخراط في عالم الأزياء وبين احترام البيئة. بينما نتطلع إلى المستقبل، فإن هناك أملًا متجددًا، ومعه تحديات جديدة لتجاوزها. إن التغيرات والتحديات التي عاشها العالم طيلة السنوات السبع والثمانية الماضية تشكل دروسًا قيمة. يمكن أن تكون هذه الأوقات بمثابة منحة للبشرية لخلق عالم أكثر توازنًا ووعيًا، حيث يدرك الأفراد أهمية التعاون والعمل الجماعي في مواجهة الأزمات. مع العلم أن هذه السنوات لم تكن خالية من الصعوبات، إلا أنها كانت أيضًا مليئة بالفرص. لقد أظهر كل من الأفراد والمجتمعات القدرة على التكيف والابتكار، متخطين عقبات كثيرة. علينا أن نستخلص الدروس من كل ما عايشناه، ونستعد لأيام قادمة تحمل تحديات قد تكون أصعب ولكنها أيضًا ستكون فرصة للتطور والنمو. كما أن الصوت الجماعي للمجتمعات والشباب، ولا سيما في بلدان العالم النامي، يتزايد بشكل ملحوظ. لقد أخذ الأفراد زمام المبادرة للدفاع عن حقوقهم وتأسيس هويات ثقافية جديدة تعبر عن تطلعاتهم. انطلاقًا من الثقافة والفنون إلى السياسة، يُظهر شباب اليوم استعدادًا أكبر للخوض في غمار التغيير. وبذلك، فإن الفترة الزمنية التي نعيشها منذ يناير 2017 ليست مجرد مدة زمنية عادية، بل هي مجموعة من الدروس والأحداث التي تعكس رحلة البشرية نحو المستقبل، والطريق نحو عالم أكثر تماسكًا وابتكارًا. نستعد لما هو قادم، آملين أن تكون التغيرات القادمة تصب في مصلحة الإنسانية.。
الخطوة التالية