طرق جني الأرباح من تقلبات العملات الرقمية: استراتيجيات الشورتينغ على بيتكوين وإيثيريوم!

في عالم المال الحديث، حيث تتقلب أسعار العملات الرقمية بشكل سريع وملحوظ، يجد الكثير من المستثمرين أنفسهم أمام خيارات متعددة لتوجيه استثماراتهم. واحدة من هذه الخيارات التي تثير اهتمام العديد هي تقنية "الشراء القصير" أو ما يعرف بالـ"Shorting". وهي تقنية تسمح للمستثمرين بالاستفادة من الانخفاض المحتمل في أسعار العملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثريوم. في هذا المقال، سنستعرض مفهوم الشراء القصير، وكيفية استخدامه في سوق العملات الرقمية، بالإضافة إلى النصائح والأمور التي يجب أن يضعها المستثمرون في اعتبارهم عند التفكير في هذه الاستراتيجية. إن مفهوم الشراء القصير يعني بشكل أساسي أن المستثمر يراهن على انخفاض سعر أصل معين، وفي حالة العملات الرقمية، قد يقوم المستثمر بفتح مركز قصير لعملة مثل البيتكوين. عندما يتخذ المستثمر قراراً بفتح مركز قصير، فإنه يقترض العملة الرقمية من جهة أخرى (غالبًا ما تكون منصة تداول) ويبيعها بالسعر الحالي، على أمل أن ينخفض السعر، مما يسمح له بشراء العملة مرة أخرى بسعر أقل لتسديد الدين. الفارق بين السعر الذي باع به العملة والسعر الذي اشتراها به مرة أخرى يمثل الربح. من أجل النجاح في استراتيجية الشراء القصير، يحتاج المستثمر إلى أن يكون لديه فهم عميق لتحركات السوق والأحداث التي تفيد في تحريك الأسعار. على سبيل المثال، الأخبار الاقتصادية الكبيرة، مثل تغيير أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على أسعار العملات الرقمية. في عام 2022، شهدت أسعار البيتكوين والإيثريوم انخفاضات حادة استجابة لتصرفات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. لذلك، يجب على المستثمرين متابعة الأخبار والتوجهات الاقتصادية بعناية. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون المستثمر واعيًا للمخاطر المرتبطة بالشراء القصير. فالعملات الرقمية معروفة بتقلباتها الشديدة، مما يعني أنه في حين يمكن أن ترتفع الأسعار وتنخفض بسرعة، يمكن للمستثمرين أيضًا أن يواجهوا خسائر كبيرة إذا تحرك السوق ضدهم. قد يفكر معظم المستثمرين في استخدام أدوات مثل عقود الفروقات (CFDs) أو الخيارات كوسيلة لشورت العملات. عند استخدام عقود الفروقات، يستثمر المستثمرون في الأداة المالية دون الحاجة إلى شراء الأصل بشكل فعلي. تعتبر هذه العقود طريقة مرنة وفعالة للمستثمرين الذين يرغبون في الاستفادة من الانخفاضات المحتملة في الأسعار. من خلال هذه الصفقات، يمكن للمستثمرين أيضًا الاستفادة من تأثير الرفع المالي، مما يزيد من عوائدهم المحتملة، لكنه يزيد من المخاطر أيضًا. أما بالنسبة للخيارات، فهي تمنح المستثمر الحق، ولكن ليس الالتزام، لشراء أو بيع الأصل بسعر محدد خلال فترة زمنية معينة. يعتبر الشراء القصير بواسطة الخيارات استراتيجية أكثر مرونة، إذ قد يساعد المستثمرين في الحد من خسائرهم المحتملة، ولكن يجب أن يدفعوا عمولة أو قسطًا مقابل الحصول على هذا الحق. تأتي الخيارات الأخرى المتاحة للشراء القصير في شكل الأصول الاصطناعية. هنا، يمكن للمستثمرين استخدام منصات مثل Synthetix أو UMA لإنشاء رموز تمثل العملة المتداولة. على سبيل المثال، يمكنهم إنشاء رمز يعكس حركة سعر البيتكوين، مما يوفر فرصة للربح في حالة انخفاض السعر. ويرتبط هذا النوع من التمويل بمخاطر أقل بالمقارنة مع التقنيات الأخرى، ولكنه يظل محتمل الخطورة بسبب عدم وجود تنظيم رسمي له. بالإضافة إلى ذلك، تم إدخال صناديق المؤشرات المتداولة العكسية، مثل BITI، والتي تتيح للمستثمرين الفرصة "لشراء" أو "شورت" البيتكوين عبر شراء أسهم في الصندوق. تعتمد صناديق المؤشرات هذه على استراتيجيات مستقبلية وتسمح للمستثمرين بالاستفادة من تقلبات السوق. ومع ذلك، يجب أن يدرك المستثمرون أن هذه الصناديق تحتوي على رسوم إدارة، كما أن تقلباتها قد تكون مرتفعة. عند التفكير في الدخول إلى عالم الشراء القصير، يجب على المستثمرين أيضًا النظر في بعض النقاط الأساسية. من المهم تطوير خطة تداول واضحة والالتزام بها، بالإضافة إلى وضع مستوى مناسب من التوقف للحفاظ على رأس المال. التداول العاطفي يمكن أن يكون مدمرا، ولذلك يجب على المستثمرين أن يتجنبوا اتخاذ قرارات في أوقات الضغط أو القلق. ينبغي أيضًا على المستثمرين محاولة توسيع معرفتهم حول أفضل الأوقات التي يمكن فيها استخدام استراتيجيات الشراء القصير. إن فهم أنماط السوق والتاريخ الاقتصادي يمكن أن يسهم بشكل كبير في تكوين تصورات أكثر دقة حول مستقبل الأسعار. بصفة عامة، يقدم الشراء القصير للمستثمرين فرصة لتحقيق الأرباح في أوقات الاتجاهات السلبية في السوق، مثل تلك التي لوحظت في الأسواق الرقمية خلال العام الماضي. ومع ذلك، كما هو الحال مع أي استراتيجية استثمارية، يجب أن يتم ذلك بحذر وفهم كامل للمخاطر المحتملة. في الختام، إن التعرف على كيفية استخدام الشراء القصير في سوق العملات الرقمية يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للمستثمرين الراغبين في استغلال تقلبات السوق. ومع ذلك، من الضروري أن يمارس المستثمرون التحليل diligent والتفكير النقدي قبل اتخاذ خطوات في هذا الاتجاه. إن الاستعداد الجيد والإلمام بكيفية عمل الأدوات المالية يمكن أن يمنحوهم ميزة مهمة في سوق العملات الرقمية المتقلب.。